منبر الأقصى يدين تسييس الحج وتهويد القدس
قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي إنه “من غير المعقول صرف الجهود إلى تسييس الحج إلى بيت الله الحرام، وحصار الدول بعضها لبعض بدلا من صرف جهودها لإيجاد حل لإنقاذ الحرم الإبراهيمي”.
وقال في ختام أعمال مؤتمر منبر الأقصى للخطباء والدعاة -الذي استمر يومين كاملين في إسطنبول إن “ما يطيل محنة القدس هي الخلافات العربية وتحديدا في البيت الخليجي”.
وتخلل المؤتمر عدة دورات وورش تدريبية حول واقع المسجد الأقصى المبارك وقضيته واحتياجاته للخطباء والدعاة الخمسمئة المشاركين فيه من أكثر من 30 دولة حول العالم.
كان من اللافت بمؤتمر منبر الأقصى حجم الوفد المشارك من إندونيسيا التي تعد أكبر دولة إسلامية بعدد السكان، حيث شارك ثلاثون عالما وخطيبا يمثلون أقاليمها وجزرها المختلفة، وكان لرئيس الوفد الشيخ بختيار ناصر كلمة بحفل الافتتاح، وكذلك وفد علماء روسيا الذي كان لرئيسه الشيخ نفيذ الله أشيروف كلمة أيضا.
رفض التطبيع
وفي حديث للجزيرة نت، قال رئيس الوفد الأندونيسي “إننا يجب أن نقف جميعا يدا بيد وكتفا بكتف لحماية أقصانا ومسجدنا”.
وأضاف “أي حل لقضية القدس وفلسطين لا يفضي إلى تحرير المسجد الأقصى فنحن نرفضه، ولا نقبل ما يترتب عليه من تطبيع أو تهويد للمقدسات”.
أما رئيس الوفد الروسي فقال إن مسلمي بلاده البالغ عددهم 25 مليونا مهتمون بقضية القدس ومتعلقة قلوبهم بالأقصى ويخبرون المقدسيين بأنهم معهم ويعتبرون قضية المسجد المبارك مؤشر قياس درجة الإيمان، فكلما كان اهتمامه بها كان إيمانه زيادة أو نقصا.
وقال أشيروف “إننا لا نهنأ في روسيا بالحياة اليومية ونحن نرى إخواننا في المسجد الأقصى يتعرضون للإهانة والمنع من دخوله، وواجبنا الدفاع عنه ولو بالكلمة وتعريف العالم به”.
قولماز: الذين يستحقون الجائزة بالفعل هم المرابطون والمرابطات (الجزيرة) |
وكان لافتا كذلك الإعلان عن جائزة المؤتمر والتي فاز بها وزير الديانة التركي السابق د. محمد قولماز الذي صعد إلى المنصة لاستلام جائزته معلنا أنه لا يستحقها وبأنه لا أحد يستحق هذه الجائزة من الحاضرين طالما أن المسجد الأقصى أسير ومحتل، وأن الذين يستحقونها بالفعل هم المرابطون والمرابطات في المسجد المبارك وأهل القدس الصابرون فقط.
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال قولماز إن مشاركته ورعايته لهذا المؤتمر وسابقه من باب أداء أقل الواجب للوقوف مع أهل القدس وتسخير كافة الإمكانيات المتواضعة المتاحة لوضعها تحت تصرفهم.
بوصلة “مشبوهة”
وردا على سؤال للجزيرة نت عن سبب الاهتمام الكبير بالقدس، قال إنها القضية الأولى والمركزية للأمة وبؤرة الصراعوفي القلب منها الأقصى المبارك، مضيفا أن نصرة المسجد “شرف ومنحة من الله تعالى لا يعطيها الله عز وجل إلا لمن يختاره لهذه المهمة.. بوصلتنا القدس وهي مهمتنا وقضيتنا، وأي بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة”.
الأمر الثالث المثير للانتباه أن جائزة المؤتمر مجسم بحجم عشر منبر الأقصى المبارك الحقيقي ويشبهه ويحمل كامل معالمه، وهو نسخة طبق الأصل منه، والأمر الأكثر إعجابا أن النجار الذي فصل المنبر الحقيقي هو نفسه الذي عمل “المنبر الجائزة” حسبما تم الإعلان عن ذلك في المؤتمر.
وتناول المؤتمر على مدى يومين -بالدورات والورش التدريبية التي جرت فيه- تعريف المشاركين بمستجدات قضية المسجد المبارك وما يحدث فيه من خلال الكلمات التعريفية حيث تحدث خطيب الأقصى الشيخ محمد سليم علي عن آخر أخبار المسجد المحتل، وكذلك من خلال فيديوهات لآخر الأحداث وأفلام وثائقية وأفلام أنيميشن تعريفية للمشاريع القائمة والقادمة.
كما تضمن مؤتمر الأقصى ورش عمل أدارها علماء متخصصون بقضية القدس لجعل كامل الصورة واضحة لدى المشاركين من خطباء وعلماء ودعاة.
(المصدر: الجزيرة)