اليهود يعيشون وفق شريعة اليهود، وأنا أتكلم هنا عن اليهود الذين لديهم ثقافة دينية أو لاهوتية صلبة مثل: الداعية والباحث في نصوص التوراة “راف دينوفيتش” – وهو يهودي ناشط عبر شبكات التواصل الاجتماعي ويتحدث عدة لغات وله مواقف متطرفة من الإسلام- بينما عندما ننظر للإسلام من مسافة بعيدة فإننا نرى أن أحاديث المسلمين ليست سوى لصق ونسخ، فهم نسخة سيئة عن دينهم.
علينا نحن الأوروبيون أخذ الدروس والعبر
يجب علينا التوقف عن السماح للمتخصصين من المسلمين -يقصد العلماء والدعاة- بأن يقولوا لنا هراءهم حول الإسلام، فالطبيعة الحقيقية لدين الإسلام هي الغزو والسيطرة والهيمنة، وإذلال الذميين (من اليهود والنصارى والزرداشتيين) وتدمير وإفناء ثمانين مليون هندوسي على يد المسلمين المغول “العظماء”.
كما عمل المسلمون على جعل أهل الديانات الأخرى يتحولون عن دياناتهم قسرا وبالقوة، مثل الهندوس والبوذيين واعتبارهم ملحدين أو وثنيين أو مشركين.
السلام الذي يدعيه الإسلام عبر تاريخه الطويل، وعبر الخلفاء المسلمين كان مبنيا على قاعدة “تحت ظلال السيوف” كما يقول الحديث النبوي.
على الأوروبيين المبصرين من الكتاب والمفكرين التدقيق في النصوص الإسلامية والبحث فيها، وكشفها وفضحها، تلك النصوص التي يريد بها العدو تدميرنا بالقوة أو بالمكر والخديعة (العمل بالتقية مثلما تفعل الحركة المسكونية وهي حركة تدعو إلى وحدة الكنائس والتغاضي عن الاختلافات المفرقة) وهناك الكثير من العرب والباحثين في الإسلام في روسيا والصين وإسرائيل غير راضين عن الإسلام.
دعونا نستمع إلى أولئك الذين ينتمون إلينا، الذين ذهبوا لطلب المعرفة، واستطاعوا معرفة جميع المعلومات، والظروف، والتفاصيل المتعلقة بالدوافع التي ينطلق منها الخصوم، كما فعل هيرودوت –مؤرخ ورحالة يوناني- الذي قضى سنوات عديدة في بلاد فارس، ويشبه ذلك ما فعله قيصر-قائد روماني خاض حروبا ضد الغاليين لتوسعة رومانيا- الذي قام بدراسة ذكية وموثقة قبل مواجهة خصومه من قبائل بلاد الغال.
ثم الان ظهر سلاح جديد لم يكن معروفا، يمكن استخدامه في تفكيك حجج الخصوم، وذلك من خلال تحليل المعلومات التي في شبكة الإنترنت.
فالمعلومات التي تتيحها شبكة الانترنت تتزايد، ويوما بعد يوم تصبح موثقة، ودقيقة على نحو متزايد، ومن شأنها أن تقرر مصير هذه العقيدة الدموية (العقيدة الإسلامية).
أنا دائما أعود إلى العصور القديمة الخاصة بنا، وحتى إلى العصور الوسطى التي كانت أبعد ما تكون عن “الظلام” ” حيث يمكن استعارة الكثير من الأمور التي يمكن أن تساهم في تشكيل وحدتنا مرة أخرى.
أنا أحب هذه العبارة التي تقول “نأتي من بعيد ونرى” كما فعل ملتيادس – وهو قائد يوناني كبير الشأن في التاريخ وصاحب تكتيك عسكري فذ وكانت انتصاراته سببا في تحول التاريخ الأوروبي وطرد الفرس منها- الذي استطاع من بعيد قراءة المناورات المسلحة المختلفة لداريوس –وهو ملك من ملوك الفرس أراد السيطرة على أوروبا- وهزمه بفضل ذلك.
إن الإسلام سيسبب الكثير من الحرائق في الغرب، وهو لم يظهر بعد كل ما لديه، وستكون معرفتنا به عديمة الفائدة إذا لم نحارب العدو ونزعجه –الإسلام- من خلال النصوص التي تشكل دوافع عداوته لنا، خاصة القرآن، وعلى وجه الخصوص: الآيات الناسخة والمنسوخة، والآيات التي ترفض التسامح، مثل الآيات المدنية التي تشرع للحرب.
وهذه خمس قواعد لانتصار النصارى على المسلمين:
القاعدة الأولى: هي أن نعرف من نحن، ومن أين أتينا وأن نعرف عن ماذا ندافع: إننا ندافع عن الحضارة التي بنيت في الغرب، من مضيق البوسفور أو جسر أوكسين ، وفي اليونان، إلى روما وإلى بقية أوروبا، ندافع عن التراث اليوناني اللاتيني (والذي يوائم حتى المشككين عندنا والملحدين الليبيراليين)، وندافع أيضا عن الحضارة اليهودية المسيحية، وينبغي عدم استبعاد “اليهودية” لأن الوجود اليهودي هو مؤشر ممتاز أو علامة على مستوى الديمقراطية والحريات في بلادنا، وعندما ترحل هذه الأقلية من بلادنا فإن هذا غالبا ما يكون إعلانا عن احتمال نشوب صراع عرقي وديني محتمل.
القاعدة الثانية: معرفة الآخرين الذين لا يشكلون خصوما لنا، وكذلك معرفة أعدائنا بشكل خاص، وخصوصا الإسلام، الذي يصفنا كأعداء، ويطلق علينا مسمى “دار الحرب”.
وليس هناك شيء أكثر حماقة من أن يكون لدينا شعور بالتفوق من دون سبب؛ بل بفعل تجاهلنا المتعمد لما يفكر به الآخر، وعلى وجه الخصوص الجانب الأكثر عدوانية في أفكاره.
القاعدة الثالثة: يجب أن نعرف أنه لدينا حلفاء، وهم لا يشكلون خصوما لنا بل خصوم للإسلام، مثل الهند والصين وجزء كبير من افريقيا لا يدين بالإسلام، وعلى رأسه أثيوبيا وغيرها، هؤلاء جميعا لديهم نفس المشاكل التي نعاني منها مع الإسلام، ويواجهون نفس العدوانية التي تقهرهم.
القاعدة الرابعة: يجب أن نعرف أننا لسنا بصدد حرب ضد “العرقيات، ولسنا بصدد حرب “دينية”، ولكنها حرب من أجل البقاء أحرارا، ومن أجل أن نقرر مصيرنا بحرية، تلك القصة القديمة اليونانية التي تتحدث عن صد الجموع المعتدية تتكرر مرة أخرى، ولكن بشكل آخر.
القاعدة الخامسة: يقول المثل الفرنسي القديم “لا تذهب بالماء إلى الطاحونة”، إذن لا يجب أن نقدم مبررات للخصم، الذي يحب أن يلعب دور الضحية، ولكن يجب مهاجمته وفي نقاط قوته التي تجعله يعتقد أنه أقوى، بينما هو في الواقع ضعيف: ويتحقق ذلك من خلال مهاجمة أيديولوجيته، من خلال تحليل النصوص التي تشكل مرجعية له.
أنا متشائم على المدى القصير، ولكن اعتقد ان الفوز الهام الذي حققه الأسطول اليوناني ضد الفرس قبل الميلاد، والنصر الحاسم الذي حققه النصارى في معركة “ليبانتو” في خليج اليونان سنة 1571 ضد العثمانيين والذي أوقف التوسع العثماني في أوروبا وكان حدثا هائلا وقتها، سوف يتكرر، ليس فقط في ميادين القتال.
كما أن مشروع الانترنت الرائد الذي ظهر في أمريكا في 1966 قد صمم للحرب بين كتلتين متعاديتين، ثم أصبح أكثر انتشارا، حتى أصبح سلاح العصر الحديث (وقد صار سلاحا في يد أعدائنا ولم يكن ذلك ممكن التصور)، هذا السلاح أصبح مستخدما من طرف الملايين من المستخدمين، وهؤلاء يشبهون تاريخيا مقاتلي “الساريسا” الذين كانوا يحملون رماحا طويلة تحدث الفارق في المعارك، وهؤلاء هم من سيحدث الفارق ضد أولئك الذين يريدون التقليل من حرياتنا وتدميرها.
(المصدر: الاسلام اليوم)