معركة القرن والعصر
بقلم محمد خير موسى
من جديدٍ أؤكّدُ قناعتي أنّ معركة القرن والعصر التي بدأت قبل بداية هذا القرن..
لكنّها ستكون المعركة الأشرسَ في العقود القادمة هي المعركة مع الشذوذ بجبهاته الأربعة:
الشـذوذ الفكري وعنوانه «الإلحاد»
الشذوذ السّياسي وعنوانه «التطبيع مع الكيان الصهيوني والتّطبيع مع الاستبداد والطغيان»
الـشذوذ السّلوكي وعنوانه «المثليّة»
الشذوذ الاجتماعي وعنوانه «النّسويّة»
والعاملون في الحقل الإسلاميّ من دعاة وعلماء ومفكّرين وغير ذلك يدخلون هذه المعارك بكثيرٍ من الجعجعة وقليلٍ من الطِّحن،
بكثيرٍ من التّشخيص وقليلٍ من التّنظير للحلول، بكثيرٍ من الأفكارِ وقليلٍ جدًّا من العمل
بينما يدخل الطّرف الآخر المعركة مدجّجًا بأسلحة وعتادٍ من التّخطيط والتترّس بالقوّة والنّفوذ ومراكز القرار وممدودًا بالمال الوفير.
نحتاجُ إلى إدراك خطورة المعركة أولًا، والتّسلّح بالمعرفة الحقيقيّة ثانيًا،
واستنفار الجهود في التّنظير المثمر والتخطيط المحكم والتنفيذ التكامل؛ بعد الاستعانة بالله والاستعصام بحبله المتين.
انقلاب تونس
من المعضلات الفكريّة أنّك بحاجةٍ إلى القول لبعض أبناء الرّبيع العربيّ وثوراتِه:
إنّ ما جرى في تونس هو انقلاب مكتمل الأركان وليس اجتهادًا سياسيًّا من ابن سعيّد.
ومن المعضلات الفكريّة أن تؤكّد أنّ هذا الانقلاب لا يستهدفُ النّهضة فقط،
بل هو يستهدف تجربة تونس الدّيمقراطيّة كلّها،
وهو آخر مسمار يدقّه أعداء الشّعوب في نعش الرّبيع العربي في حال نجاحهم
من المعضلات الأخلاقيّة أنّ تقنع عددًا من المشايخ والدّعاة والمثقّفين أنّ الشّماتة والتّشفّي بالنّهضة الآن..
هو انعدام لمروءة الرّجال وانحطاطٌ أخلاقيّ،
فشتّان شتّان بين انتقاد النّهضة
وهي تمارسٌ عملها السياسيّ وبين الشّماتة والتّشفي بها وهي تتعرّض لانقلابٍ ظالمٍ مدعوم من أبالسة الأرض
ومن المعضلات النّفسيّة أنّك أمام هكذا انقلاب تحتاجُ إلى توضيح الواضحات رغم أنّ الكلامَ في الحلق مرّ علقم ولا رغبة في أدنى كلام أمام هذا الواقع المنحط.
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية