مقالاتمقالات مختارة

معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة جالديران

معارك فاصلة في تاريخ الأمة: معركة جالديران

بقلم عبدالله البكري

في سنة (907هـ) استطاع إسماعيل بن حيدر الصفوي أن يكوِّن دولة شيعية في منتصف الهضبة الإيرانية، بعد أن سفك دم قرابة مليون سنيّ من أجل فرض التشيع الاثني عشري على سكان البلاد؛ وبذلك أجبر سكان البلاد على التحول للتشيع بعد أن كانوا على السُّنة.

وبدأ بنشر التشيع في البلاد المجاورة لدولته، فاصطدم بالدولة العثمانية السُّنية، فحالف البرتغاليين الصليبيين أشد أعداء المسلمين، الذين كانوا يخططون لاحتلال المدينة المنورة، ونبش قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمقايضته بالقدس، ومع علم إسماعيل الصفوي بمخطط البرتغاليين إلا أنه دخل في حلف معهم ضد العثمانيين.

وعندما رأى السلطان سليم الأول الخطر الصفوي، والبرتغالي يحيق بمقدسات الإسلام، ورأى توسع الشيعة القسري يزحف على العراق والأناضول، راسل إسماعيل الصفوي، ودعاه لنبذ التشيع، والكف عن إيذاء أهل السنة، فتمادى الصفوي في غيه، بل أرسل للسلطان سليم بهدية من الأفيون قائلًا: « أعتقد أنك تكتب خطاباتك تحت تأثير هذا المخدر ».

فاستعد السلطان سليم الأول لمعركة حاسمة مع الصفويين، فبدأ أولًا بحصر الشيعة الاثني عشرية الموالين للصفويين في شرق الدولة، وأعدمهم جميعًا؛ حتى لا يبقى للصفويين جواسيس بالمنطقة، وبلغ سليم الأول أن الشاه إسماعيل الصفوي ينوي تأخير القتال إلى فصل الشتاء حتى يهلك العثمانيون جوعًا وبردًا، فأرسل سليم الأول بجيوشه قبل فصل الشتاء حتى وصل إلى صحراء جالديران، واحتل أماكن الهضاب؛ مما أمكنه من السيطرة على ميدان المعركة، وفي يوم (2 رجب 920هـ)، انقضّ سليم الأول بجيوشه كالصاعقة على جيوش الصفويين، فمزقها شر ممزق، وفرّ الصفوي من أرض المعركة.

وواصل سليم الأول سيره حتى فتح تبريز عاصمة الصفويين، وجعلها مركزًا لعملياته الحربية، واضطر سليم الأول للرجوع بسبب تمرد قادة الانكشارية الذين رفضوا القتال في البرد القارس.

ومن نتائج هذه المعركة العظيمة ضم شمال العراق، وديار بكر إلى الدولة العثمانية، وانتشار السنة في آسيا الصغرى، وانحصار الشيعة في إيران وحدها، وكشفت هذه المعركة عن العلاقة الوثيقة بين الشيعة والبرتغاليين النصارى ألد أعداء الإسلام، الذين تحركوا مستغلين انشغال العثمانيين بقتال الصفويين، وأحكموا سيطرتهم على كافة الطرق القديمة بين المشرق والمغرب.

(المصدر: رابطة العلماء السوريين)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى