مقتطفات من كتاب (الإسلام ثوابت ومحكمات) للدكتور محمد يسري إبراهيم | (7) الصحابة “رضي الله عنهم”
بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)
فضل الصحابة “رضي الله عنهم”
الصحابة بعد الأنبياء خير خلق الله، هم السلف السابق بالإيمان، وهم أهل مرضاة الرحمن، محبتهم طاعة وإيمان، وبغضهم نفاق وكفران.
أبرُّ هذه الأمة قلوبًا، وأرسخهم إيمانًا، وأعمقهم علمًا، وأقلهم تكلفًا، بالصحبة والنصرة سبقوا سبقًا بعيدًا، وبتزكية الله ورسوله والرضا عنهم بلغوا شأنًا عظيمًا، فمن أراد إلى الفضل انتسابًا، ومن طلب إلى رضوان الله بابًا، فليتبع آثارهم!
قال الله تعالى:
تفاوت الصحابة في الفضل
والصحابة ╚ في الفضل والمنزلة متفاوتون، فأفضلهم عينًا، وأثقلهم ميزانًا، وأعلاهم قدرًا: الصديق الأكبر، ثم الفاروق عمر، ثم ذو النورين عثمان، وعليٌّ أول مَن آمن من الغلمان.
فهم الخلفاء الأربعة الراشدون المهديون، ثم من بعدهم باقي العشرة المبشرين.
وأفضلهم جنسًا السابقون الأولون من المهاجرين، ثم الأنصار أهل الدار الأخيار، ثم أهل بدر أهل الأجر ومغفرة الوزر، ثم أهل أُحُد الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح، ثم أهل بيعة الرضوان الذين حرموا على النيران، ثم مَنْ آمن من قبل الفتح وأنفق وهاجر وجاهد، ثم مَنْ آمن من بعد الفتح وأنفق وجاهد، وكلًّا وعد الله الحسنى.
فالفرض على كل مسلم محبَّتهم، والترضي عن جميعهم، وبغض مَن أبغضهم، وبغير الخير ذكرهم.
يتعيَّن الاقتداء بهم، والاهتداء بهديهم دون غلوٍّ في أقدارهم، فليسوا بمعصومين، ولا يجوز تنقُّص منزلتهم، فليسوا كآحاد المؤمنين.
ويجب الكفُّ عما شجر بينهم، مع الدعاء والاستغفار لهم، فهم ما بين مصيبٍ له أجران، ومخطئٍ متأولٍ معذور ومأجور.
قال الله تعالى:
حكم الوقوع في الصحابة
مَن كفَّر الصحابة ╚فهو بالكفر أَوْلى، وكذا مَن كفَّر الشيخين الوزيرين (رضي الله عنهما)، ومَن رمى أُمَّ المؤمنين عائشة J بما برَّأها الله منه في القرآن.
أما من ذمَّ آحادهم، أو لعنهم؛ كمعاوية وعمرو بن العاص (رضي الله عنه) فقد فَسَقَ ووجب تعزيره، وكل من أغاظه الصحابة (رضي الله عنهم)، فقد تحقق فيه حكم هذه الآية:
***
ثامناً: العلماء الربانيون
فضل العلماء وحقوقهم
العلماء الربانيون ورثة الأنبياء، وصفوة الأولياء، وهم الرُّعاة الصالحون، ومن دخل في طاعتهم من الولاة والأمراء.
وقد كان الراشدون من الخلفاء هم العلماء الأمراء، أخشى الناس لله، وأعرفهم بشرعه وهداه، فهم خلفاء الرسول في أمته، يدعون من ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى.
فرض الله في المعروف طاعتهم، وأمر بمحبتهم، وجعلهم بأعظم المنازل، قرن الله شهادتهم بشهادته، واستأمنهم على شريعته!
قال الله تعالى:
وقال الله تعالى:
مراتب العلماء الصالحين
وللعلماء مراتب، فأفضلهم: علماء السلف من الصحابة، ثم التابعين وتابعيهم، وهم أئمة أهل السُّنة والجماعة في القرون المفضلة الثلاثة، ولا سيما الأئمة الأربعة الفقهاء، أصحاب المذاهب الفقهية المتبوعة، والكلمة الماضية المسموعة، ثم الأمثل فالأمثل من علماء الأمة العاملين، فإليهم يُرْجَع في الملمَّات، وعن فتاويهم يُصْدَر في المهمات.
ينصحون لأئمة المسلمين سرًّا، ويدعون لهم، ويثنون عليهم بالحق، ولا يَغْلُون فيهم، ويُقيِّدون طاعتهم بطاعة الله ورسوله.
ويحتسبون على مَن لم يقبل النصح من الأئمة، ويجهرون به؛ تحذيرًا للأمة، وإقامةً للحجة، وإبراءً للذمة.
أولئك علماء الملَّة! تُنْشر حسناتهم، وتُدْفَن سيئاتهم، وتُرْعَى حقوقهم، ولا تدَّعى عصمتهم.
قال الله تعالى:
التحذير من علماء السوء
أما علماء السوء فأولئك اتخذوا الدين حِرفةً لا قربةً، يقولون الباطل ويزينونه، ويلبسون الحق ويكتمونه!
ومنهم علماء البدعة الناكصون عن الاتباع، المجتمعون على تنقُّص السلف، وعداوة أهل السُّنة، المختلفون في الكتاب، المخالفون للكتاب، المتفقون على مخالفة السُّنة والكتاب.
وأخطرُ ما في الباب: ضعاف النفوس، ومرضى القلوب من علماء الدنيا، الذين رَضُوا بأن يكونوا أبواقًا للظالمين، فلا عجب أن جاءت فتاويهم تزيينًا للانحرافات، وتسويغًا للموبقات، غشًّا لأمتهم، وخيانةً لرسالتهم، بأقاويل ما أنزل الله بها من سلطانٍ، ولا قام عليها من برهانٍ.
قال الله تعالى: