مقياسُ تحقيقِ غايةِ الصومِ
بقلم د. أسعد أبو شريعة (خاص بالمنتدى)
ونحنُ نودعُ شهرَ رمضان ، حريٌ بِنا أن نقفَ وقفةً مع غايةِ الصومِ.
فالمتعبدون الصائمون بين إسقاطِ الفريضةِ وتحقيقِ غايةِ فريضةِ الصومِ.
فمعلومٌ أنَّ غايةَ عبادةِ الصيامِ هي التقوى ، والتقوى محلُّها القلبُ ، فكيفَ يستدلُ العبدُ على نفسهِ لمعرفةِ هل حققَ غايةِ عبادةِ الصومِ ؟
وذلكَ يتحققُ عبرَ عدةِ دلالاتٍ:
١_ معرفةُ حجمِ تعظيمِه لشعائرِ اللهِ عزَ وجلَ ، فقال تعالى :
{ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } [ الحج : 32 ]
٢_ معرفةُ كميةِ ما حُبِبَ إليهِ من الإيمانِ ، ومعرفةُ كميةِ ما كرّهَ إليهِ منَ الكفرِ والفسوقِ والعصيانِ ، فقال تعالى:
{ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ } [ الحجرات : 7 ]
٣_ معرفةُ نفسهِ هل يُطمْئِنُ الذكرُ قلبَهُ، فقال تعالى:
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].
٤_ معرفةُ نسبةِ خوفهِ من اللهِ عزَ وجلَ إذا سمعَ إسمَ اللهِ ، فقال تعالى:
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾.
الخلاصةُ /
التقوى خيرُ الزادِ ، فمن زادَ تقواهُ فازَ وحققَ غايةَ فرضِ عبادةِ الصيامِ .