إعداد كارم الغرابلي
تنطلق مسيرة العودة هذا العام في ذكرى يوم الأرض الموافق (30 مارس/ آذار الجاري)، وقد زادت التحديات أمام القضية الفلسطينية بعد إعلان الرئيس الامريكي “دونالد ترمب” مدينة القدس عاصمة لـ(إسرائيل) في (ديسمبر/ كانون أول الماضي).
ويستعد الفلسطينيون لإحياء ذكرى يوم الأرض بسلسلة من الفعاليات التي سيغلب عليها طابع المواجهة مع قوات الاحتلال في نقاط التماس.
وشكّلت القوى الوطنية والإسلامية ثلاث عشرة لجنة؛ لمتابعة إحياء هذه المناسبة الهامة بالنسبة للشعب الفلسطيني، وهي لجان: الوجهاء والمخاتير، اللاجئين، القانونية، الاحتياجات، الأطر الطلابية، الصياغة والتواصل الدولي، لجنة العمل الجماهيري، الإعلامية، النواب، المرأة، الشباب، الصحية ولجنة الفن والتراث.
وفي هذا الإطار، أكّد الدكتور “عصام عدوان” -رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس- أن مسيرات العودة تشهد تحضيرات استثنائية، يسودها التوحد والاتفاق بين كافة الفصائل والقوى الوطنية، من أجل تحقيق أهدافها بأفضل صورة ممكنة.
وقال “عدوان” في حديث لموقع “بصائر”: “إن الهدف الأساسي من مسيرات العودة، هو عودة اللاجئين بعد مضي (70 عاماً) على شتاتهم، رغم وجود قرارات وقوانين دولية، كفلت لهم عودتهم المشروعة”.
“وتكمن أهمية تنظيم ونجاح مسيرات العودة في هذا الوقت الحسّاس الذي يتجه فيه العالم إلى طمس القضية الفلسطينية العادلة، وفي ظل الحديث عن صفقة القرن التي ترغب أمريكا و”إسرائيل” بتمريرها دون عودة اللاجئين”، وفق عدوان.
وبيّن “عدوان” أن “فعاليات المسيرة الكبرى ستبدأ بالاعتصام الحاشد قرب المناطق الحدودية لقطاع غزة بتاريخ (30/3)، وهو فاتحة لمسيرة العودة، ونصب الخيام، والاستمرار بالاعتصام والتحشد على الحدود حتى تحقيق الأهداف الكبرى”.
ووضعت القوى الوطنية والإسلامية خطة ممنهجة للمسيرة المرتقبة؛ للتأكيد على أن الشعب الفلسطيني يرفض تمرير صفقة القرن، ويعمل جاهداً لأخذ حقوقه وتحقيق طموحاته والعودة إلى الأراضي المحتلة.
من جهته أكّد القيادي “أحمد المدلل” -عضو لجنة اللاجئين في مسيرة العودة-: “أن الهدف من مسيرة العودة توصيل الرسالة الكبرى التي يريد الشعب الفلسطيني إيصالها لأمريكا و”إسرائيل”، وهي أن المعركة لن تنتهي في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية”.
وأشار في حديث “لبصائر” إلى أن: “الخيارات متعددة أمام الفلسطيني، ومنها الاستراتيجية التي اتخذتها القوى الوطنية والإسلامية من خلال تخييم مئات الآلاف من الفلسطينيين على الحدود؛ لإيصال رسالة للعالم بأن سبعين عاماً من النكبة لن تنسيهم حقوقهم المسلوبة من قبل الاحتلال الاسرائيلي”.
وحول توقيت المسيرة هذا العام، يوضّح عضو لجنة “اللاجئين”، أنها جاءت في الوقت الذي تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة حرجة قائلاً: “على الشعب الفلسطيني التفاعل مع قضيته لمواجهة مؤامرة التصفية؛ للتأكيد على توجهنا لكل فلسطين، والشعب ليس في غزة فقط”.
ويتزامن انطلاق المسيرة مع ذكرى يوم الأرض، والتأكيد على أن الفلسطيني لا يزال يتشبث بأرضه، كما حدث في الثلاثين من آذار (1976)، وبات هذا التاريخ عنواناً للصمود.
وعن المشاركين في مسيرة العودة، لفت المدلل إلى أن: “قطاعات الشعب كافة ستتفاعل معها لتكون مقدمة لمسيرة العودة الكبرى –موضحاً- أنه سيتم تجييش جميع الإمكانيات، كما سيكون هناك دور كبير للقطاعات المختلفة لتحريك الشعب نحو هدفه الاساسي وهو تحقيق حق العودة الذي كفلته المواثيق الدولية”.
من جهته، قال عضو لجنة الوجهاء والمخاتير في لجنة المتابعة الوطنية لمسيرة العودة عاكف المصري: “إن مسيرة العودة الوطنية أجمعت عليها الفصائل والتجمعات الشعبية التي تمثل جميع شرائح المجتمع من العشائر والرجال والنساء والأطفال، وهي قضية جامعة للكل الفلسطيني بعيدًا عن الخلافات الحزبية والسياسية”.
وبين المصري في حديث “لبصائر” أن: “فعاليات مسيرة العودة تنطلق مع حلول ذكرى يوم الأرض، وهذه ستكون ردًا على كل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية.
ومن المقرر إقامة عدد من الخيام بمحاذاة السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة (48)؛ للتأكيد على حق العودة إلى المدن والبلدات التي هجر أهلها منها إبان نكبة ال(48)”.
وتابع المصري: “مسيرة العودة شعبية سلمية، وستشارك فيها مكونات المجتمع، ونحن نستند في هذه المسيرة إلى القرارات الدولية والأممية والتي منحت الفلسطينيين حق العودة إلى أراضيهم المحتلة”.
وأكد على: “أهمية وحدة الشعب الفلسطيني، والتي من خلالها باستطاعته إجهاض كل المؤامرات”.
وكانت الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى أعلنت عن انطلاق التحضيرات لمسيرة العودة الكبرى من خلال تحركات جماهيرية متدحرجة وصولا للمسيرة الكبرى في 30 مارس الجاري.
وقال حسين منصور -عضو اللجنة الإعلامية المركزية للمسيرة- في كلمة عن الهيئة الوطنية: “إن قطاعات شعبنا المختلفة تداعت من خلال اجتماعات مكثفة لإنتاج هذه الفكرة التي تستهدف إعادة الاعتبار للعمل الوطني الوحدوي ومواجهة كافة التحديات”.
-وأضاف- خلال مؤتمر الإعلان عن الفعاليات شرق مدينة غزة أن هذه الفعاليات الشعبية متدحرجة وهدفها التصدي للاحتلال وكسر الحالة الأمنية التي حاول الاحتلال فرضها على شعبنا عبر منعها من الاقتراب من الحدود المصطنعة مع أراضينا المحتلة عام 1948.
-وبيّن- أنه جرى التجهيز لفترة دوامية محددة على طول خط الهدنة مع أرضينا المحتلة؛ لإرسال رسالة شعبنا للمجتمع الدولي وللمحاصرين –مشيراً- إلى أنه يجري الإعداد لمسيرة مليونية من غزة والضفة والشتات في وقت متزامن في وقت محدد وبشكل محكم؛ لتحقيق الأهداف المرجوة منها”.
(المصدر: موقع بصائر)