مصر في لحظة تحول؟
أسئلة تحتاج إجابات
بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)
لا يوجد أدنى شك اليوم في أن حلقات الدفاع عن مصر كدولة ومجتمع قد بدأت بالتفكك بفعل عوامل كثيرة في مقدمتها: تدني أخلاق حكامها وانقسام سكانها، توجد مئات بل آلاف الدلائل والمؤشرات على ذلك محلية وإقليمية ودولية، تقارير وأبحاث وتحقيقات ومقالات ومشاهدات حية وشهادات بالملايين على بؤس الحاضر. والأخطار تحيط بها من كل جانب، والعدو في الداخل أقوى منه في الخارج، والانقسام شديد وشبكة العلاقات الاجتماعية في أضعف حالاتها، واجتماعها السياسي في أضعف حالاته.
مصر التي هي قلب العالم العربي وقاعدته القوية بثقلها السكاني ومكانها المتميز جيوسياسيا ومكانتها الحضارية والدينية والتاريخية، وقوتها العسكرية وقوتها الناعمة، ودورها المحوري، تواجه تصحرا وتداعيا وانحدارا في ذلك كله.
فمصر اليوم على مفارق طرق، وهي تمر بلحظة تحول مصيرية في فترة مفصلية من تاريخ النظام العالمي المهيمن منذ الحرب العالمية الثانية. فالعالم اليوم في حرب “فوق باردة” بين أقطاب النظام العالمي القديم ممثلا في أمريكا وأوروبا الغربية وبقية حلف الناتو من ناحية، وروسيا الصين وإيران وكوريا الشمالية من جانب آخر؛ مع اختلاف الأوزان النسبية للقوة في مكونات كل فريق، والصراع على أشده بين الفريقين لمن تكون الغلبة والقدرة على امتلاك زمام الثروات والمعابر والممرات المؤمنة لنقل تلك الثروات من مواطنها في بؤر الضعف وقصعات العالم الشهية؛ وفي القلب منها مصر.
فكيف ترى مصر نفسها؟ وكيف يراها الفريقان المقتتلان على حيازة النفوذ فيها وفي عالمها العربي؟ وما هي العناصر الحاكمة للتغيرات التي تجري فيها اليوم؟ والتي يمكن أن نتخيل أن تحدث فيها في الأشهر والأعوام القادمة؟ وكيف يتم التخطيط لها في استراتيجيات الفريقين المتصارعين؟ وأي السيناريوهات أقرب للتحقق؟ وكيف؟ ولماذا؟ وأين الشعب المصري ونخبه المنتمية له من ذلك كله؟
