المولد والنشأة
ولد عبد الله نمر درويش عام 1948 في كفر قاسم داخل الخط الأخضر.
الدراسة والتكوين
تخرّج درويش في المدرسة الإسلاميّة في نابلس.
الوظائف والمسؤوليات
تولى مسؤوليات عدة قدم خلالها خدمات للمجتمع الفلسطيني المحلي، فقد أسس عام 1969 الحركة الإسلامية بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 في كفر قاسم، والتي عرفت باسم “أسرة الجهاد”.
وأسس “حركة الشباب المسلم” وشبكة من المؤسّسات الاجتماعية شملت رياض أطفال، وعيادات طبيّة، ونوادي رياضيّة، ومعاهد دينيّة.
وفي عام 1998 استقال نمر درويش من رئاسة ما يعرف بالجناح الجنوبي في الحركة الإسلامية، وخلفه رئيس مجلس كفر قاسم المحلي سابقا، الشيح إبراهيم صرصور.
التوجه الفكري
عرف درويش بدعوته إلى العودة إلى الإسلام وبناء جيل يحمل الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة، وقام بنشر دعوته في فلسطين488، وخاصّة منطقة المثلث ثم امتد نشاطه إلى منطقتي الجليل والنقب.
رأى أن الإسلام هو الشريعة السماويّة الإلهية لخالق العالم، أنزلت لجميع البشر كطريق شامل وصحيح للحياة، وأنّ المجتمع الإسلامي تعرّض لهجمة من الاستعمار والإمبريالية هدفت السيطرة عليه وعلى مقدّراته اقتصاديا وسياسيا، ولكي يتمّ لها هذا الغرض كان لا بدّ لها من الهجوم على القيم.
وتؤمن الحركة الإسلامية لفلسطينيي 48 التي يشكّل درويش أحد جناحيها بأن الإسلام هو الحل لمشكلات الجماعات البشرية والأفراد، وقد عبّر أحد كبار الحركة وهو الشيخ عاطف الخطيب عن ذلك بقوله “إن الحركة الإسلامية تؤمن بأفضلية الحل الإسلامي للقضية الفلسطينية عن طريق إقامة حكومة إسلامية على أرض فلسطين ينعم تحت حكمها المرتكز على شريعة الله اليهود والنصارى والمسلمون”.
التجربة النضالية
ناضل نمر درويش ضد الاحتلال الإسرائيلي، وألقي عليه القبض عام 1981، ووجهت إليه تهمة الانتماء إلى تنظيم إسلامي في منطقة المثلث، وحيازة أسلحة، والقيام بعمليات عسكرية. ولم يتم الإفراج عنه إلا عام 1984.
وبعد أن دعا في السابق إلى الجهاد الإسلامي، تراجع نمر درويش عن مواقفه، بسبب اقتناعه بقوة التثقيف والإرشاد والتعليم كطريقة لنشر الدعوة وتطبيق الشريعة الإسلامية، ووجوب نبذ “العنف” كوسيلة للوصول إلى هذا الهدف.
وقد عارض نمر درويش بعد خروجه من السجن، علانية المقاومة المسلحة، بل ذهب إلى التأكيد أنّها كانت “غلطة شباب”. ورغم أنه أثنى على من قام بهذه النشاطات في حينها، فقد أكد ضرورة احترام القانون الإسرائيلي.
كما رفض نظريّة الثورة الإسلامية التي نادى بها الشيخ سعيد حوّى، ووصفها بأنها غير واقعية، واتهم حوّى بارتكاب أخطاء عملية “فهو لم يتأن، بل فضّل العمل العسكري على النظريّة الدينية بعيدة المدى، مما أدى إلى إجهاض حركته، لأن إعداد الشباب للثورة لم يكن قد اكتمل، واعتبر نظريته في الجهاد غير ملائمة للمسلمين في فلسطين، لأنهم أقلية يواجهون قوة تتجاوز قوتهم بما لا يقاس”.
وبحجة الدفاع عن مصالح الشعب الفلسطيني، كان الشيخ درويش من المؤيّدين للمشاركة بالانتخابات عن طريق التصويت لمصلحة قائمة عربية حليفة، إضافة إلى دعمه لعملية السلام واتفاق أوسلو، وعرف بعلاقاته القوية بـ السلطة الوطنية الفلسطينية.
وتعرّضت مواقف الشيخ نمر درويش السياسيّة وتصريحاته للنقد من قبل بعض الإسلاميين بسبب جرأتها ومخالفتها لما تعارف عليه الإسلاميّون.
يُذكر أن الحركة الإسلاميّة شاركت منذ عام 1984 في انتخاب المجالس العربيّة، وحدثت انقسامات داخل الحركة بعد أن قررت خوض انتخابات الكنيست حيث انفصل عنها عام 1996 الشيخ رائد صلاح وكمال الخطيب.
ومنذ عام 1996 باتت الحركة الإسلامية داخل حدود فلسطين 1948 تشتمل على تيارين، أحدهما بات يدعى “الجناح الجنوبي” ويمثله درويش، وهو تيار اتخذ طريقاً ديمقراطياً في النضال السلمي، فامتنع عن الاحتكاك بسلطات الاحتلال.
والتيار الثاني “الجناح الشمالي” وهو الأكثر فعالية وحضورا وتأثيرا وسط الناس، ويقوده الشيخ رائد صلاح، ومركزه مدينة أم الفحم.
ورفض الشيخ صلاح لاحقا استئناف أية محادثات مع “الجناح الجنوبي” على خلفية التمسك برفض المشاركة بانتخابات الكنيست.
الوفاة
توفي الشيخ عبد الله نمر درويش يوم 14 مايو/أيار 2017 عن عمر ناهز الثمانية والستين عاما. وقضى الشيخ درويش أيامه الأخيرة في مستشفى هشرون بعد معاناة من مرض عضال.
(المصدر: الجزيرة)