مقالاتمقالات مختارة

«مسلسل الاختيار» بين الجنة أو النار!

«مسلسل الاختيار» بين الجنة أو النار!

بقلم د. عبد العزيز كامل

مات الشاويش (عشماوي).. جزار الطغاة -وما أكثرهم-  بعد أن نفذ أحكام القتل في حق (١٠٧٠) نفس، خلال أربعين عاما.. فأي مصير اختار؟

وفي غيابه ارتفعت أرواح سبعة عشر ممن نحتسبهم شهداء؛  بعد تنفيذ أحكام القتل فيهم شنقا بعد سحور دون إفطار، إلا عند الكريم المتعال الغفار.. بإذن الله..

إنه «الاختيار» الذي لن تنتهي مسلسلاته في الدنيا إلا بعد المصير إلى دار القرار.. في جنة أو نار..

ستجتمع الخصوم بين يدي الحي القيوم..

وستعاد المحاكمات.. وستتلى قرارات الاتهام حضوريا على الأسماع  يوم الحسرة، وفي كل جرائم الفجرة في حق البررة.. وذلك في ساحة القضاء الأعلى عند من لا يظلم مثقال ذرة.. وسيعلم الطغاة حينها؛ أنهم أُنذِروا وحُّذِّروا وخُيِّروا.. {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (39)إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (40)}..[من سورة مريم]

في تفسيره لتلك الآيات.. ذكر الإمام ابن كثير عن ابن مسعود رضي الله عنه،مرفوعا، في حديث أصله في الصحيحين: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، أتي بالموت في صورة كبش أملح، حتى يوقف بين الجنة والنار، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا، فلا يبقى أحد في أهل عليين ولا في أسفل درجة في الجنة إلا نظر إليه، ثم ينادى: يا أهل النار، هذا الموت الذي كان يميت الناس في الدنيا ، فلا يبقى أحد في ضحضاح من نار ولا في أسفل درك من جهنم، إلا نظر إليه، ثم يذبح بين الجنة والنار، ثم ينادى: يا أهل الجنة، هو الخلود أبد الآبدين، ويا أهل النار، هو الخلود أبد الآبدين، فيفرح أهل الجنة فرحة لو كان أحد ميتا من فرح ماتوا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا من شهقة ماتوا؛ فذاك قوله: {وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر}

ماذا خسر من ربح روحه وإن فارقت جسده..{فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران/ ١٨٥]

وبماذا فاز من خسر الدنيا والآخرة بقتل نفس مؤمنة ..  {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [ النساء/٩٣]..

اللهم اكف المسلمين شر الأشرار بما شئت وكيف شئت.. واشف صدور المكلومين.. وارفع درجات المظلومين في جنات النعيم.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى