د. عبدالله الصبيح – الاسلام اليوم.
والبعض يفسر الجماعة بما يفسر به السنة ويشترط في الجانب العملي ما يشترطه في الجانب العلمي، ويبدو لي هذا ليس صوابا، ولو قلنا به لما كان هناك حاجة لذكر الجماعة هنا، ولقالوا اهل السنة فقط.
وقيمة ذكر الجماعة مع السنة ان الجانب العملي (او الاجتماع) يتجوز فيه عن بعض القصور والاخطاء ويمكن ان يجتمع الفاضل مع المفضول والمجتهد المصيب مع المخطيء والسابقون مع من هم دونهم ممن عندهم بعض الاخطاء والمخالفات والبدع اليسيرة ولو اشترطنا في الجماعة مانشترطه في السنة لما امكن الاجتماع، ولو كل من وجد خطأ في جماعة المسلمين انتبذ عنهم واختص بمسجده لتفرقت الامة.
ويترتب على هذا اننا نناصح في الاخطاء العلمية ونصبر على المخالف و لانحدث انشقاقا بسبب الخلاف.
ومما يصدق ذلك اننا وجدنا أئمة اهل السنة من العلماء الربانيين اجتمعوا مع غيرهم ممن تلبس ببدعة او مذهب كلامي ولم يكن الخلاف مانعا لهم من الاجتماع والعمل معا. وهذا ماعمله شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
لما هجم المغول على الشام، وكانت الغلبة للاشاعرة واهل البدعة من المتصوفة وكان خلافهم مع ابن تيمية شديدا فأفتوا بحبسه وقتله ومع ذلك
وضع يده في ايديهم وجمع الناس وخاض المعركة معهم في شقحب.