مقالاتمقالات مختارة

منشورات خاطئة متعلقة بنازلة كورونا

منشورات خاطئة متعلقة بنازلة كورونا

بقلم د. محمد عياش الكبيسي

نماذج أخرى من المنشورات الخاطئة التي وصلتني والتي تعبّر عن سوء فهم للدين، وسوء فهم لعلاقة الدين بالدنيا ولعلاقة الدين بالعلم وقوانين الحياة:

1- المساجد بيوت الله وهي محميّة بقوة الله من الوباء. ومثل هذا الدعوة إلى اللجوء إلى المساجد والتضرع الجماعي لكي يدفع الله هذا الوباء.

2- الذي يحافظ على صلاة الجماعة هو في ذمة الله، ولذلك هو محصّن من الوباء.

3- لا ينبغي للمسلم أن يخشى من الفايروس لأنه على يقين أنه لن يصيبه إلا ما كتبه الله له.

4- أن العذر المقبول في ترك الجماعة والجمعة هو في (الضرورات) الواضحة والقاطعة، أما الضرر المحتمل فلا يعتد به (مع الأسف منشور لبعض طلبة العلم).

5- إعجاز علمي أن الله أمر النساء بالنقاب، والعلم أثبت أن الكمام يقي من الفايروس!

6- الجهات التي قررت تعليق صلاة الجماعة والجمعة في المساجد داخلة فيمن يصدّون عن سبيل الله، وهم ينفذّون أهداف العلمانيين والليبراليين.

إن هذه المنشورات مع ما فيها من عواطف وحرص واضح على الشعائر التعبدية إلا أنها تدلل على وجود ارتباك معرفي كبير وخلل منهجي صارخ، ولو كنا نتعامل بهذه المنهجية في كل شؤون الحياة: السياسية والاقتصادية والتعليمية …الخ فإننا سنواجه معضلات وكوارث حقيقية.

غريب أيضا أن من يروّج لهذه المنشورات يردد أيضا: أننا يجب أن نأخذ بالأسباب!! ولا أدري ما الأسباب التي يقصدها؟

الأسباب يا أخي يعني العلم التفصيلي، وأن لا تقول في أي باب من أبواب الدين أو الدنيا إلا بالدليل.

والدعاء يا أخي ليس هو الكفّة المقابلة للعلم وإنما هما في سياق واحد، فالله تعالى هو الذي وضع القوانين العلمية في هذه الحياة، كما أنه هو الذي أمرنا بالدعاء، وجعل سبحانه الدعاء عبادة كما جعل طلب العلم عبادة.

(المصدر: رابطة العلماء السوريين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى