مقالاتمقالات مختارة

ملاحظات عقدية حول وثيقة (الأخوة الانسانية)

*ملاحظات عقدية حول وثيقة (الأخوة الانسانية)

بقلم د. محمد بن سالم اليافعي (مدير فرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقطر)

أثير جدل كبير مؤخرا حول “وثيقة الأخوة الإنسانية” التي أصدرها بابا الفاتيكان وشيخ الأزهر ، وسال الكثير من الحبر يتناول حيثياتها ودوافعها فأرتأيت أن أدلي بدلوي بذكر ملاحظات حولها خاصة فيما يتعلق بالجانب العقدي، فبعد النظر في عدد من المصطلحات والعبارات الواردة في هذه الوثيقة نجد أنها تتكلم عن إله واحد يؤمن به كل من البابا النصراني- الكافر بدين الإسلام- وشيخ الأزهر أحمد الطيب – المعتقد بكفر من لا يؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم- علما أنه لم يسبق أن اتُّفقَ من قبل على إله يوحد بين من يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ومن لا يؤمنون بها؛ فهل الوثيقة تمثل رسالة سماوية جديدة تلغي ما قبلها من الرسالات السماوية بما فيها رسالة الإسلام التي تكفر من لا يؤمن بها بنصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة؟
وهل النبي الذي أنزل برسالة الدين الجديد (الوثيقة)، -الذين لم تنص الوثيقة على اسمه او دولته- لازال في مرحلة الدعوة السرية؟
وحتى نستوضح المقصود بعدد من المصطلحات والعبارات الواردة بالوثيقة، كمصطلح (الله)، ( الإرهاب)، وعبارة ( الإيمان بالله)، ( الحب في الله)، ( بسم الله خالق البشر جميعا)، فإننا نطالب الجهة التي كلفت بصياغة الوثيقة بالإجابة على الأسئلة التالية:
١- ماهو المقصود بمصطلح(الله، والإيمان بالله ) الوارد في نص وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا وشيخ الأزهر  بأبو ظبي؟

٢- هل يستنبط (عقديا) من الوثيقة دين جديد اسمه( دين الإنسانية) له (إله) جديد يجمع بين النصارى والمسلمين، نتج عن دمج بين إله المسلمين (الله) وإله النصارى( المسيح) وهو ما سمي  في الوثيقة (الله)؟

٣- هل آمن البابا بالله إله المسلمين وأصبح مسلما؟ لتكون الوثيقة سليمة من الناحية الشرعية،
أم هل آمن شيخ الأزهر بعيسى ابن مريم إله النصارى وأصبح كافرا؟ فتبطل الوثيقة شرعا؟

٤- هل ينصرف مصطلح (الله) الوارد في الوثيقة المسماه ( بوثيقة الأخوة الإنسانية) إلى (الله) إله المسلمين بعد إسلام البابا.
أم هل انصرف مصطلح (الله) إلى عيسى ابن مريم إله النصارى وأصبح شيخ الأزهر كافرا؟

٥- هل (الله) المذكور بالوثيقة هو إله جديد له عدة أديان يمكن للإنسان أن يختار بينها ويتعبد بما شاء منها ويدخل الجميع الجنة في الآخرة …
خاصة أن الوثيقة تكلمت عن أديان وليس دينا واحدا فقط . بينما لم تذكر تعددا للآلهة وحصرت الألوهية ب (الله) فقط؟

٦- لماذا لم تنص وثيقة (الأخوة الإنسانية) على تفسير المصطلحات في ديباجتها كمصطلح (الله) بأن يقصد به الله بالنسبة للمسلمين، ويقصد به (المسيح) بالنسبة للنصارى. ومصطلح (الدين) بأن يقصد به الدينان السماويان الإسلام والنصرانية؛ حتى لا يُفهم أنهم يدعون إلى دين جديد؟

٧ – بما أن الإمارات ومصر وتوابعهما كانوا هم من يدعي تمثيل الإسلام والمسلمين مقابل بابا النصارى، فهل مصطلح الإرهاب الوارد في الوثيقة هو بالمعنى الإماراتي المصري؟  لكي تبنى عليه فتوى إسلامية مسيحية موحدة تلصق تهمة الإرهاب بمن تصفهم الإمارات ومصر بالإرهابيين؟

وختاما: أتمنى أن تتداعى الاتحادات والمجالس والمجامع الفقهية إلى عقد مؤتمر جامع لأهل السنة لمناقشة زيارة البابا إلى جزيرة العرب وما نتج عنها من تداعيات … والخروج برد فقهي على ما ورد من مخاطر على الإسلام والمسلمين.

والله من وراء القصد.

(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى