اسم الكتاب: مساجد في وجه النار.
اسم المؤلف: مجموعة مؤلفين.
عدد الصفحات: 472 صفحة.
الناشر: مركز الرشيد للدارسات والبحوث في العراق.
نبذة عن الكتاب:
لا يكتفي هذا الكتاب ببيان وتوثيق اعتداءات الشيعة على مساجد أهل السنة في العراق، في أعقاب تفجير سامراء في سنة 2006م، إنما يقدم صورة شاملة لتاريخ العراق، والوجود الشيعي فيه بأقسامه وأحزابه وتياراته، ونسبة السنة والشيعة على حدٍّ سواء، كما أنه يفنّد أكذوبة الأكثرية الشيعية في العراق، مبيناً أن الشيعة يشكلون 43% فقط من سكان العراق، فيما تصل نسبة السنة إلى 53% (ص25).
ويتناول المؤلفون (عمر كمال، حسين مولود، علي عبد الستار، راضي سعيد، وليد ناصر) في كتابهم الصادر عن مركز الرشيد للدارسات والبحوث في العراق، شيئاً من عقائد الشيعة، والأقوال المختلفة في نشأة التشيع، وتطور نظرية الإمامة، ليظهر للقارئ مدى بعد التشيع عن عقائد الإسلام وشريعته النقيّة.
نظرة الشيعة إلى السنة
ويخصص الكتاب الصادر في 472 صفحة أحد مباحث الباب الأول لبيان حقيقة نظرة الشيعة إلى المسلمين، ولخّصها المؤلفون فيما يلي:
ـ تكفير الصحابة الكرام، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، واتهامهم بالنفاق والردة ومخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
ـ تكفير خلفاء المسلمين وحكوماتهم، واعتبارهم طواغيت.
ـ اعتبار أن البلاد الإسلامية السنيّة دار كفر، ولم تسلم مكة المكرمة والمدينة المنورة ولا أهلها من أحكام الشيعة الظالمة هذه.
ـ الحكم بضلال قضاة السنة لارتباطهم بنظام حكم فاسد ـ كما يعتقد الشيعة ـ وبالتالي عدم جواز التقاضي إليهم.
ـ تكفير عموم أهل السنة وفرقهم وعلمائهم، ولعنهم والتبرؤ منهم، وإطلاق لفظ “النواصب” عليهم، وعلى المتدينين منهم على وجه الخصوص، والذي يعني أن صاحبه يناصب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم العداء.
ـ وجوب مخالفة أهل السنة في الأخبار وفي العقائد، وعدم جواز الصلاة خلفهم، إلاّ ما كان عن تقية يتقي بها الشيعي أهل السنة.
إن المؤلفين في هذا المبحث (ص 97 ـ 134) وكأنهم يريدون أن يقولوا للقارئ أن ما أٌقدم عليه الشيعة من حرق واعتداء على مساجد أهل السنة في العراق، إنما بُني على ما يعتقدونه تجاههم، فإن ما يعتقده الشيعة من كفر السني ونجاستهم وعدم جواز الصلاة خلفهم هو الذي أدّى إلى الاعتداء عليهم وعلى مساجدهم.
وقبل أن يدخل المؤلفون إلى صلب الموضوع المتمثل بالهجمة الشيعية الشرسة على المساجد السنيّة، والتي اتخذت من تفجير سامراء ذريعة، فإنهم يتحدثون في أحد فصول الكتاب (ص 135ـ 179) عن فرق الشيعة في العراق، ومذاهبهم وحوزاتهم ومرجعياتهم وأحزابهم، والمؤلفون مع إدراكهم للحقد الشيعي على السنة، إلاّ أنهم في بعض المواضع يحاولون إظهار أن الأذى والشر يتمثل في المرجعيات والقيادات ذوي الأصول الإيرانية أو الفارسية، في حين يكيلون المديح لقادة الشيعة من ذوي الأصول العربية كمهدي وجواد الخالصي، حيث اعتبر الكتاب أنهما أصحاب حركة إصلاحية شيعية ترفض بعض الخرافات وتحاول ـ كما تدّعي ـ نشر التوحيد (ص 177)!!.
تفجير سامراء
في 22/2/2006، استفاق العراقيون على خبر مفاده: تدمير ضريحي الهادي والعسكري في مدينة سامراء، والهادي والعسكري عند الشيعة الإمامية هما الإمامان العاشر والحادي عشر.
استغل الشيعة هذا الحادث أبشع استغلال، وعلى الفور صبّ الشيعة جام غضبهم (المصبوب أصلاً!) على السنة، وحمّلوهم المسؤولية دون تثبت، وكأن هذا التفجير جاءهم على طبق من ذهب، فهم يريدون مبرراً جديداً يضاف إلى ما سبق لإلحاق الأذى بأهل السنة، أفراداً ومؤسسات.
تحمل السنة في العراق وزر هذا الحادث، في الوقت الذي كان واضحاً للجميع أن الشيعة ليسوا بعيدين عن هذا التفجير، فمدينة سامراء مدينة سنيّة، حافظ أبناؤها على هذا المكان الذي يقدّسه الشيعة طيلة مئات من السنين، فلماذا لم يحدث هذا التفجير إلى في ظل سيطرة القوى والميليشيات الشيعية على عراق ما بعد صدام حسين!!
أما المشهد السياسي والأمني الذي سبق تفجير سامراء، فيوجزه المؤلفون بالآتي:
1ـ استمرار فشل تشكيل حكومة وطنية عراقية بعد تشدد أطراف العملية السياسية في ما بتعلق باستمرار إبراهيم الجعفري رئيساً للوزراء.
2ـ تحذير السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زادة للسياسيين من إدخال عناصر مرتبطة بالميليشيات للحكومة، وكان زادة يقصد على وجه الخصوص باقر صولاغ، وزير الداخلية الشيعي، صاحب الصيت السيء.
3 ـ انضم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو إلى قائمة المطالبين بتشكيل حكومة وطنية عراقية لا تهمين عليها جماعة دينية، في إشارة إلى الائتلاف الشيعي، المسيطر على الحكومة، والتابع لإيران، الأمر الذي جعل رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته إبراهيم الجعفري يرفض ما قاله سترو، معتبراً بأن تشكيل الحكومة أمر داخلي تقرره الأطراف السياسية العراقية.
4ـ تردٍّ أمني واضح، إذ تواصلت الاعتداءات على أهل السنة في مدينة بعقوبة، وفي حي الغزالية ببغداد، وهي التي كان ينفذها عناصر مغاوير وزارة الداخلية التابعة للوزير الشيعي صولاغ، الذي كان يواجه انتقادات متزايدة، بل واتهامات بمسؤوليته عن فرق الموت سيئة السمة التابعة للوزارة والتي تقوم بعمليات المداهمات والاغتيالات بحق العراقيين من غير الشيعة طبعاً.
5ـ تردٍّ واضح في الخدمات، إذ كانت ساعات القطع المبرمج للكهرباء في العاصمة بغداد تصل إلى عشرين ساعة في اليوم، الأمر الذي يضيف إلى فشل حكومة الجعفري الطائفية سياسياً وأمنيّاً، هو الفشل في مجال الخدمات.
6ـ إصدار شيعة العراق بياناً شديد اللهجة قبل التفجير بيومين ضد الأطراف السياسية الأخرى، ويحذرونهم في البيان من أنهم “سيقلبون المعادلة السياسية فوق رؤوس الجميع” وطلبوا من مرجعياتهم “والتدخل بقوة وحزم وبأسرع وقت للحفاظ على ثوابت المذهب، ومصالح الشيعة” (ص192) في مواجهة ما اعتبروه الهجمة متعددة الاتجاهات والأبعاد، لكي لا تعود عصور الظلم والاضطهاد كما كانت في السابق.
7 ـ شهد اليوم السابق لتفجير سامراء، اعتداء على مسجد أحباب المصطفى في المدائن، بقذائف الهاون، الأمر الذي جعل المؤلفين يرجحون أن الاعتداء على هذا المسجد السني “استعجال بتنفيذ المخطط من قبل العصابات الغادرة ببيوت الله” ص 197.
إذاً كان المشهد العراقي في الأيام السابقة لتفجير سامراء، وما تبعه من تدمير لمساجد أهل السنة يشير إلى أن الائتلاف الشيعي في موقف مأزوم في ظل تردي الوضع الأمني والخدماتي، وفي ظل الضغوط الداخلية والخارجية عليه لتشكيل حكومة غير طائفية، يكون للسنة تمثيل بها كباقي المكونات الأخرى من الشيعة والأكراد والأقليات.
أراد الشيعة في العراق الخروج من هذا الوضع بأي ثمن كان، فكان اللجوء إلى حدث بوزنٍ تفجير ضريح سامراء، فذلك سيرفع من أسهم الشيعة، ويظهرهم بوضع المستهدف المظلوم، ويخفف العبء عن حكومة الجعفري، ويوجه السهام نحو أهل السنة بوصفهم إرهابيين تكفيريين.
وما يؤكد ضلوع الشيعة بهذا التفجير، وهذه المؤامرة أيضاً أن مدينة سامراء كان مفروضاً عليها حظر التجول مدة 11 ساعة يوميّاً (من الساعة السادسة مساء حتى الخامسة صباحاً)، ولا يتحرك ليلاً (حيث تم اقتحام الضريح وتفخيخه) سوى الأمريكان وقوات وزارة الداخلية، ثم إن الضريح يخضع لحراسات مشددة من قبل قوات الداخلية، فكيف استطاع ـ مع هذا كله ـ خمسة أشخاص يلبسون ملابس مغاوير الداخلية من اقتحام الضريح وتقييد حراسه الخمسة والثلاثين، وتفخيخه ثم تفجيره في عملية استغرقت 12 ساعة… أليس من المستحيل أن يحدث هذا كله دون ضلوع أجهزة الأمن الشيعية فيه؟!
وما يزيد الأمر وضوحاً، النتائج التي تمخّض عنها التفجير، فما إن وقع حتى انطلقت عاصفة من الغضب والحقد الشيعي تجاه السنة، وتوالت الاتهامات الشيعية، من قيادتهم الدينية والسياسية، في داخل العراق وخارجه، إلى السنة ـ دون تفريق ـ محمّلين إياهم مسؤولية ما جرى.
وعلى الفور، انطلقت حملة شيعية منظمة نحو مساجد السنة وأئمتها، وبعض المؤسسات السنيّة، ويؤكد الكتاب “أن هذه الاعتداءات لم تكن عشوائية، بل العكس فقد كشفت عن وجود درجة عالية من التنظيم، وعن حقيقة أن لدى مرتكبي هذه الأعمال القدرة والإمكانية للحصول للموارد والمعدات المستخدمة بسهولة” ص215.
ومن حسينيات الشيعة في مدينة الثورة انطلقت العصابات الشيعية باتجاه المناطق السنيّة كالبلديات وشارع فلسطين والعبيدي والمشتل والمعلمين وزيونة والكرادة، وانطلقت عصابات أخرى من منطقة الشعب والشعلة باتجاه الأعظمية والغزالية الحسينية والراشدية “وكان تحرك هذه العصابات منظماً ومخططاً له وعلى مرأى ومسمع الشرطة العراقية وقوات الداخلية” ص 217.
ويؤكد المؤلفون (ص 227) أن المساجد المعتدى عليها من قبل العصابات الشيعية بلغ 168 مسجداً، أغلبها في جانب الرصافة من بغداد.
وتحدث المؤلفون بالتفصيل عمّا تعرضت له المساجد، فبعضها تعرض لحرق بالكامل، وبعضها لحرق ثم نسف، والبعض الآخر تم الاستيلاء عليه واحتلاله، فيما أغلقت بعض المساجد، وتم العبث بمحتوياتها، وتدنيسها، وأطلقت على البعض الآخر العيارات النارية وقذائف الآر. بي . جي.
وقد وضع المؤلفون قائمة مفصّلة بالمساجد التي تم الاعتداء عليها من قبل الشيعة ذاكرين نوع الاعتداء وتاريخه، وموثقين ذلك بالصور في ملحق خاص في آخر الكتاب.
ومن مساجد السنة التي تعرضت للاعتداء: ضيف الرحمن، وأحمد رؤوف في منطقة البلديات، وقباء، والجهاد، والبشير النذير، والمصطفى في منطقة الشعب، والفاروق، وسيد الشهداء، والمهند في شارع فلسطين، والخيرات، وسعيد بن زيد في منطقة الشعلة، وغير ذلك الكثير مما يندى له الجبين.
دفاع سني عن المساجد
ورافق الاعتداءات، قتل واعتداء على أئمة المساجد وحرّاسها ومرتاديها، وحاول المصلّون من أهل السنة ـ بإمكانياتهم البسيطة ـ الدفاع عن بيوت الله. تقول إحدى قصص البطولة أن اثنين من مصلِّي مسجد “البشير النذير” الواقع في شارع فلسطين، وبعد أن سمعا بالاعتداءات الشيعية على المساجد الأخرى، صعد البطلان على سطح المسجد، الذي ليس له إلاّ باب واحد، تحتهما مباشرة، وكل واحد منهما معه بندقية فيها مخزنان فقط، وفي تمام الساعة الثالثة من مساء يوم الأربعاء 22/2/2006، وهو يوم تفجير سامراء، جاءت مجموعة من عصابات الشيعة يرتدي أفرادها الثمانون ملابس سوداء. وبدأت مسيرة الدفاع عن بيت الله، وسطر هذان البطلان أروع ملحمة في الثبات لمدة ثلاث ساعات كاملة.
يقول أحد البطلين المدافعين عن المسجد: كّنا نرمي طلقة واحدة كلّما حاولوا الاقتراب من المسجد، وذلك حفاظاً على الطلقات النارية التي بحوزتنا، ثم تعاد الكرّة ثانية، وأصبنا منهم خلال المواجهات ثمانية أشخاص، ولم يستطيعوا الاقتراب من المسجد، ممّا جعلهم يطلبون منّا التفاوض، وجاء أحدهم وهو رجل دين يرتدي عمامة سوداء، وعرض علينا أن نترك المسجد لهم مقابل أن يتركونا نخرج بسلام، فرفضنا، فحاولوا الاقتراب من المسجد مرّة ثانية لكنهم لم يفلحوا.
بعد ذلك بدءوا باستخدام القنابل اليدوية وقذائف الأربي جي، وأطلقوا علينا أكثر من عشر قنابل، لكنها بحمد الله لم تنفجر، ثم نفد ما معنا من طلقات وعتاد، فاضطررنا إلى الانسحاب، فما كان منهم إلاّ أن قاموا بتفجير المسجد والعبث بمحتوياته، وحرق المصاحف.
ويؤكد المؤلفون أن مراجع الشيعة وقياداتهم وقفوا موقفاً سلبياً من جريمة إحراق وتدمير المساجد السنيّة، وفي بعض الأحيان كان يبرر بعضهم هذه الجريمة، في الوقت الذي أقاموا فيها الدنيا عندما حدث تفجير سامراء.
ثقافة الكراهية والمظلومية
ومثلما خصص المؤلفون عدداً من الصفحات في بدايات الكتاب لبيان العقائد الشيعية التي تخض على كره أهل السنة ومخالفتهم، فإنهم يخصصون فصلاً في أواخر الكتاب يتناولون فيه ثقافة الكراهية لدى الشيعة وجذورها تجاه أهل السنة، ليؤكدوا أنها ليست وليدة الأحداث الأخيرة، ولا وليدة الاحتلال، إنما لها جذور عميقة في الفكر الحركي والديني الشيعي (ص262)، وكان “للمظلومية” دور كبير في تأجيج ثقافة الكراهية، إذ دأب الشيعة على القول بأنهم شكلوا في العراق “أغلبية” مظلومة، مقابل “أقلية” ظالمة، ويعنون بها أهل السنة، الأمر الذي جعلهم يستخدمون هذه الأكذوبة لحرب أهل السنة.
والكتاب يعد بحق دائرة معلومات هامة عن واقع التشيع اليوم في العراق وعن ممارساته الطائفية بحق أهل السنة في العراق.
المصدر: موقع الراصد.