أعلنت الحكومة الفرنسية، السبت، عن صفحة جديدة بشأن “تنظيم الديانة الإسلامية”، عقب إفتتاح ما أطلقت عليه ” بــ”منتدى الإسلام في فرنسا”، وهو مؤسسة تضم ممثلين “بنّائين” على حد وصفها.
وخلال إطلاق هذه المنظمة قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان المكلف بالعلاقات مع ممثلي الأديان إن الإسلام “متوافق مع الجمهورية”.وفي إشارة إلى تصريحات مرشحي اليمين المتطرف، حذر الوزير من أن “خطاب الكراهية للشعبويين يلتقي مع مشاريع الإسلاميين المتشددين: الدفع من أجل حرب الكل ضد الكل”.
وأضاف دارمانان للصحافة “نريد أن نفتح عيون من يستمعون إلى أنبياء البلاء… عندما نقول إن الإسلام لا يتوافق مع الجمهورية (…)، فإننا ندفع من أجل الفتنة المدنية”. وتأتي هذه الخطوة الفرنسية عقب إنقسامات شديدة يعيشها ” المجلس الفرنسي للديان الإسلامية” الذي إعتبر منذ عام 2003 ممثلاً رئيسياً للمسلمين في فرنسا.
وغرق المجلس في أزمة خلال الأشهر الأخيرة بعدما طلبت الحكومة الفرنسية إقرار “ميثاق مبادئ الإسلام الفرنسي” الذي يُقر بضرورة إلتزام المسلمين بالهوية العلمانية للدولة الفرنسية.
واجتمع نحو مئة من الأطراف الفاعلين في الديانة الإسلامية في فرنسا، بينهم مسؤولو جمعيات وأئمة ونشطاء، طوال نهار السبت للنظر في أربعة مواضيع ذات أولوية.
وقال وزير الداخلية الفرنسي إن المنظمة الجديدة ستتكفل بتطبيق قانون “مكافحة النزعة الإنفصالية”، وأضاف أنه تم وضع دليل إرشادي للجمعيات التي تدير المساجد لتسهيل انتقالها من نظام قانون الجمعيات لعام 1901 (90 بالمئة من 2600 مسجد حاليا) إلى النظام الأساسي لقانون الجمعيات لعام 1905.وشهد “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” المؤلف من حوالى عشرة اتحادات مرتبطة عادة بدولها الأصلية مثل المغرب والجزائر وتركيا خلافات متواصلة مع منافسة مغربية-مغربية (اتحادان متنافسان قريبان من المغرب) وخلافات جزائرية-مغربية خصوصا مع تصاعد التوتر في الفترة الأخيرة بين هذين البلدين.وحضر ممثلون لتلك الاتحادات، مثل محمد الموسوي وأنور كبيباش وعميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ، ولكن بصفتهم شخصيات فخرية.
أما عميد مسجد ليون في وسط شرق فرنسا كمال قبطان، فقد كان أكثر تحفظا ولا سيما في ما يتعلق بشرعية الهيئة الجديدة التي من المقرر وفق الحكومة أن تجتمع سنويا، وقال إن “المنتدى ليس ممثلا للمسلمين”، داعيا لاجراء انتخابات لاختيار أعضائه.
المصدر: مجلة المجتمع