منع المغاربة من صلاة التراويح.. حين تتقمص صحافية دور المفتي والبوليسي
بقلم مصطفى الحسناوي
عزيزي المصلي..
صلاتك تعنيك وحدك وتدخل في إطار علاقتك الفردية والشخصية مع الله، يمكنك أن تؤديها في بيتك، إذا لم تجد مكانا لك في المسجد، وتحتسب لك في ميزان حسناتك، فالمهم أن تكون نابعة من القلب خالصة لوجه الإله.
لست مضطرا إلى إزعاج الناس وعرقلة طريقهم حتى يرضى عنك ربك، والأهم من هذا كله، أن تفهم أنك لست أفضل من ذلك الذي يصلي في منزله، أو حتى من ذلك الذي لا يصلي أصلا.
هذا ماكتبته الصحافية نورا الفواري، وأنا لحد الساعة، لا أجد الجنس الصحافي الذي يمكنني أن أصنف فيه هذا الكلام، المهتز والمهترئ والمتضعضع حتى لغويا.
لا أفهم علاقة مهنة الصحافة، بالإملاء على الناس مايفعلون ومالايفعلون.
قد يقول قائل أنها تمارس دورها في التثقيف ورفع الوعي واحترام القانون، لكنني أرد بأنها ليست أهلا لذلك، وأنها لاتفعل نفس الشيء حين تعرقل المهرجانات والمسيرات، الأزقة والطرقات، وأنها تخرق قوانين عدة بنشرها لكثير من الصور المخالفة للقوانين… فلامعنى إذن لهذه الانتقائية، خاصة في تقليد وطقس وشعيرة، مغربي أصيل، درج عليه المغاربة وتعارفوا وتواطأوا عليه، شهرا في السنة.
صراحة ماكتبته نورا الفواري، جزء منه يدخل في مجال الفتوى، التي تبيح وتجيز وتمنع وتحرم، على جموع الناس في دولة دينية،
وجزء آخر منه، يدخل في مجال التعليمات الأمنية والأوامر العسكرية، في دولة شمولية بوليسية أو عسكرية شيوعية ستالينية لينينية أو هتليرية.
فكأنها تقول لنا:
صلوا في منازلكم هو أتقى وأنفع لكم (فتوى)
صلوا في منازلكم وإلا لن تلوموا إلا أنفسكم (أمر وتهديد)
الغريب في دواعش الإلحاد واللادينية، أنهم لايكتفون بممارسة قناعاتهم بينهم وبين أنفسهم، ولا حتى بإعلانها كنوع من التفاخر والتباهي، انسياقا وراء الإيگو اللعين، هؤلاء يتجاوزون ذلك كله، إلى فرض قناعاتهم التي استفاقوا ذات صباح وقرروا اعتناقها، على مجتمع بكامله.
هناك لادينيون وملاحدة، يمارسون قناعاتهم دون أن يعترضهم أحد، لكن هناك دواعش اللادينية الذين يريدون جعل مجتمع بكامله ينصاع لرغباتهم ونزواتهم، يريدون فرض قناعاتهم وإرغام المجتمع على ذلك.
الغريب أن هؤلاء الدواعش، يستعملون ذلك أحيانا بأدوات المجتمع الذي يعادون، والدولة التي يعارضون، وبالمال العام ومنابر الإعلام العمومي…
حقيقة أقف عاجزا عن فهم سلوكيات بعض البشر، إذ هناك من يذهب لبلاد الغرب، ويريد أن يحول بريطانيا او ألمانيا لخلافة إسلامية، وهناك بعض الحمقى الذين كانوا يعتقدون بقيام خلافة في بريطانيا.
وهناك من يفوقهم حمقا وجنونا، إنهم هؤلاء الذين يغيرون دينهم في البلدان الإسلامية، فيريدون حمل المجتمع كله وإرغامه وإكراهه، على تغيير معتقداته وشرائعه وشعائره وطقوسه وعاداته، يريدون إقامة خلافة لادينية في مجتمعات متدينة، تقمع المتدينين وتطاردهم وتقيم لهم محاكم تفتيش.
(المصدر: هوية بريس)