مقالاتمقالات المنتدى

من أسباب الاستيقاظ

من أسباب الاستيقاظ

بقلم د. عبدالله مؤمن بامؤمن (خاص بالمنتدى)

من الأسباب التي يهيئها الله تعالى لإيقاظ الأمة التي يستغفلها عدوها بالشهوات تارة، والشبهات أخرى، فاستطاعوا بذلك إبعاد كثير من المسلمين عن دينهم، بل وتنكر كثير منهم لدينهم.
ومع ذلك يبقى في نفوسهم حب الله تعالى، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، ولذلك حين يسب أحد الدين أو الله تعالى والرسول صلى الله عليه وسلم تثور كوامن الحب من الباطن فيظهر هذا التعاطف، حمية لله ولرسوله وللدين، فتجد الأمة تعود إلى دينها بسبب إساءة الأعداء للدين والرسول صلى الله عليه وسلم، فيجد العدو أمة الإسلام في لحظة قد هدمت منذ سنين، فلا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير لكم.
وهنا ينبغي للدعاة أن يقووا هذا التعاطف الصادق، ويشيدوا به، فإن ذلك من أعظم ما يدعوهم للتمسك بالدين وامتثال أمر الله ورسوله تدريجيا، ولا ينبغي لهم أن يزدروا فاعلي ذلك لما عندهم من مخالفات شرعية، كالتبرج والسفور والملابس المخالفة، فيحدثوا عند ذلك ردة عند أولئك المتعاطفين مع دينهم، فتجد من يقول لهم: كيف تنصرون رسول الله وأنتم أكبر من يخالفه، أين الحجاب ؟ وووو… فتجد ذلك التعاطف القوي يبدأ يضمحل بسبب تلك الانتقادات.
ألم يسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من هو في الإسلام!!
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين يسمع من يوبخ العاصي على معصيته، نجده يشيد ويثني على ما عند العاصي من حب لله ورسوله، وينبه ذلك الموبخ بأنه بتصرفه ذلك يكون سببا في إعانة الشيطان على أخيه، فعن ﻋﻤﺮ رضي الله عنه ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻋﻠﻰ ﻋﻬﺪ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻛﺎﻥ اﺳﻤﻪ ﻋﺒﺪاﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻠﻘﺐ ﺣﻤﺎﺭا، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﺤﻚ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺟﻠﺪﻩ ﻓﻰ اﻟﺸﺮاﺏ، ﻓﺄﺗﻰ ﺑﻪ ﻳﻮﻣﺎ، ﻓﺄﻣﺮ ﺑﻪ ﻓﺠﻠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ: اﻟﻠﻬﻢ اﻟﻌﻨﻪ، ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﺆﺗﻰ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ اﻟﻨﺒﻰ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﺗﻠﻌﻨﻮﻩ، ﻓﻮاﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ»، وفي رواية «ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻋﻮﻥ اﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺧﻴﻜﻢ».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى