مسجد «السلام» في ألمانيا.. كيف يحقق الاندماج ويحمي من الذوبان؟
يختلط على كثير من المسلمين في الغرب تلك المساحة بين الاندماج في مجتمعاتهم والذوبان فيها، ولأن الفرق كبير بين الحالتين، فإن مسجد السلام في مدينة بفورتسهايم يعمل على مساعدة رواده للاندماج بما يحافظ على هويتهم ويجعلهم عناصر فاعلة بالمجتمع.
يقع مسجد السلام بمدينة بفورتسهايم شمال غربي مقاطعة بادن فورتمبيرج، ومنذ تأسيسه ومن خلال أنشطة متعددة يهدف لترسيخ الهوية الإسلامية للجالية المسلمة المحيطة به وأبنائهم بما يحقق لديهم القدرة على الاندماج الإيجابي في المجتمع وحمايتهم من الانصهار والذوبان التام الذي يسلخهم من هويتهم.
يقول د. كريم بالحاج علي، وهو مسؤول الأنشطة الاجتماعية بالمسجد، عضو مؤسس في الجمعية العربية الألمانية المتحدة التي يتفرع منها المسجد، لـ«المجتمع»: إن المسجد تم تأسيسه في عام 2005 من طرف مجموعة من أبناء الجالية المسلمة حينها من أصول مختلفة (سورية وتونس ولبنان والجزائر والمغرب والعراق وفلسطين)، وهذا التنوع أعطى للمسجد بُعداً مهماً في وحدة الجالية المسلمة والخروج من بوتقة القومية.
وأضاف بالحاج علي أن التحدي الرئيس للمغترب في أوروبا هو التوازن بين الاندماج في المجتمع والالتزام بالثوابت سواء للكبار وخاصة للصغار والجيل الثاني من أبنائنا، مما يستوجب تطوير الخطاب الديني والأنشطة، وذلك باستعمال الآليات الممكنة قانوناً للحفاظ على الهوية ابتداء ثم إرساء الصورة الصحيحة عن الإسلام.
وللقيام بهذه المهمة وتحقيق الرسالة المنشودة للمسجد، أشار د. بالحاج علي إلى أن القائمين على إدارة مسجد السلام يقيمون إفطاراً يومياً خلال شهر رمضان لتوثيق الترابط بين أبناء الجالية بعضهم بعضاً، وبينهم وبين المسجد، خاصة أجيال النشء.
وعن الأنشطة في غير رمضان أوضح مسؤول النشاط الاجتماعي أن المسجد يضم مدرسة لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم للأطفال وأبناء المسلمين في أيام العطلة الأسبوعية السبت والأحد، ويستقبل الأطفال للمبيت في العطلة.
هذا بالإضافة إلى أنشطة أسبوعية متنوعة للنساء والفتيات، وحلقة تجويد للكبار ودرس فقه يومياً بين صلاتي المغرب والعشاء، وهناك أيضاً لقاء أسبوعي ومحاضرة يوم السبت من كل أسبوع.
يشار إلى أن مسجد السلام شهد إسلام أسرة ألمانية في أول جمعة من شهر رمضان، ولقيت قصتها ولحظات إسلامهم بالمسجد تفاعلاً واسعاً في منصات التواصل الاجتماعي.
والجالية المسلمة في منطقة المسجد وبالقرب منه تتكون من أصول عربية وإسلامية متعددة، وكان هناك توازن فيما بينها، لكن غلب عليها الحضور السوري خاصة مع موجات الهجرة في السنوات الأخيرة.
المصدر: مجلة المجتمع