مقالات

مرايا.. أغيثوا العراق.. أهل السنة يبادون! “1-2”

بقلم عبدالله الملحم

كم يجب أن يموت من الأبرياء في العراق ليتحرك العالم لنجدتهم، ليوقف حمامات الدم التي تجري أنهاراً، ليحمي ماتبقى من المدنيين العزل، الذين لا ذنب لهم إلا أنهم “سُنَّة” وأسماء بعضهم أبو بكر وعمر وعثمان، وليس حسين وعلي وكاظم وحيدر كما هي أسماء قتلتهم؟! المقاطع المسربة لما يجري هناك تكشف عن فظائع وشنائع لا يمكن تصديقها، لولا توثيق القتلة لجرائمهم بعدسات هواتفهم المحمولة، هل رأيتم مقاتل الحشد الشعبي الذي يهوي على مدني مكبل اليدين، في حوض سيارة نقل، فيقطع أذنه بسكين حتى يبترها، ويعرضها للكاميرا بكل مباهاة وعدم اكتراث ؟! هذا ماوثقته ثوان معدودة لمقطع قصير، تداوله الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، ولو كان أطول قليلاً لرأينا ماتقشعر له الأبدان من ضروب الوحشية والبشاعة، هل رأيتم مقاتلي الحشد الذين يحملون رؤوساً مفصولة عن أجسادها ويستمتعون بحملها ؟! هل رأيتم استمتاعهم وهم ينتشون فرحاً بحرق المدنيين أحياء حتى تتفحم أجسادهم ؟! هل رأيتم مقطع المزارعين المكبلين الذين يتبارى غير واحد من مقاتلي الحشد على رميهم بوابل رصاص حتى يلفظوا أنفاسهم ؟! من رأى هذا كله فقد فاته ماهو أبشع مما لم يوثق ولم نره!

ما يحدث في العراق قتل على الهوية، يطال أهل السنة في المقدادية وديالى، نحرٌ وجزٌ للرؤوس، مجازر وسفك للدماء، قتل عشوائي، وحرق للأجساد، وتحريق للمساجد وتدميرها، ونهب للبيوت والمتاجر والممتلكات، وتهجير للأهالي بغية تفريغ المدينة من سكانها، وتغيير تركيبتها السكانية، بإحلال الروافض مكانهم، حتى كتابة السطور نحو عشرة مساجد تابعة للوقف السني حُرِّقت وهُدِّمت، على أيدي ميليشيات الحشد الشعبي الإرهابية المشكلة بفتوى علي السيستاني، التي باركتها وأضفت الشرعية عليها، بمزاعم “الجهاد الكفائي” أي القتل بغطاء قدسي، يشرعن للقتلة إراقة الدماء!

ردة الفعل الرسمية للحكومات العربية والإسلامية ضعيفة جداً، لا ترقى لسخونة الوضع المتفجر في العراق، ترى أين مجلس التعاون الخليجي، لماذا لا ينعقد لوقف مجازر وإبادة أهل السنة في المقدادية وديالى، لماذا لا تعلق دول المجلس مشاركتها في التحالف الدولي على الإرهاب، مادام الإرهاب الشيعي مسكوتاً عنه، أين جامعة الدول العربية، لماذا لا تتحرك لإيقاف هذه المجازر ؟! إذا كانت تنتظر الانعقاد بطلب حيدر العبادي فالعبادي لن يحرك ساكناً، لأن القتلة هم حشده الشعبي، الذي طالما دافع عنهم ولا يزال، أين مؤتمر القمة الإسلامي الذي يضم ملوك وأمراء ورؤساء وحكومات الدول الإسلامية، أم إنه ينتظر الانعقاد بطلب إيران التي تقتل مليشياتها أهل السنة في العراق وسوريا، لماذا لا يتحرك مؤتمر القمة لوقف الإجرام الإيراني في حق الأمة الإسلامية ؟.

المصدر: موقع الراية.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى