مصر.. الإفراج عن داعية سلفي بارز اعتقل إثر دعوته لمقاطعة فرنسا
أطلقت السلطات المصرية سراح الداعية السلفي البارز مصطفى العدوي، بعد ساعات على اعتقاله أمس إثر دعوته لمقاطعة فرنسا ردا على إساءتها للإسلام ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
وجاء ذلك وفق تدوينة لنجله حسن -عبر حسابه على موقع فيسبوك مساء الأربعاء- عقب ساعات من تواتر أنباء بشأن القبض عليه من قبل الشرطة المصرية.
وقال حسن العدوي “الحمد لله تم خروج الوالد على خير وهو في الطريق إلينا”، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل، في حين لم تصدر عن السلطات المصرية أية إفادات رسمية بشأن اعتقال أو إطلاق سراح الشيخ.
وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأربعاء بمنشورات وتغريدات تحدثت عن اعتقال العدوي بسبب تسجيل مصور دعا فيه إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، ووصف الرئيس إيمانويل ماكرون بـ”المجرم” على خلفية الإساءة للإسلام.
وطالب العدوي ولاة أمور المسلمين باستبدال شراء الأسلحة من “الدول المحاربة إلى الدول غير المحاربة”، مؤكدا أن الدعوة للمقاطعة تشمل الحكام والساسة وليس أفراد المسلمين فقط.
وانتشرت في معظم الدول العربية والإسلامية دعوات إلى مقاطعة البضائع الفرنسية إثر الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن خطابات وتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استفزّت مشاعر المسلمين.
وقبل أشهر ألغت وزارة الأوقاف المصرية ترخيص الخطابة لمصطفى العدوي، وحظرت صعوده المنبر أو إلقاء الدروس الدينية بدعوى قيامه بـ”تصرفات لا تتسق مع الدعوة”.
ويعد العدوي من أبرز دعاة التيار السلفي المستقل في مصر، والذي يضم عددا من الأسماء الشهيرة مثل محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبو إسحاق الحويني، وكان هذا التيار داعما للرئيس الراحل محمد مرسي، لكنه انسحب من الاشتباك السياسي بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي في صيف 2013 عندما كان وزيرا للدفاع.
وتوجد في مصر تيارات سلفية عدة، بعضها مستقل وبعضها ينتظم في جمعيات ومؤسسات مثل جمعية أنصار السنة، وأشهرها تنظيم الدعوة السلفية في الإسكندرية الذي أنشأ حزب النور “ذراعا سياسية” وهو الحزب الذي حلّ ثانيا في الانتخابات التي جرت عقب ثورة يناير/كانون الثاني، ورغم تأييده لاحقا لانقلاب السيسي فإنه يتعرض لتضييق أسهم مع عوامل أخرى في عدم فوزه بأي مقعد في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة.
وأثار اعتقال العدوي ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب نشطاء السلطات المصرية بسرعة الإفراج عنه نظرا لحالته الصحية.
وتحدث آخرون عن توسع الأجهزة الأمنية في ملاحقة المصريين واعتقالهم، واستمرار سياسة كمّ الأفواه وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولفت البعض إلى أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي استدار ليقمع حتى الصامتين بعدما اعتقل النشطاء والسياسيين.
وعبّر مغردون عن استيائهم من قمع حتى من يتحدث عن مشاعر المسلمين بعيدا عن التوظيف السياسي للحدث.
وكان الإعلام المصري قد سقط في مفارقة التأييد السريع والصريح لدعوة مقاطعة البضائع التركية التي دشّنها محسوبون على نظامي السعودية والإمارات، لكنه ارتبك وتردد عند الحديث عن مقاطعة البضائع الفرنسية.