مقالاتمقالات المنتدى

مقتطفات من كتاب (الإسلام ثوابت ومحكمات) للدكتور محمد يسري إبراهيم | (8) العلماء الربانيون

مقتطفات من كتاب (الإسلام ثوابت ومحكمات) للدكتور محمد يسري إبراهيم | (8) العلماء الربانيون

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

فضل العلماء وحقوقهم

العلماء الربانيون ورثة الأنبياء، وصفوة الأولياء، وهم الرُّعاة الصالحون، ومن دخل في طاعتهم من الولاة والأمراء.

وقد كان الراشدون من الخلفاء هم العلماء الأمراء، أخشى الناس لله، وأعرفهم بشرعه وهداه، فهم خلفاء الرسول في أمته، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى.

فرض الله في المعروف طاعتهم، وأمر بمحبتهم، وجعلهم بأعظم المنازل، قرن الله شهادتهم بشهادته، واستأمنهم على شريعته!

قال الله تعالى:

وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلْأَنْعَٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓؤُا۟ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
(35 : 28)
[فاطر: 28].

وقال الله تعالى:

شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلْعِلْمِ قَآئِمًۢا بِٱلْقِسْطِ ۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
(3 : 18)
[آل عمران: 18].

 

مراتب العلماء الصالحين

وللعلماء مراتب، فأفضلهم: علماء السلف من الصحابة، ثم التابعين وتابعيهم، وهم أئمة أهل السُّنة والجماعة في القرون المفضلة الثلاثة، ولا سيما الأئمة الأربعة الفقهاء، أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة، والكلمة الماضية المسموعة، ثم الأمثل فالأمثل من علماء الأمة العاملين، فإليهم يُرْجَع في الملمَّات، وعن فتاويهم يُصْدَر في المهمات.

ينصحون لأئمة المسلمين سرًّا، ويدعون لهم، ويثنون عليهم بالحق، ولا يَغْلُون فيهم، ويُقيِّدون طاعتهم بطاعة الله ورسوله.

ويحتسبون على مَن لم يقبل النصح من الأئمة، ويجهرون به؛ تحذيرًا للأمة، وإقامةً للحجة، وإبراءً للذمة.

أولئك علماء الملَّة! تُنْشر حسناتهم، وتُدْفَن سيئاتهم، وتُرْعَى حقوقهم، ولا تدَّعى عصمتهم.

قال الله تعالى:

وَمِنَ ٱلنَّاسِ وَٱلدَّوَآبِّ وَٱلْأَنْعَٰمِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَٰنُهُۥ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَٰٓؤُا۟ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ
(35 : 28)
[فاطر: 28].

 

التحذير من علماء السوء

أما علماء السوء فأولئك اتخذوا الدين حِرفةً لا قربةً، يقولون الباطل ويزينونه، ويلبسون الحق ويكتمونه!

ومنهم علماء البدعة الناكصون عن الاتباع، المجتمعون على تنقُّص السلف، وعداوة أهل السُّنة، المختلفون في الكتاب، المخالفون للكتاب، المتفقون على مخالفة السُّنة والكتاب.

وأخطرُ ما في الباب: ضعاف النفوس، ومرضى القلوب من علماء الدنيا، الذين رَضُوا بأن يكونوا أبواقًا للظالمين، فلا عجب أن جاءت فتاويهم تزيينًا للانحرافات، وتسويغًا للموبقات، غشًّا لأمتهم، وخيانةً لرسالتهم، بأقاويل ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولا قام عليها من برهانٍ.

قال الله تعالى:

وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِىٓ ءَاتَيْنَٰهُ ءَايَٰتِنَا فَٱنسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَٰنُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَٰهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُۥٓ أَخْلَدَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ ۚ فَمَثَلُهُۥ كَمَثَلِ ٱلْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا ۚ فَٱقْصُصِ ٱلْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ .
(7 : 175-176)
[الأعراف: 175-176].

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى