مقالاتمقالات مختارة

منكرو السنة.. عدنان الرفاعي نموذجا!

منكرو السنة.. عدنان الرفاعي نموذجا!

بقلم أشرف عبد المنعم

من أكثر أعداء الإسلام خُبثا وخَطرا على المسلمين، هم المنافقون الذين يُظْهِرون الإسلامَ ويُبْطِنُون الكفرَ، ومنكرو السنة النَّبَوية أكثرهم خطرا، وحديثا قد ذاع صيت مهندس سوري (عدنان الرفاعي) وتم استضافته في أكثر من برنامج تليفزيوني ليبث سمومه، وللأسف استطاع خداع الكثير من المسلمين.

عدنان كغيره من الدَّجَّالين، يَزْعُمُ -بلسان الحال- أنَّ المسلمين في ضلال ولم يفهموا القرآن، ويعصون أوامر الله منذ نزول القرآن حتى اليوم، وأسرار القرآن وفهمه -في زعم كل دجال- لم يعطها الله إلا للدجال فقط!

ويَدَّعي عدنان (وكل ما أذكره على لسانه منقول من لقاءاته على اليوتيوب) فيقول “أنا أؤمن وأقدس السُّنَّة النبوية”! وعن قوله تعالى “وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” قال عدنان ” معنى الآية إن الذكر هو السُّنَّة النَّبوية -ثم ينكص على عقبيه- ويكمل الجملة ويقول إن السُّنَّة استنباط الرسول من القرآن”!!

وهذا تناقض منطقي، لأن الآية الكريمة تذكر بوضوح أن هناك وحيا للرسول (أي السُّنَّة النَّبوية) ليبين للناس ما أنزل إليهم أي القرآن وليس الموضوع مجرد استنباط يكون عُرضة للخطأ والصواب كالاجتهاد مثلا، وفي الحديث الصحيح قال النبي الكريم “ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه” تفسيرا وتوضيحا للآية الكريمة وليس مجرد استنباط أو استنتاج أو اجتهاد شخصي كما يقول عدنان الدَّجَّال.

وتناقض عدنان الرفاعي هو سِمَة مُمَيزة له، فيقول الجملة وفي أخرها ينقض ما قاله.

ويُسمِّي السُّنة النَّبَوية تراث أو موروثات أو روايات! تصغيرا وتحقيرا لها، وكغيره من الدجالين، يستعين بالأحاديث التي يرى إنها في صالحه، وفي لقاء أخر تجده يستهزئ بها! فمثلا ذكر قولا للسيدة عائشة ولعبد الله بن عمر ولابن عباس-رضي الله عنهم جميعا- ويظن أن هناك تعارضا في الأقوال! فسأله د. صفوت حجازي، كيف عرفت أن هذا القول قالته عائشة رضي الله عنها؟ فتجاهل السؤال! وتجاهلُ الأسئلة أيضا سمة مميزة له، ولم يجب لأنه يعرف مغزى السؤال، وهو الإسناد الذي يستهزئ به و يقول عن الإسناد “إنه تزكية من شخص لشخص”!! فلماذا يستشهد بالأحاديث؟

ويقول “إن المهم هو المتن، فنقبل ما يوافق القرآن ونرفض ما يناقضه بغض النظر عن الإسناد” وهذا كلام لا يخرج من عاقل، فبالنسبة للمتن، إذا قلت أنا “إن الكافرين لهم عذاب أليم وإن المؤمنين في نعيم مقيم” فهل يقبل عدنان وأتباعه ذلك بأنه قول النبي الكريم؟ فلولا الإسناد لقبلنا كثير من الأحاديث الموضوعة والتي بها أقوال لا تناقض القرآن الكريم، وهي مكذوبة على النبي لأنه -عليه الصلاة والسلام- ببساطة شديدة لم يقلها، والمتن يفيد فقط في معرفة الحديث الموضوع إذا كان بالمتن لحن في اللغة أي خطأ لغوي، مثل حديث “لا تسودوني في الصلاة” والصحيح “لا تسيدوني” فعرف العلماء إنه مكذوب من المتن!

يشيع دراويش الضال عدنان الرفاعي، إنه عالم لا يخطئ في اللغة العربية! رغم أن الواقع يفضح جهله الشديد، ففي مناظرة له مع الأستاذ رمضان موافي، قال عدنان الرفاعي عن قوله تعالى “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ …” إن الطلاق قد وقع بالفعل!! وعبثا حاول الأستاذ موافي أن يشرح له أن “إذا” لو دخلت على الفعل الماضي فالمعنى يفيد المستقبل، كما في قوله تعالى “إذا وقعت الواقعة”، وبعد لف ودوران قال الرفاعي إن “إذا وقعت الواقعة” تعنى إنها ستقع حتما في المستقبل ولكن “إذا طلقتم النساء” تعني أن الطلاق قد وقع! أي إنه جاهل ولا يريد أن يتعلم ويناقض نفسه في نفس الجملة!

وأثناء اللقاء اتصل تليفونيا الأستاذ فاضل سليمان وسأل الرفاعي أن للجمل 1000 اسم في اللغة العربية فليذكر 30 اسمًا منها، وللأسد 500 اسم فليذكر 20 منها، فكان الرد هو التجاهل التام الذي يجيده المراوغ الضال،

ثم في لقاء أخر يقول إنه “لا يعتبر قواميس اللغة والتفاسير حجة على القرآن”!! وهذا كلام لا يخرج إلا من مسطول أو إنسان غارق في الجهل ويعتقد إنه يتحدث لأغبياء وحمقى، وهو هنا يداري جهله باللغة من ناحية ومن ناحية أخرى يطلق لعقله الضال العنان أن يقول أي كلام دون ضابط، وأوضح ذلك بفهمه السقيم لقوله تعالى “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ” فقال إن الظلم هو تجاوز الحد وعدم العدل! وعليه فكل الناس مؤمنهم وكافرهم في النار! فهل هناك من لا يظلم ويجور ويجافي الحق في حياته؟ وطبعا هو لا يؤمن بالسنة النبوية وفيها شرح الرسول الكريم أن المقصود بالظلم هنا كما في قول لقمان لابنه “يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم”فتأمل .

فلو تركنا عقولنا لمثل هذا الضال الذي يَدَّعي أن الله أعطاه أسرار القرآن وحده! فنرى إنه جاهل باللغة وبالقرآن الكريم كما في زعمه إنه ليس في القرآن كلمة “زوجات الرسول أو نساء الرسول” لأنه في زعمه لا يليق! ولكن يوجد نساء النبي! ولم يقرأ قوله تعالى “وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا” فكلمة “أزواجه” تعود على الرسول أي أزواج الرسول الكريم فتأمل حجم الجهل!

أما في مسألة تعدد الزوجات، وهو بالمناسبة كان سائدا قبل الإسلام تعددا بدون حد أقصى ولا حقوق للزوجات، والإسلام قد جعل حدا أقصى للتعدد مع حفظ حقوق الزوجات والأمر بالعدل بينهن، فيقول عدنان الضال “إن التعدد مقصور على الزواج من الأرامل ذوات الأولاد! وليس مطلوبا العدل بين الزوجات ولكن المطلوب العدل بين الأولاد!! والزوجة الأولى هي التي ترث زوجها فقط أما الثانية وما بعدها فلا يرثن لأنهن ورثن من أزواجهن السابقين!”

كلام كله جهل وظلم وسفاهة! فلم يقل لنا عدنان الضال، ماذا عن الأرملة التي ليس لها ولد؟ وهل المطلقة في حكمها عنده أم لابد أن تقتل زوجها ليكون لها أمل في الزواج من بعده؟

من المعلوم أن فهم القرآن الكريم بعيدا عن السنة النبوية، سيفتح الباب ليس فقط للجهل والتناقضات بل سيصل بصاحبه إلى الكفر الصريح.

لأن دروايش عدنان الضال وأمثاله، إذا صدقوا هرتلاته وخرافاته، فقد استبعدوا السنة النبوية وقواعد اللغة العربية ولم يبق لهم إلا خرافات الضال عدنان، وعليه فهم يعرفون أن الرسول الكريم بعد وفاة السيدة خديجة، قد تزوج من السيدة سودة وهي أرملة، ثم تزوج بعدها بالسيدة عائشة وهي بكر (عذراء) وكذلك تزوج المطلقة التي ليس لها ولد وهكذا،

وقد فعل الصحابة الكريم ذلك أيضا وهذا ما عليه جميع المسلمين منذ بعثة النبي الكريم، وهذا سيعني لدراويش الضال أن النبي الكريم وصحابته الكرام وجميع المسلمين، قد عصوا الله تعالى في هذه المسألة على الأقل! فيكفرون بالنبي الكريم، فلن يتبق لهم إلا القرآن، فيقرئوا فيه قوله تعالى:

“وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ” والمؤمنون هنا هم صحابة الرسول، وكذلك في قوله تعالى “مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ” ثم قوله تعالى “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”

فيتساءل دراويش عدنان الضال، كيف يأمرنا الله بطاعة الرسول واتخاذه أسوة وقدوة لنا وكيف يُثْنِي اللهُ على صحابة الرسول وهم قد عصوه؟ وهنا لا يكون أمامهم إلا الكفر بالقرآن الكريم والكفر بالله، وهذا ما يريده عدنان وأمثاله من الضالين المضلين.

فلنحذرهم، ورضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.

ودمتم

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى