تقارير المنتدىتقارير وإضاءات

مركز أبحاث التبادل السياسي (Policy Exchange) أحد مراكز محاربة الإسلام ودعم الصهيونية .. ما دور بن سلمان وأعوانه في التعاون معه؟

مركز أبحاث التبادل السياسي (Policy Exchange) أحد مراكز محاربة الإسلام ودعم الصهيونية .. ما دور بن سلمان وأعوانه في التعاون معه؟

(خاص بالمنتدى)

مركز أبحاث التبادل السياسي (Policy Exchange) هو أحد المراكز البحثية في بريطانيا والتي تتبنى سياسات صريحة لمعاداة الإسلام والمسلمين تحت ذريعة “الإسلام فوبيا”.

تأسس المركز في 2002 على يد مجموعة من المحافظين “الجدد” من المعجبين بسياسات مجرم الحرب “توني بلير” والمؤيدين لغزوه للعراق عام 2003.

وكان لذلك المركز دور بارز في تصعيد ثقافة التمييز والكراهية ضد المسلمين في الغرب عبر تفكيك قيم التسامح ومبادئ التعددية الثقافية في بريطانيا، والذي استهدف المسلمين بالدرجة الأولى.

وكان لدراسات المركز وأوراقه البحثية نتائج مباشرة في الواقع البريطاني أدّت لطرد عدد من أئمة المساجد هناك بدعوى “التطرف والإرهاب” وبعضهم كان متعاطفًا مع المقاومة الفلسطينية.

ومن آثار المركز القضاء على نهج التسامح البريطاني مع الإسلام والذي كان سائدًا لوقت قريب.

ومن السياسات الأصيلة للمركز أن “لا تفاوض مع الإسلاميين” ما لم يتركوا “الإسلام السياسي”!

وفي أحدث اجتماعات المركز والذي حضره رئيس الوزراء البريطاني سوناك في مايو 2024، تكلّم فيه عن الأمن القومي وأدرج منها تزايد موجة “التطرف” في بلاده.

المركز كان له دور في تبنّي الحكومة البريطانية لقانون “التجديف” ومصطلح “الإسلاموفوبيا” مؤخرًا والهادف لجعل المسلمين أكثر استهدافًا بالسياسات التمييزية.

ما علاقة بن سلمان وأعوانه مع المركز المتطرّف؟

اليوم أصبح محمد بن سلمان حليفًا قويًا للمركز وطرفًا مباشرًا في حرب الإسلام عبر ذراعه الديني محمد العيسى.

حيث برزت، مؤخرًا، في وسائل الإعلام قضية تعاون ولي العهد محمد بن سلمان وفريقه الحاكم مع مركز أبحاث التبادل السياسي (Policy Exchange)  البريطاني

وقد كثرت التقارير، في المدة الأخيرة، عن دور رئيس رابطة العالم الإسلامي “محمد بن عبد الكريم العيسى”، وهو أحد أخطر أدوات ولي العهد محمد بن سلمان لتمرير مخططاته التي وصفت بالانقلاب على هوية المجتمع السعودي، وكذلك التمرير التدريجي للتطبيع مع “إسرائيل”.

فقد استضاف المركز العيسى من أجل إلقاء محاضرة فيه.

وفي العام 2023، اجتمع رئيس لجنة البيئة بالبرلمان البريطاني “ستيفن تيمز”، في العاصمة لندن، بالأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور محمد العيسى. وتناول الاجتماع مبادرة “أديان من أجل كوكبنا” التي تقدّم آليات نوعية لرفع مستوى الوعي الدولي بحماية البيئة ومواجهة التغير المناخي.

كما ألقى العيسى محاضرة، في وزارة الخارجية البريطانية، ومحاضرة أخرى في أكاديمية وزارة الدفاع البريطانية، بحضور عدد من القيادات السياسية والدبلوماسية ونخبة من القادة العسكريين، استعرض خلالهما أهم أساليب المواجهة الفكرية لجذور الأيديولوجيا المتطرفة.

واختيار العيسى لهذه المهمة القذرة ليس مفاجئًا، فهو رجل محمد بن سلمان الأول لتمرير مخططاته الدينية.

ومحمد العيسى هو العرّاب الديني للتطبيع ابتداءً، كما لا تقتصر مهمته على الترويج له ومحاولة شرعنته، بل تتعداه لفتح الباب على مصراعيه لتسلل الإسرائيليين لبلاد الحرمين والتغلغل فيها عبر أكثر من محور.

فالعيسى له ارتباط وثيق مع 2 من أخطر القادة الصهيونيين، وهما جيسون غوبرمان وزوجته إيرينا تسوكرمان.

غوبرمان مؤسس “ديارنا” الصهيونية، التي تسعى لإحياء الآثار اليهودية في المنطقة، وخصوصًا بلاد الحرمين والتي “تتّسع لها حدقات العيون” بوصف غوبرمان.

أما زوجته تسوكرمان فهي مستشارة العيسى في مسار التطبيع كما انها قريبة من نتنياهو!!

ولجهود العيسى في خدمة الصـهينة فقد وصفه إعلامهم بـ “الإمام الصـهيوني”

كما تم تكريمه في يونيو 2020 من قبل المبعوث الأمريكي الخاص لمراقبة ومحاربة معاداة السامية، إلان كار، بمنحه جائزة محاربة معاداة السامية “لرؤيته المميزة لبدء فصل جديد”.

أقام العيسى في 2021 شراكة استراتيجية مع واحد من أشد أعداء الإسلام، عبر توقيع اتفاق شراكة استثنائية بين رابطة العالم الإسلامي ومعهد “توني بلير” للتغيير العالمي، لتدريب 100 ألف شاب و”تصحيح المفاهيم حول التنوع الديني والثقافي”.

وبلير هو الذي ساهم بقتل ملايين المسلمين، ووصف ما أسماه “الإسلام الراديكالي” بأنه الخطر الأمني الأول على أوروبا.

وعداوة العيسى للدين الإسلامي قديمة وأصيلة، ولا تقل عن معاداة الغرب والصـهينة أنفسهم.

ويبدو أن مشاركته في ندوة لندن هي تأكيد ولاء ابن سلمان للغرب واطروحاته التي تحاول تشويه الإسلام وحرف مبادئه بتصدير نسخة “الإسلام الغربي” مستفيدًا من تأثير بلاد الحرمين الروحي وإمكانات نظام بن سلمان.

وقد تواطؤ العيسي ضد قضايا المسلمين فقط عبر بلورة ما يسمى “وثيقة مكة.

وتحوي تلك الوثيقة – التي تشبه إلى حد كبير وثيقة المقاطعة للنبي ﷺ ومن معه قبل الهجرة في مكة – 29 بندًا، وقد عقدت في واشنطن في نوفمبر 2019، وزعموا توقيعها بموافقة 1200 مفتٍ، لا تنسى أن هيئة كبار العلماء في بلدنا تحوي قرابة 300 شخص.

كما زعموا أنها تؤكد كليات الإسلام الخمس (حفظ الدين والنسل والعقل والمال والعرض)، لكن نتائجها جاءت فقط لتدمير أهل الإسلام وتمكين غيره من الملل!

كان من نتائج تلك الشيطنة للإسلام الذي ليس على مزاج بن سلمان والعيسى أن قامت بريطانيا بالتضييق على المسلمين عبر ما يعرف ببرنامج المنع (Prevent) والذي يسِم المسلمين بالإرهاب حتى دون استخدام القوة أو الحث عليها.

وقامت وزيرة الداخلية المُقالة “سويلا برافرمان” بدعم “ويليام شوكروس” المكلف بالتعديل على البرنامج واعتماد كل التعديلات رغم اعتراض لجان الحقوق والجمعيات العامة في بريطانيا على شخصه وتوجهاته المعادية للإسلام تحديدًا.

مما يدلّل على انحياز برنامج المنع، أن إلياس ناجدي، مدير العدالة العرقية في منظمة العفو الدولية ذكر أن المراجعة كانت “مليئة بالأخطاء والتفكير المتحيز الواضح ضد المسلمين”.

وقالت روث إيرليش، رئيسة السياسات والحملات في “ليبرتي”؛ إن قبول الحكومة لتوصيات شوكروس قد أظهر أنها “ليست ملتزمة بالتواصل بشكل هادف مع المجتمعات الإسلامية، بل تستهدفها بشكل أكبر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى