مقالاتمقالات مختارة

مقتل سليماني يكشف معادن النّاس

مقتل سليماني يكشف معادن النّاس

بقلم الشيخ محمد خير موسى

لم أكن أتوقّع أن أتعرّض لهجوم في غاية الإسفاف من شباب “إسلاميّ” كوني باركت للأمّة بهلاك أحد أكابر مجرميها؛ قاسم سليماني؛ فكم هي عظيمة هذه المواقف كونها تكشف المعادن وتمحّص النّاس. ولا بدّ هنا من تعليقات سريعة إبراءً للذّمّة وتوضيحًا للحقّ:

•  أمريكا عدوّ مجرم وقتلها لمجرم آخر لا يبيّض صفحتها ولا يجمّل قبحها.

•  قاسم سليماني مجرم كبير ومقتله بيد الأمريكان لا يعطيه مزيّة إضافيّة ولا يمسح عنه وصف الإجرام.

•  فرق كبير بين أن تضطرّ الفصائل الفلسطينيّة لإدانة الغارات الأمريكيّة وبين أن تمجّد القاتل السفّاح وتضفي عليه أوصاف البطولة والفداء؛ فالإدانة مقبولة في إطار السياسة بينما تمجيد القاتل مرفوض في منطق الأخلاق.

•  كم هو مستفزّ ومؤذٍ للمذبوحين وأهليهم وشعوبهم إضفاء الأوصاف والألقاب المجيدة قاتلهم ومن ذبحهم “القائد الكبير المجاهد الشهيد الحاج” فهذه والله طعنةُ نجلاء في صدور المظلومين الذين أحبًّوا المقاومة في فلسطين حبًّا جمًّا وذاقوا العذاب المبين على أيدي جلاوزة سليماني والمهندس.

•  إن وصف سليماني “بالشهيد” ووصف مجرمي الحشد الشعبي “بالشهداء” لن ينفعهم وهم بين يدي العدل الجبّار، ولكنّه يعبّر عن إشكال منهجيّ عند مطلقيها؛ فوصف الشهادة يليق بالمجاهدين لا بالسفاحين المجرمين الذين لم يشبعوا من دماء شعوب أمّتنا.

•  إنّ الفرحة بهلاك هذا المجرم وأمثاله فرحة تقتضيها الفطرة الإنسانيّة، ولا يكون الذين فرحوا بهلاكه منسجمين ومتماهين مع اليد التي قضت عليه بالضرورة، فمن فرحوا لمقتل سليماني ليسوا أحباب أمريكا بل يرونها عدوا لهم ولا يمنعهم ذلك من إظهار السرور والشماتة بمقتل قاتلهم.

•  إنّ الأمّة الإسلامية وشعوبها هم العمق الحقيقيّ والدّاعم الأصدق والمحبّ الأوثق لفلسطين ومقاومتها؛ والتفريط بهم هو تضييع لعمق القضيّة الإسلامي.

(المصدر: صفحة الشيخ محمد خير موسى على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى