معهد «الأندلس».. توسع تدريجي في خدمة مسلمي سترازبورغ
فكر الشيخ مسعود بومعزة وزوجته عندما تخرجت ضمن الدفعة الأولى في الكلية الأوروبية للدراسات الإسلامية بمدينة شاتو شينو الفرنسية عام 1997م، بتقديم دروس اللغة العربية والقرآن الكريم والتربية الإسلامية للأطفال والكبار في مبنى صغير بمدينته سترازبورج، إلى جانب دروس التقوية الدراسية، ومع تزايد عدد الطلبة جاءت فكرة شراء مبنى قائم، وتحويله إلى مركز إسلامي أكبر باسم “معهد الأندلس”، يحوي مدرسة نظامية، ومرافق أخرى.
وتحقق الحلم، وتم شراء مبنى ساهمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية والأمانة العامة للأوقاف في 30% من قيمة الشراء، واستكملوا الباقي من محسنين كرام من الكويت ودول أخرى، لينطلق معهد الأندلس في عمله التربوي والتعليمي.
كما تكفلت محسنة كويتية بشراء وترميم المبنى المجاور للمعهد ليكون مسجداً لهم، وأطلقت عليه “مسجد الناصر” على اسم والدها.
ومع بداية العام الدراسي، سجل أكثر من ألف تلميذ، يدرسون في 15 فصلاً دراسياً، مما اضطرهم لاستخدام المسجد كقاعة دراسية إضافية لمواد التربية الإسلامية، وسجل على قائمة الانتظار نفس العدد تقريباً، إضافة لفصول مسائية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والقرآن الكريم، ومدرسة السبت والأحد لغير المنتسبين للمعهد.
وتجري حالياً مرحلة توسعة المعهد لبناء 7 فصول دراسية جديدة، إلا أن البناء متعثر لشح الموارد المالية.
وبخط متواز، جاري التفاوض لشراء بناية بقيمة 250 ألف دينار كويتي تكون وقفاً لمشاريع معهد الأندلس، بدعم كويتي من الأمانة العامة للأوقاف.
ويتمتع معهد الأندلس بعلاقة طيبة مع المجتمع المحلي، ويساهم في بعض الأنشطة المجتمعية، مثل التبرع بالدم سنوياً الذي حطم الرقم القياسي في الإقبال عليه، والمساهمة في إغاثة المحتاجين من جميع الأعراق والأديان، خاصة في فترة الشتاء البارد، والمشاركة في الحوارات الدينية مع الأديان الأخرى في المواسم الثقافية.
كما يتواصل المعهد مع المسؤولين في البلدية ووزارة التربية والسلطات الفرنسية، ولهم علاقات طيبة معهم، وأصبح المعهد مرجعاً لوسائل الإعلام المختلفة، خاصة خلال الأحداث الإرهابية التي عاشتها فرنسا، وذلك لوسطية المركز واعتداله.
وتفقد معهد الأندلس سفير دولة الكويت لدى فرنسا أ. سامي السليمان، والقنصل أ. مشعل الحبيل، وأشاد بالمعهد، مدوناً ذلك في سجل الضيوف: “يساهم معهد الأندلس في إيجاد جيل متعلم ومؤهل، ليشارك بفاعلية وإيجابية في تقدم فرنسا الصديقة، كما أن الدور الاجتماعي للمعهد سيساهم إلى حد كبير في مد جسور التواصل الحضاري بين الثقافتين الإسلامية والغربية”.
وعملاً على توسعة المعهد لاستيعاب قوائم انتظار الطلبة، تم الحصول على ترخيص بناء جديد في المساحة المجاورة، ليضم جميع المراحل التعليمية (حضانة، تمهيدي، ابتدائي، إعدادي، ثانوي، جامعي)، وقاعة محاضرات، ومساكن طلاب ومعلمين، وملاعب رياضية، ومقبرة، ومطاعم، ومسجد، وجاري وضع المخططات العمرانية، وتأهيل الكفاءات البشرية والعلمية، والسعي لتوفير الإمكانات المادية، لتحقيق هذه المشاريع الحضارية الرائدة.
(المصدر: مجلة المجتمع)