معسكر للجيش في مراوي أثار غضبهم.. مسلمو الفلبين يحذرون الرئيس من تكرار أخطاء الماضي
إعداد صهيب جاسم
ووقع الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي قبل 12 يوما قرارا يقضي بتأسيس لجنة عمل فنية لدراسة خطة تشييد للمعسكر في وسط المدينة التي دمرت في حرب عام 2017 بين الجيش وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية.
وتضم اللجنة ممثلين عن ست هيئات ووزارات مركزية في مانيلا، وفي مقدمتها الدفاع، وستتابع تنفيذ تشييد المعسكر وما يتعلق به من تعداد للسكان الذين سيتضررون من قيامه.
واللافت أن القرار المذكور بتشكيل اللجنة الفنية المذكورة لا يشير إلى وجود ممثلين عن مكتب عمدة المدينة، أو حاكم الإقليم أو مجلسه المحلي ولا حتى ممثلين عن “السلطة الانتقالية لمنطقة الحكم الذاتي لبنغساموور في مينداناو المسلمة”.
ونظم حملة جمع تواقيع نحو نصف سكان المدينة “منتدى إذاعة ساكسي” -وتعني الشاهد باللغة المحلية- و”اتحاد قومية المراناو من أجل السلام”، وهي القومية المسلمة التي تقطن إقليمي لاناو الشمالية والجنوبية، وما زالوا ينتظرون رد الرئيس رودريغو دوتيرتي.
وقال أحد الموقعين على العريضة “إن بناء معسكر وسط المدينة يأتي متعارضا مع الحساسيات الدينية والثقافية لقومية المراناو”، مؤكدا على توحد موقف سكان مراوي في رفضهم عسكرة المدينة.
كما حذر من أن تلك الخطوة من شأنها أن “تثير اضطرابا اجتماعيا أو زعزعة لاستقرارها، وذلك بحضور أفراد الجيش المختلفين دينيا وثقافيا وسط مساكن وأحياء المراناو، وهو ما قد يولد توترا واحتكاكات بين السكان والجنود في نظر بعض سكان المدينة”.
وحذرت شخصيات مراناوية من أن بناء المعسكر في حي كابانتاران المطل على باقي المدينة وبحيرة لاناو الشهيرة سيمهد لتدفق عوائل العسكريين من غير قومية المراناو.
كما حذروا من أن يمتد تأثير ذلك إلى الحياة السياسية في المدينة التي ظلت عصية على محاولات سابقة لتغيير خريطتها الجغرافية كما حصل في مدن وأرياف مسلمة أخرى تغيرت تركيبتها الجغرافية وواقعها السياسي خلال عقود مضت، ولا سيما أنه سيكون ثاني معسكر في المدينة التي يجاور مقر عمدتها وحاكم الإقليم معسكر راناو القائم منذ سنوات طويلة.
المسلمون ناشدوا دوتيرتي العدول عن القرار (رويترز-أرشيف) |
أخطاء الماضي
من جانبه، دعا رئيس “هيئة إجماع مورو” ديريزا لينينديغ الرئيس إلى”عدم تكرار أخطاء الماضي بعدم استشارة سكان المدينة من المراناو كما حصل في حرب وحصار مراوي قبل عامين”.
وقال لينينديغ في بيان له إن القرار الرئاسي يؤكد أن “المعسكر سيفرض علينا، وينتهك حقنا في أن تكون لنا الحرية عند اتخاذ القرار، فهم لا يسعون لاستشارتنا بل حتى الإدارات المحلية ليست جزءا من لجنة العمل الفنية”.
وأضاف محذرا “إن إنشاء معسكر جديد سيشكل خطرا على المجتمعات المقيمة حوله فيما إذا ما تعرض المعسكر لأي هجمات من قبل مسلحين أو مجموعات راديكالية كما حصل في حصار مراوي”، مشيرا في ذلك إلى الهجمات الانتحارية التي تستهدف الجيش.
أما عمدة المدينة ماجول عثمان غاندامرا فخاطب الرئيس الفلبيني برسالة قال فيها إنه يعبر عن “مشاعر الأغلبية العظمى من مواطنينا، ولا سيما أصحاب الأراضي التي يخطط لبناء معسكر عليها، حيث عبروا عن قلقهم من أن هذه الأراضي هي جزء من هويتهم كسكان أصليين لمدينة مراوي، حيث تقع القاعة الكبرى لمدينة مراوي القديمة والتي تعد تراثا ثقافيا لمدينة مراوي المسلمة”.
كما جاء في الخطاب “أكتب إليك مطالبا بكل تواضع منك ومن المسؤولين في مكتبكم النظر في أمر تغيير موقع بناء المعسكر المذكور إلى موقع إستراتيجي آخر لا يمس خصوصية السكان ولا المواقع التاريخية ذات القيمة التراثية”.
(المصدر: الجزيرة)