مسألة فقهية في زمن كورونا – د. أحمد الريسوني
وردني قبل قليل هذا السؤال المستعجل من إحدى الدول العربية..
السؤال:
تنفذ جمعيتنا… مجموعة من المشاريع في إطار الجهود التي تقوم بها الدولة والمجتمع المدني لمواجهة وباء كورونا المستجد وآثاره المدمرة على الانسان والمجتمع بأسره. ومن المشاريع التي تنفذها مساعدة وزارة الصحة من خلال التكفل بتوفير وجبات الاكل للإطار الطبي وشبه الطبي المرابط في المستشفيات المخصصة لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، حيث لا يخرجون من المستشفى الا بعد أسبوع كامل ويذهبون بعده الى أحد الفنادق للحجر الصحي، ويخلفهم زملاؤهم. يسألنا بعض المحسنين هل يجوز ان نتبرع لكم في هذا المشروع من زكاتنا؟ هل يجوز دفع الزكاة في مثل هذه المشاريع التي هي مساهمة في تخفيف العبء على وزارة الصحة التي تواجهها مصاريف خيالية لقطاع مهمش ويعاني نقصا فادحا في التجهيزات والمستلزمات زادها انتشار فيروس كورونا المستجد سوءا. الا يعتبر مساعدة وزارة الصحة مساهمة في حفظ الانفس التي هي من الضرورات الخمس، خاصة مع هذا الوباء وبالتالي يجوز صرف الزكاة عليها؟
الجواب:
محاصيل الزكاة لها أهلها المذكورون تحديدا وحصرا في قوله تعالى {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 60]، وفي قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: (فأعلِمْهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم؛ تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)
وإعطاء الزكاة لغير هؤلاء، هو تضييع لحقوقهم، وهم أشد احتياجا من الأطباء ومن وزارة الصحة.
ومن أراد دعم المجهودات وسد الاحتياجات لوزارة الصحة ولموظفيها، فمن غير أموال الزكاة.
والتجند وراء الحملة الإعلامية العالمية والمحلية ضد كورونا، والانفعال بها، أمر جيد، لكن لا ينبغي أن يكون على حساب الفقراء المحتاجين والمحرومين الدائمين. وقد ازدادوا حرمانا ومعاناة في هذه الظروف.
قاله د. أحمد الريسوني
(المصدر: قناة د. وصفي أبو زيد على التيليجرام)