مناشدة المسلمين الدّعاء للمرابطين!
بقلم أ. د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال تعالی: ﴿وَالْمُؤْمِنُون وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍۢ﴾ وقال تعالی: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ وقال تعالى: ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ وقال تعالى: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ وقال تعالی: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال ﷺ: {لا يُؤمِنُ أحدُكم حتّى يُحِبَّ لأخيهِ ما يُحِبُّ لنَفْسِه} وقال ﷺ: {دُعاءُ الأخِ لأخِيهِ بِظَهرِ الغيْبِ لا يُرَدُّ} وقال ﷺ: {دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ عِنْدَ رَأْسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّما دَعَا لأَخِيهِ بخَيْرٍ قالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بهِ: آمِينَ وَلَكَ بمِثْلٍ} وقال ﷺ: {مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلاَّ قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ} وقال ﷺ: {مَنْ دَعَا لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَ الْمَلَكُ الْمُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ} ومعنی بظهر الغيب أي: في غيبة المدعوّ له في السّرّ لا في العلن ودون أن يعلم به صاحبه وخصّ هذا النّوع من الدّعاء بالذّكر: لأنّه أبلغ في الإخلاص وأبعد عن الرّياء وأدلّ على عمق المحبّة في اللّه تعالی! قال الإمام النّوويّ: (وكان بعض السّلف إذا أراد أن يدعو لنفسه دعا لأخيه المسلم بتلك الدّعوة لأنّها تستجاب ويحصل له مثلها) قالت عائشة رضي اللّه عنها: لمّا رأيت من النّبيّ ﷺ طيب نفس قلت: يا رسول اللّه! ادع اللّه لي فقال: {اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَائِشَةَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنَبِهَا وَمَا تَأَخَّرَ مَا أَسَرَّتْ وَمَا أَعْلَنَتْ} فضحكت حتّى سقط رأسها في حجرها من الضّحك فقال لها رسول اللّه ﷺ: {أَيَسُرُّكِ دُعَائِي}؟ فقالت: وما لي لا يسرّني دعاؤك! فقال: {وَاللَّهِ إِنَّهَا لَدُعَائِي لِأُمَّتِي فِي كُلِّ صَلَاةٍ} نناشد في الختام أهل الإسلام في هذه الأيّام أن يكثروا من الدّعوات لإخوانهم المرابطين الصّابرين المصابرين المحتسبين المنكوبين خاصّة في ساعة الإجابة يوم الجمعة خير الأيّام فقد ضاقت علينا الأرض بما رحبت أيّها الكرام!