مع تحرير الشام وضد المقاومة في غزة
بقلم الدكتور: عبد السلام أبو سمحة (خاص بالمنتدى)
حالة من فصام المواقف يدل على فصامٍ فكريٍ نكد، وضحالة تصورية تدل على سطحية ما يتبناه المخذلون والمرجفون ممن أشغل نفسه من 7 أكتوبر بالطعن بالمقاومة والمجاهدين في غزة العزة.
فتراه فرحًا بتحرير الشام (وحق الفرح في هذا)، ومتخاذلاً طاعنًا بالمجاهدين والمقاومين في غزة العزة ….
هذا الفصام النكد بني على حال غزة الآن من الشهداء والدماء والمآسي التي لا ينكرها أحدٌ، وهو دليلُ عدم التوازن، بل والنفاق في المواقف والاضطراب فيها؛ فالرؤية إنما صدرت بعينٍ عصبيةٍ حزبيةٍ بغيضةٍ إن أحسنا الظن بصاحبها وتجاوزنا التحريك بالريموت…..
في هذا السياق نحاول المقاربة بين طريق تحرير الشام … وطريق تحرير بيت المقدس بإذن الله …
فتحرير الشام ما كان إلا بعد سيل التضحيات الجسام، منها:
ثورة مباركة على الطغيان والاستبداد بدأت منذ 42 عامًا حينما قدمت حماة فلذة أكبادها مهرا حلالا للحرية والتحرر من رق العبودية الأسدية، وجاء صدى ثورتها في درعا البطولة منذ 14 عامًا، فهو تاريخ طويل مشرق مؤلم ما انفك يومًا عن التضحيات.
دمار: كان أضعافًا مضاعفةً عما حدث في غزة العزة …. عوضهم الله وأهلنا في غزة خيرًا منهم في الدنيا والآخرة…
شهداء: زاد عددهم عن مليون شهيد في رحلة جهاد ممتدة … تقبلهم الله في عليين، وتقبل الله شهداء غزة في عليين. فهل كان عدد شهداء العمار أقل من الدمار بزعمك!
مهجرين: فما كان عمار دمشق إلا بعد تهجير زاد تعداده عن 13 مليون مهجر … والحرية تستحق ذلك … كتب الله لهم عودة قريبة… كما كتب لأهل الشمال عودة لبيوتهم….
عاد أهل مخيمات النزوح في إدلب إلى بيوت مهدمة … كما عاد أهل الشمال إلى ذات الحال … فانظروا نفاق هذه العين وهي تفرق بين العودتين إلى الشام وإلى الشمال …
ضحايا بشتى صور الابتلاء التي لا تخطر بالبال ولا يحصي آلامها إلا الله …
مفقودين لا يُعرف لهم عد ولا مصير ….
خرجت هذه الفصائل أول ما خرجت بلا عدة ولا عتاد؛ فلمَ لمْ يقل قائلهم كيف لها أن تواجه دولًا وأنظمةً مجرمة؛ نظام الأسد، روسيا، إيران، فالمعركة غير متكافئة … لم يقل هؤلاء ذلك …
وتجرؤ على المقاومة في غزة العزة وقالوا في حقها أنها خرجت في مغامرة غير محسوبة وخاضت معركة غير متكافئة…
وتالله ما عرف هؤلاء التاريخ ولا درسوا معارك التحرير، ولا استلهموا تجارب الشعوب المحتلة في التحرير من الغاصب، فلم يذكر التاريخ أن شعبًا محتلًا بدأ حرب تحرير وأخرج المحتل حينما تساوى معه بالقوة.
ما كان عمار دمشق اليوم إلا بعد هذه التضحيات المباركة …. وما كان إلا بركة من بركات طوفان الأقصى … فلولاه لما حصل ما حصل …
فكيف يفرق هؤلاء بين تحرير الشام … وتحرير بيت المقدس بإذن الله …
اقرأ أيضا: سمحاويات … تأملية