مقالاتمقالات مختارة

من منكم عرف الشحرور كما عرفته وخبرته؟

من منكم عرف الشحرور كما عرفته وخبرته؟

بقلم أمين الشريف

بداية سطوع نجم الشحرور في بداية تسعينيات القرن الماضي حين نشرت له دار طلاس للنشر مؤلفه الأول المثير للجدل بعنوان: (قراءة معاصرة للقرآن الكريم). قبل ذلك كان أستاذًا جامعيًا ولم يكن معروفا إلا للقليل وأنا واحد من القليل .
حينها انقسم الناس حول هذا المؤلف، ما بين مؤيد ومعارض ، ولم تكن القنوات الفضائية قد انتشرت كما هي اليوم ، ولأنه اتبع قاعدة خالف تُعرف ، فقد اعجب البعض بأفكار الشحرور لأسباب فكرية أو عقائدية تعادي الإسلام والقرآن والسنة النبوية، أو لأمراض قلبية عند من لديه حساسية من الإسلام ، ويغلف نفاقه بمسميات مختلفة !
وقد انبرى لهذا المتحذلق الباحث عن الشهرة الكثير من العلماء الأفاضل بعد أن تلّقف تلك الهرطقات من ذكرنا من تلك الشرائح ودحضوا حججه وبيّنوا أكاذيبه وتحداه الكثيرون للمناظرة ، وكان يعلم يقينًا أنّ مناظرة العلماء مقتله وبيان جهله وبخبثه وذكائه الخارق كان يتهرب منهم لمعرفته اليقينية بإمكاناته .
وهذا ليس بحثنا ولكنني أودّ أن أسأل المفتونين به، من الذي عرف الشحرور قبيل بزوغ نبوغه الضلالي كما عرفته أنا؟
تعود معرفتي بشحرور إلى سبعينيات القرن الماضي ، أي قبل أن يعرفه المادحون والقادحون والمفتونون به وكذلك الذين وقفوا لضلالاته ، بل أكاد أجزم قبل أن تسمعوا باسمه!
لقد عرفته وتعاملت معه وجالسته وسمعت منه الكثير والكثير ، وعرفت نفسيته وما بداخلها وما يعانيه من أمراض نفسية . فهل تودون أن تعرفوا عنه ما لا تعرفونه ؟ من يتهمه بالغباء فهذا غير صحيح فهو خارق الذكاء.، ومن يتهمه بالجهل فهذا غير دقيق البته لأنه عالم بعلمه ” الهندسة” ومن يتهمه بشخصيته فهو يتمتع بشخصية فذة حادة وجاذبة ومتمردة على كل الثوابت، ويعشق المتغيرات حتى ولو أدت به لعواقب وخيمة ،وهو ذوعقلية ثورية متذبذبة ، وهو إلى جانب ذلك براغماتي لأبعد حدود البراغماتية ، وأكثر شيء يخشاه السياسة والسلطة لذلك تراه دائما يساير السلطة ويهادنها ويحرص على ألاّ يكون من خصومها، ولهذا كان يبتعد عنها تمامًا
وقد كان همه الشهرة بمبدأ المخالفة وإن كان ذلك على حساب العقيدة ، ومنذ أن أوحى إليه زميله جعفر دك الباب بقضية انكار المترادف في العربية والتفسير اللغوي كما ادعى في باكورة أعماله ، حيث تصدّى له يوسف الصيداوي في كتاب سماه بيضة الديك وجعل منه مسخرة ، لكن كما تعلمون فمن يريد الشهرة فطريق الشهرة يمر عبر ضرب الثوابت الدينية !
كان شديد الحقد على الأنبياء والرسل ، ويحمل في صدره العتاب والحقد على الذات الإلهية (والعياذ بالله) وذلك لتوقف الرب عن الاستمرار في إرسال الرسل والأنبياء ، لأنه- حسب زعمه – لو استمرت الرسالات فلن يكون لأحد منها نصيب سواه !
هكذا كانت ثقته بنفسه ،ثقة مطلقة لا حدود لها، ومن تكرار ما يتحدث به عن نفسه وإمكاناته،كنت أعتقد أنه سيأتي اليوم الذي يدعي فيه النبوة وربما خشيته من أن يصيبه ما يخشاه من قبل أحد المندفعين أو المتهورين ربما جعله يحجم عن ذلك!
هذه هي الحلقة المفقودة في تاريخ وسيرة الشحرور أكشفها للجميع لعل فيها ما يقنع كل ذي لب لبيب.

(المصدر: رسالة بوست)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى