بقلم د. محمد منير الجنباز
قائدها من المسلمين: السلطان محمود الغزنوي، وعدد جيشه يفوق الثلاثين ألفًا.
وسومنات: اسم صنم للهنود، يُعَد من أعظم أصنامهم، يحجُّون إليه كل ليلةِ خسوفٍ، فيجتمع عليه ما يزيد على مائة ألف إنسان، ويزعمون أن أرواح الموتى تجتمع عنده ليُوزِّعوها من جديد على مولودين جدد، وهذا يدل على عقيدة التناسخ، كما يزعمون أن البحر في مده وجزره يعبد هذا الصنم.
ووطَّد السلطان محمود نفسه للوصول إلى هذا الصنم؛ للقضاء على هذه الخرافة، ونزع العامل الرُّوحي من الهنود؛ ليتعرَّفوا بعدها على فساد اعتقادهم فيتوجَّهوا للإسلام، وكانت المسافة إليه طويلة والرحلة شاقة، وهناك مُنقطَع من الأرض للوصول إليه؛ حيث القفر وقلة الماء، ومع ذلك قصده وحمل الماء على ظهر عشرين ألف جمل، فلما قطع المسافة بدت له قلاع شحنت بالمقاتلين، وعندها آبار قد غورها الهنود كيلا يستفيد منها..
لكنه فتح القلاع وتوجَّه إلى “أنهلوارة”، فاستولى عليها بعد فرار حاكمها “بهيم”، وقصد سومنات بعد أن استولى على قلاع كثيرة، وهدم ما فيها من أصنام، وبدت له مفازة أخرى مقفرة، وقد تحصَّن فيها عشرون ألف مقاتل فقاتلهم وألحق بهم الهزيمة..
ثم وصل إلى “دبولوارة” فقاتله أهلها، فهزمهم واستولى عليها..
ثم وصل إلى سومنات في منتصف ذي القعدة، وكان خروجه في العاشر من شعبان، فنظر إلى قلعة الصنم فإذا هي حصن حصين قد بُني على البحر، وأهله على الأسوار ينظرون إلى المسلمين، ثم زحف إليهم يوم الجمعة، واشتبك الفريقان ورأى الهنود من المسلمين قتالًا وصبرًا لم يعهدوا مثيلًا له..
وصعِد المسلمون الأسوار ونادوا بالتكبير وحمي وطيس المعركة، ودارت المعارك في ساحات الصنم، فكان الهنود يقاتلون فوجًا فوجًا بعد أن يتمسحوا بصنمهم، واحتدمت المعارك على باب الصنم حتى تراكمت الجثث وكاد الفناء يستوعبهم، فلما شاهدوا القتل ويئسوا من نصر سومنات لهم، ركبوا البحر هربًا، وكان عدد القتلى في هذه المعركة من الهنود خمسين ألفًا.
وهذه المنطقة تقع على بحر العرب جِهة الهند ما بين كراتشي اليوم وبومباي.
(المصدر: شبكة الألوكة)