مقاصد الشريعة بين الفكر الأصولي والفكر الحداثي
اسم البحث: مقاصد الشريعة بين الفكر الأصولي والفكر الحداثي.
المؤلف: إبراهيم محمد صديق فضل كريم.
الناشر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث.
إن علم مقاصد الشريعة من العلوم التي حظيت باهتمام كبير في القديم والحديث؛ فأُلِّف فيه التآليف النافعة قديماً، وفي العصر الحديث أصبح البحث في جزئيات هذا العلم وسبل تطبيقه هو شغل الباحثين في هذا العلم.
وعلم المقاصد يساعد في فهم الكثير من الوقائع الجديدة والنوازل، ويساعد المجتهد على إعطاء الحكم الصحيح لتلك المسائل.
والاهتمام بعلم المقاصد لم يكن فقط من الأصوليين، بل دخل في ذلك- أيضا- الفكر الحداثي بعد أن خسر معركته ضد النص، لكنه لم يستطع أن يفرض أفكاره المتمثلة في إقصاء الدين ومحاكمة النصوص ونقدها على المجتمع المسلم المعظم للنصوص، لذا سعى أرباب هذا الفكر إلى تغليف أهواءهم وأفكارهم وصبغها بالصبغة الإسلامية حتى تُقبل.
ومآلات تلك النظرية خطيرة للغاية وتفضي إلى هدم الدين بالكلية؛ لذا يجب على طلبة العلم والعلماء أن يبينوا ذلك، إضافة إلى أن نقد هذا الفكر ومنهجه في المقاصد لم يتناوله إلا بعض الباحثيين، وكان غالباً ما يكون فصلاً ضمن كتاب.
لذا عمل الباحث- في هذه الدراسة- على بيان منهج هذا الفكر مع نقده، وذلك بالاستفادة من الجهود السابقة، مع ترتيبها والإضافة عليها، كما يبين الباحث نفسه في مقدمة بحثه.
وقد جاء هذا البحث في مقدمة ومبحثين وخاتمة.
المبحث الأول: مقاصد الشريعة في الفكر الأصولي:
في هذا المبحث عرَّف الباحث بالمراد بالمقاصد، مختاراً تعريف الريسوني لها، وهو: “أن المقاصد هي الغايات التي وضعت الشريعة لأجل تحقيقها لمصلحة العباد”، مشيراً إلى العلاقة بين المقاصد والمصالح، مبينا أن مصالح الناس هي مقاصد الشرع.
المبحث الثاني: مقاصد الشريعة في الفكر الحداثي:
خصص الباحث هذا المبحث للحديث عن مكانة المقاصد في الفكر الحداثي، مشيراً إلى استخدام أرباب هذا الفكر للمقاصد على غير بابها، وقد أوضح الباحث هذا الأمر من خلال عدة نقاط، ومنها:
1- جعلهم اعتبار المصلحة والمفسدة موكولا إلى العقل، وإن كان مخالفاً في حكمه للنص.
2- أدت نظرتهم للمقاصد إلى إلغاء الدين كله.
3- أغفلوا المصالح الأخروية.
4- لا يرون الأصول التي قامت عليها الشريعة -والتي بحثها علم أصول الفقه باستفاضة- صالحة لأن تكون أصولا للشريعة وهي القرآن والسنة والإجماع والقياس، وإنما يريدون بناء الدين وفق مقاصد يسمونها مقاصد شرعية، وهي ليست كذلك.
ولما كانت اجتهادات عمر رضي الله عنه في جملة من القضايا أكثر ما يبحثه الفكر الحداثي ويستدلون به في قاعدة (الأحكام تتغير بتغير الزمان باعتبار المصالح في كل زمن)، فقد خصص الباحث قسماً من بحثه للحديث عن هذا الأمر، مع نقده للنظرة الحداثية لاجتهادات عمر رضي الله عنه.
ثم ختم الباحث بحثه بعرضه لأهم ما توصل إليه من نتائج وتوصيات، وهي كما يلي:
أولا: نتائج البحث:
1- إن الفكر الحداثي قد تغلغل في الفكر الإسلامي، وأصبحت هناك شريحة كبيرة من شباب هذه الأمة يناصرون هذا الفكر وهذا مؤشر خطر.
2- إن الفكر الحداثي هدفه الأسمى هو تغيير الدين وإلغاء أحكامه، فهم يريدون الشعب المسلم كمن لا دين له، لذلك يرون أن الصلاة مسألة شخصية والصيام كذلك.
3- إن الفكر الحداثي مكمن خطره ليس في إزاحة الدين فالمجتمع المسلم لا يقبل بهذا بل خطره في التأثير على الشباب وتمييع الدين شيئا فشيئا.
4- إن المقاصد التي عند الأصوليين وجزئيات الأحكام تحتها وطريقة الوصل بينهما مختلفة تماما عن الفكر الحداثي للمقاصد والجزئيات.
5- إن الفكر الحداثي لا يعطي أي أهمية للجزئيات التي هي أحكام الشريعة.
ثانيا: التوصيات:
1- حث الطلاب على البحث في نقد هذا الفكر والقراءة فيه قراءة نقدية، حتى لا يترك بداعي الخوف فيتغلغل أكثر في الثقافة الإسلامية.
2- تبني كلية الدعوة لمشروع نقد هذا الفكر من أوله لآخره عبر رسائل علمية.
3- أن تكون هناك مادة مخصصة في طريقة القراءة النقدية ونقد الأفكار والمذاهب المعاصرة حتى ننشئ جيلا يستطيع أن يصمد أمام هذه الأفكار.