مسلم أميركي يحذر من خطاب ترامب “العنصري”: سيدمر أميركا تدميرا ذاتيا شاملا
يقول منصور شمس، وهو مسلم أميركي ومحارب قديم بمشاة البحرية الأميركية (المارينز) وعضو بمجلس العلاقات الخارجية، إنه بالرغم من أن العنصرية وكراهية الأجانب والتعصب ليست شيئا جديدا على هذه البلاد فإنه كان يشعر دائما بأن الولايات المتحدة كانت تسير في الاتجاه الصحيح بتؤدة، حتى وإن كان ببطء، إلى أن انتخب دونالد ترامب ليشغل أعلى منصب في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أنه أتى إلى الولايات المتحدة في السادسة من عمره وأصبح مواطنا بعدها بسنوات قليلة، وقرر بعدها الالتحاق بالمارينز وهو ابن 18 عاما فيما اعتبره تجربة قلة قليلة من الأميركيين المحظوظين الذين يمرون بها. ومع أنه كان مهاجرا وكان داكن البشرة بشعره الأسود وكان مسلما فإنه كان يفخر بأن أميركي، أو على الأقل هذا ما كان يعتقده دائما.
واعتبر شمس كونه محاربا قديما في المارينز وأميركيا مسلما وولاءه لبلد إقامته جزءا من عقيدته الإسلامية وفقا لتعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه من صلب كونه مسلما أن يخدم بلده بفخر وشرف.
وفي ظل المناخ الحالي العنصري والكاره للأجانب الذي تعيشه أميركا بدأ يتساءل: هل أميركا التي كان يعتقد دائما أنها بلده تفكر فيه بنفس الطريقة؟ وهل ينظر إليه مواطنوه الأميركيون بنفس القدر الذي كان ينظر به إليهم؟ وهل خدمته لبلده تعني أي شيء؟ وهل كان شعوره بالفخر الداخلي والوطنية مجرد وهم؟
كل هذه الأسئلة كانت تجول بخاطره، وغيرها كثير، أسئلة لا يجد بدا من سؤالها لنفسه ولكنه أيضا يضعها بين أيدي أقرانه الأميركيين. وما زاد من تساؤلاته أن الأمر تعدى الأميركي العادي وبلغت العنصرية مدى أبعد بكثير عندما قيل لعضوة بمجلس النواب “عودي من حيث أتيت”.
ويقول شمس إنه بمقاله هذا لا يستدر عطف ولا شفقة أحد وإنه محارب قديم من المارينز، لكنه يشعر بقلق حقيقي على بلده أميركا، ليس فقط بالنسبة له أو لأحبائه ولكن لكل واحد من أكثر من ثلاثمئة مليون من الأميركيين الذين ما زال يعتبرهم جزءا من عائلته الممتدة، لأنه يعلم جيدا أن الكراهية والتعصب وكراهية الأجانب ليس لديها سوى وعد واحد لأي مجتمع يعتنقها في أي وقت في التاريخ ألا هو “التدمير الذاتي الشامل”.
(المصدر: نيوزويك – الجزيرة)