بقلم د. وصفي عاشور أبوزيد
لكي يتأهَّل المفسِّر للنظر المقاصدي في القرآن الكريم بنوعيه: العام والخاص، فلا بد أن يحوز عددًا من المقوِّمات التي تمكِّنه من هذا النوع من النَّظر في القرآن الكريم، ومن هذه المقومات:
أولًا: فَهْم اللغة العربية وآدابها:
نزل القرآن الكريم بلسانٍ عربيٍّ مُبين، وكذلك السنَّة النبوية التي تولَّتْ تفصيلَه وبيانَه، فمَن لم يتفقَّهْ في اللغة العربية؛ بألفاظها وأساليبها ودلالاتها واستعمالات العرب لها، لم يكن على بصيرة بالوقوف على مرامي الألفاظ ومعانيها، ولعلَّها خطوة أُولى ومقوِّمٌ أساسٌ وضروري لأيِّ تعامل مع القرآن؛ فضلًا عن التعامل المقاصدي.
قال الإمام الشافعي بعدما تحدَّث عن لسان العرب وأهميته: “وإنما بدأتُ بما وصفتُ مِن أنَّ القرآن نزل بلسان العرب دون غيره؛ لأنه لا يَعلم مِن إيضاح جُمَلِ عِلْم الكتاب أحدٌ جَهل سَعةَ لسان العرب، وكثرةَ وجوهه، وجماعَ معانيه وتفرُّقَها، ومَن عَلِمَه انتفَتْ عنه الشُّبَهُ التي دخلَت على مَن جَهِلَ لسانَها”[1].
ويبيِّن الإمام الشاطبي أهمية العِلْم بالعربية لفقه الشريعة – والقرآنُ هو عمادُ الشريعة، وأصلُ أصولها، ومصدرُ مصادرها – فيتحدَّث عن عربية الشريعة قائلًا: “وإذا كانت عربيةً؛ فلا يفهمُها حقَّ الفهم إلا من فَهِمَ اللغة العربية حق الفهم؛ لأنهما سيان في النمط ما عدا وجوه الإعجاز، فإذا فرضنا مبتدئًا في فَهْم العربية، فهو مبتدئ في فَهْم الشريعة، أو متوسطًا؛ فهو متوسطٌ في فهم الشريعة، والمتوسط لم يبلغ درجةَ النهاية؛ فإن انتهى إلى درجة الغاية في العربية، كان كذلك في الشريعة؛ فكان فهمه فيها حُجَّةً، كما كان فَهْم الصحابةِ وغيرِهم من الفصحاء الذين فهموا القرآن حجَّةً، فمَن لم يبلغ شأوَهم، فقد نقصه من فهم الشريعة بمقدار التقصير عنهم، وكل مَن قصر فهمه لم يعد حجة، ولا كان قوله فيها مقبولًا، فلا بد من أن يَبْلغ في العربية مبلغ الأئمَّة فيها؛ كالخليل، وسيبويه، والأخفش، والجرمي، والمازني، ومن سواهم”[2].
وقال الشافعي مبيِّنًا الأوجهَ التي يجري عليها كلام العرب وأهمية ذلك: “فإنما خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها على ما تَعرف من معانيها، وكان مما تعرف من معانيها اتِّساعُ لسانها، وأنَّ فطرته أن يخاطب بالشيء منه عامًّا ظاهرًا يراد به العام الظاهر، ويستغني بأول هذا منه عن آخره، وعامًّا ظاهرًا يراد به العام ويدخله الخاص؛ فيستدلُّ على هذا ببعض ما خوطب به فيه، وعامًّا ظاهرًا يراد به الخاص، وظاهرًا يعرف في سياقه أنه يراد به غيرُ ظاهره، فكل هذا موجود علمه في أول الكلام أو وسطه أو آخره، وتبتدئ الشيءَ من كلامها يُبينُ أولُ لفظها فيه عن آخره، وتبتدئ الشيء يبينُ آخرُ لفظها منه عن أوله، وتَكَلَّمُ بالشيء تعرفه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ، كما تعرف الإشارة، ثمَّ يكون هذا عندها من أعلى كلامها؛ لانفراد أهل علمها به دون أهل جهالتها، وتسمِّي الشيء الواحد بالأسماء الكثيرة، وتسمِّي بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة”[3].
وقال الشاطبيُّ في هذا المعنى: “فالعرب قد تطلِق ألفاظَ العموم بحسب ما قصدَت تعميمَه مما يدلُّ عليه معنى الكلام خاصةً، دون ما تدل عليه تلك الألفاظ بحسب الوضع الإفرادي، كما أنها أيضًا تطلقها وتقصد بها تعميمَ ما تدلُّ عليه في أصل الوضع، وكلُّ ذلك مما يدل عليه مقتضى الحال؛ فإن المتكلِّم قد يأتي بلفظِ عمومٍ مما يشمل بحسب الوضع نفسَه وغيره، وهو لا يريد نفسه ولا يريد أنه داخل في مقتضى العموم، وكذلك قد يقصد بالعموم صنفًا مما يصلح اللفظ له في أصل الوضع، دون غيره من الأصناف، كما أنه قد يقصد ذكر البعض في لفظ العموم، ومرادُه من ذكر البعض الجميع”[4].
وذَكر الإمامُ الشاطبيُّ أنَّ الصحابة يترجَّح الاعتماد عليهم في البيان لسببين؛ أحدهما: معرفتُهم باللِّسان العربي؛ فإنهم عربٌ فصحاء، لم تتغيَّر ألسنتهم، ولم تنزل عن رُتْبتها العليا فصاحتُهم؛ فهُم أعْرَفُ في فَهْم الكتاب والسنَّة من غيرهم، فإذا جاء عنهم قول أو عمل واقعٌ موقِعَ البيان، صَحَّ اعتمادُه من هذه الجهة[5].
كما تحدث عمَّا تَقَرَّرَ من أُمِّيَّة الشريعة، وأنها جاريةٌ على مذاهب أهلها، وهُم العرب، وما يَنبني على ذلك من قواعد، وذكر منها: “أنه لا بد في فهم الشريعة من اتِّباع معهودِ الأمِّيين، وهم العرب الذين نَزَلَ القرآن بلسانهم؛ فإن كان للعرب في لسانهم عُرْفٌ مستمر، فلا يصح العدول عنه في فَهْمِ الشريعة، وإن لم يكن ثَمَّ عرف، فلا يصح أن يُجْرَى في فهمها على ما لا تعرفه، وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب”[6].
وتحدَّث أيضًا عن العلوم المضافة إلى القرآن وأنها تنقسم إلى أقسام: قسم هو كالأداة لفهمه واستخراج ما فيه من الفوائد، والمعين على معرفة مراد الله تعالى منه؛ وذكر منها علومَ اللغة العربية التي لا بد منها[7].
والمطلوب مِن الفقه بالعربية هو مُجْمَلُ العلم باللسان العربي، قال الشاطبي: “ولا أعني بذلك النحو وحدَه، ولا التصريف وحدَه، ولا اللغةَ، ولا علم المعاني، ولا غيرَ ذلك من أنواع العلوم المتعلِّقة باللسان، بل المرادُ جُمْلة عِلم اللِّسان، ألفاظًا أو معاني كيف تصوَّرَت”[8].
كل هذه الأقوال تدلُّنا دلالة واضحة على ضرورة فهم اللغة العربية ولسان العرب، وأساليبهم واستعمالاتهم للألفاظ والعبارات ودلالاتها؛ سبيلًا لفهم القرآن الكريم، والوقوف على أسراره وقِيَمه، ومعانيه ومقاصده.
والناظر في تاريخنا التفسيري والفقهي والأصولي، بل في تاريخ الإسلام كله، لن تستوعب ذاكرتُه ممن خدم الأمَّة وجدَّد العلوم والدين، وبقي علمُه نافعًا للأمة، وقادرًا على استيعاب مفاهيم الإسلام ومبادئه ومقاصده وتصوراته، وأكثر قدرةً على التعبير عن هذا كله – إلَّا من كان عالمًا باللغة العربية وآدابها، فما من عالمٍ يَصدق عليه الوصف السابق إلا كان له من العربية وآدابها أكبر الحظِّ وأوفر النصيب.
فهذا الإمام الشافعي مجدِّد الإسلام في المائة الثالثة، وهذا الإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيِّم، والإمام عز الدين بن عبدالسلام، والإمام القرافيُّ، والإمام ابن حزم، والإمام الشاطبيُّ، والإمام المقريُّ، والإمام ابن دقيق العيد، وغيرُهم كثير.
ومن المعاصرين: أبو الحسن الندوي، وسيد قطب، وعبدالرحمن السعدي، والبشير الإبراهيمي، وسعيد النورسي، وعلي الطنطاوي، ومحمد بن الصالح العثيمين، وعبدالستار فتح الله سعيد، ويوسف القرضاوي، ومحمد الغزالي، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد الطاهر بن عاشور، وغيرهم.
كل هؤلاء كانت لهم صولات وجَولات مع العربية بفروعها وآدابها، وكان لهم اهتمام بالشعر والنَّثر، بل إن بعضهم له دواوين شعرية، فهؤلاء – المهتمِّين بالعربية وآدابها – هم أبرزُ العلماء في التعامل مع النصِّ الشرعي، وأقربُ الفقهاء للفهم الصحيح، وأقدرُ المفسِّرين على التعبير عن حقائق الإسلام ومقاصده، ورَدِّ أباطيل خصومه.
ثانيًا: العمل بالقرآن:
العمل دائمًا مقرون بالإيمان في القرآن الكريم، والآية القرآنية: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ تكرَّرَت في عشرات المواضع في القرآن الكريم، فلا فائدةَ من إيمانٍ لا يتبعه عمل، ولا أثرَ لعمل لا ينطلق من إيمان.
والمؤمن العامل المجاهِد تتبدَّى له مساحاتٌ ورؤًى وأفكارٌ لا تتبدَّى لغيره من القابعين بين الكتب والأوراق فقط، والجالسين في أبراج عاجيَّة، ومن هنا قال الأستاذ سيد قطب: “حقيقة الإيمان لا يتمُّ تمامها في قلبٍ حتى يتعرَّض لمجاهدة الناس في أمر هذا الإيمان؛ لأنه يجاهِد نفسَه كذلك في أثناء مجاهدته للناس؛ وتتفتَّحُ له في الإيمان آفاقٌ لم تكن لتتفتَّح له أبدًا وهو قاعدٌ آمِنٌ ساكنٌ، وتتبينُ له حقائق في الناس وفي الحياة لم تكن لتتبيَّن له أبدًا بغير هذه الوسيلة، ويَبْلُغُ هو بنفسه وبمشاعره وتصوُّراته، وبعاداته وطباعِه، وانفعالاته واستجاباته، ما لم يكن ليبلغه أبدًا بدون هذه التجرِبة الشاقَّة العسيرة”[9].
عن جندب بن عبدالله، قال: “كنَّا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حَزَاوِرَةٌ، فتعلَّمْنا الإيمانَ قبل أن نتعلَّم القرآن، ثم تعلمنا القرآنَ، فازددنا به إيمانًا”[10].
وعن ابن عمر قال: “لقد عشنا برهةً من دهرنا وإنَّ أحدنا يُؤْتَى الإيمانَ قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فيتعلَّم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده فيها، كما تعلمون أنتم القرآن”، ثمَّ قال: “لقد رأيت رجالًا يؤتى أحدهم القرآنَ، فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمرُه ولا زاجرُه، ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه، ينثره نثر الدَّقَل”[11].
قال الإمام ابن تيمية: (هؤلاء هم الذين تلقَّوا عنه القرآن والسنَّة، وكانوا يتلقَّون عنه ما في ذلك من العلم والعمل كما قال أبو عبدالرحمن السلمي: “لقد حدَّثنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآنَ – كعثمان بن عفان وعبدالله بن مسعود وغيرهما – أنَّهم كانوا إذا تعلَّموا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم عشرَ آيات لم يجاوزوها حتى يتعلَّموا ما فيها من العلم والعمل”، قالوا: “فتعلَّمنا القرآنَ والعلم والعمل جميعًا”، وقد قام عبدالله بن عمر – وهو من أصاغر الصحابة – في تعلُّم البقرة ثماني سنين؛ وإنما ذلك لأجل الفهم والمعرفة)[12].
فالقرآن الكريم لن تتفتَّح أسراره ولا آفاقه، ولا معانيه ولا مقاصده وغاياته – إلَّا لمن أخذه جدًّا، وتمثله حقًّا، وعمل به أبدًا، واسْتَنْزَلَ هداياتِه وتعاليمَه في واقعه العملي؛ نورًا في القلب، وانشراحًا في الصدر، ووضوحًا في الرؤية، وسعيًا لعمل الخير، ونفع الغير، وخير العمل.
ثالثًا: تدبر القرآن والعيش معه:
ومن المقومات المهمَّة التي يجب توافرها للتأهيل للنظر المقاصدي في القرآن الكريم: تدبُّر القرآن والعيش معه، فبغير التدبُّر كيف نفهم؟ وبغير الشعور بهدايات القرآن وآياته وتفسير الواقع بها ولها، كيف نستطيع فهمَ القرآن؟
ولهذا قال الله تعالى مبيِّنًا أن الغاية من نزول القرآن هي أن يقرأَه الناس، ويتدبَّره الناس: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].
وقال عزَّ مِن قائل: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].
وقال جلَّ شأنه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24].
قال الإمام القرطبي: “فالواجب على من خصَّه الله بحِفظ كتابه أن يتلوه حقَّ تلاوته، ويتدبَّر حقائق عبارته، ويتفهَّم عجائبه، ويتبيَّن غرائبه، قال الله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ ﴾ [ص: 29]، وقال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ [محمد: 24]، جعلنا الله ممَّن يرعاه حقَّ رعايته، ويتدبره حقَّ تدبره، ويقوم بقِسْطه، ويوفي بشرطه، ولا يلتمس الهدى في غيره، وهدانا لأعلامه الظاهرة، وأحكامه القاطعة الباهرة، وجمع لنا به خيرَ الدنيا والآخرة؛ فإنَّه أهل التقوى وأهل المغفرة”[13].
ومما يتَّصل بهذا أيضًا أنْ يقرأ المسلم كتابَ الله كأنه يعيش في عصر الرسالة وزمن التنزيل؛ فإنَّ هذا أدْعَى للخشوع والتدبُّر، واستيعاب ما يقدر عليه من معانٍ وأسرار، ويَعْرِض كلَّ هذا على عقله وقلبه، وقد سئل الإمام حسن البنا عن أفضل التفاسير وأقرب طُرق الفهم لكتاب الله تبارك وتعالى، فكان جوابه: “قلبُك”؛ فقلب المؤمن ولا شك هو أفضل التفاسير لكتاب الله تبارك وتعالى، وأقرب طرائق الفهم أن يقرأ القارئ بتدبُّر وخشوع، وأن يستلهم اللهَ الرشد والسداد، ويجمع شوارد فكره حين التلاوة، وأن يُلِمَّ مع ذلك بالسيرة النبويَّة المطهرة، ويُعْنَى – بنوع خاص – بأسبابِ النزول وارتباطِها بمواضعها من هذه السيرة؛ فسيجد في ذلك أكبر العون على الفهم الصحيح السليم، وإذا قرأ في كتب التفسير بعد ذلك؛ فلِلْوقوفِ على معنَى لفظٍ دَقَّ عليه، أو تركيبٍ خَفِي أمامه معناه، أو استزادةٍ من ثقافة تُعينُه على الفهم الصحيح لكتاب الله، فهي مساعدات على الفهم، والفهمُ بعد ذلك إشراقٌ ينقَدِحُ ضوءه في صميم القلب.
ومن وصايا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله لبعض تلامذته: “وأَدِم قراءةَ القرآن، وفهمَ أوامرِه ونواهيه، ومواعظِه وعِبَره كما كان يُتْلَى على المؤمنين أيَّام الوحي، وحاذِر النَّظر إلى وجوه التفاسير إلَّا لفهم لفظٍ غاب عنك مرادُ العرب منه، أو ارتباط مفرد بآخرَ خفي عليك متصلُه، ثمَّ اذهب إلى ما يشخصك القرآن إليه، واحمل نفسَك على ما يحمل عليه”، ولا شك أن مَن أخذ بهذه الطريقة، سيجد أثرَها بعد حين – في نفسه – ملَكةً تجعل الفَهم من سجيَّته، ونورًا يستضيء به في دنياه وآخرته إن شاء الله[14].
إنَّ تدبُّرَ القرآن الكريم والتعمقَ في فهمه، لَهُو من أهمِّ طرق الوقوف على مرادات الله من خلقه، ومقاصدِه من كتابه، فيَربط مقاطعَ السورة بعضَها ببعض، فيحاول – كما قال الشيخ الغزالي – رسمَ صورة شمسية لها، تتناول أولها وآخرَها، وتتعرفُ على الروابط الخفيَّة التي تَشُدُّها كلها، وتجعل أولها تمهيدًا لآخرها، وآخرها تصديقًا لأولها.
——————————————
[1] الرسالة: فقرة رقم (169).
[2] الموافقات (5/ 53)؛ أبو إسحاق الشاطبي، تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن عفان، الطبعة الأولى 1417هـ/ 1997م.
[3] الرسالة؛ فقرات (173 – 176).
[4] “الموافقات”؛ للشاطبي (4/ 19، 20).
[5] الموافقات (4/ 128)، والثاني: مباشرتهم للوقائع والنوازل، وتنزيل الوحي بالكتاب والسنَّة؛ فهم أقعد في فهم القرائن الحالية، وأعرف بأسباب التنزيل، ويدركون ما لا يدركه غيرهم بسبب ذلك، والشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
[6] الموافقات (2/ 131).
[7] الموافقات (4/ 198).
[8] الموافقات (5/ 52).
[9] “هذا الدين” (12)؛ سيد قطب، دار الشروق، القاهرة، الطبعة السابعة عشرة، 1422هـ، 2001م.
[10] ابن ماجه في سننه (1/ 24)، حديث رقم (61).
[11] رواه الحاكم في مستدركه (1/ 91)، حديث رقم (101)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولا أعرف له علَّة، ولم يخرجاه، ووافقه الذَّهبي، ورواه البيهقي في سننه الكبرى (3/ 120)، حديث رقم (5073)، والدَّقل من التَّمر معروف، قيل: هو أَردأُ أَنواعه؛ لسان العرب (11/ 246).
[12] مجموع الفتاوى (5/ 156)؛ تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبدالحليم بن تيمية الحراني، تحقيق: أنور الباز – عامر الجزار، دار الوفاء، المنصورة، الطبعة الثالثة، 1426 هـ / 2005 م.
[13] الجامع لأحكام القرآن (1/ 2)؛ أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين القرطبي، تحقيق: هشام سمير البخاري، دار عالم الكتب، الرياض، المملكة العربية السعودية، 1423هـ/ 2003م.
[14] من تراث الإمام البنا، الكتاب الثاني: التفسير (47، 48)؛ جمعة أمين عبدالعزيز، دار الدعوة، الإسكندرية، الطبعة الأولى، 1426هـ، 2005م.
المصدر: شبكة الألوكة.