مقالاتمقالات المنتدى

مراجعات فكرية منهجية واجبة

مراجعات فكرية منهجية واجبة

 

بقلم د. محمد يسري إبراهيم (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وبعد
‬⁩فبالنظر إلى ثوابت الإسلام ومحكماته القطعية في العقيدة والشريعة وحقائق التاريخ والحضارة، وبالنظر إلى الكيد المنظم للإسلام وأهله؛ فإن كثيرا من المنتسبين إلى الإسلام اليوم بحاجة التثقيف والتوعية من جهة، ومراجعة الأفكار والتوجهات العملية في ضوء تلك المحكمات من جهة أخرى!

فمن تلك الأصول: الاعتقاد الراسخ بأن الدين الحق هو الإسلام، وأن من بلغه على وجهه وسمع به فمات على غيره، فلا حظ له في الآخرة، وهو في النار خالدا فيها.
‏وكل من خالف هذا الأصل القطعي المجمع عليه فقد ضل سواء السبيل!

ومنها: تحريم عقد الولاء على تحزبات جاهلية، أو قوميات عنصرية، أو تعصبات لمصلحة طائفية!
‏إذ المسلمون أمة واحدة، يجمعها ولاء إيماني واحد، “إنما المؤمنون إخوة”
‏والروابط النسبية والوطنية والدعوية مرعية في حدودها التي لا تحل حراما ولا تحرم حلالا ولا تتقدم على رابطة الأخوة الإيمانية.

ومن ذلك أيضا: الاعتقاد الراسخ بأن سبيل الأمة في الخروج من أزمتها الراهنة هو: التزامها كتاب ربها وسنة نبيها ﷺ تحقيقا لواجب العبودية اتباعا، وقيامها بواجب عمارة الأرض إبداعًا.
‏والدعوة إلى التجديد والاجتهاد من أهله وفي محله، استمساكا بالثوابت، وتجديدا في الوسائل والأساليب، دون تفريط أو تميع.

وتأكيد أن العقل حجة تابعة للوحي، وأن من اتسع علمه بالمنقول قلت حاجته لمحض الرأي والقياس، وكل رأي صدر بالمخالفة للحجة النقلية الثابتة او الإجماع فلا عبرة به، وزلات العلماء سلفا وخلفا لا يتابعون عليها، ولا يأثمون بسببها إذا بذلوا وسعهم ونصحوا لأمتهم.
‏فلا عصمة لمجتهد أخطأ ولا تأثيم!
وفي ضوء ما سبق فإن كثيرا من ركام الكتابات النظرية والمواقف العملية اليوم في مجالات شرعية ودعوية وعلمية وعملية وسياسية تخالف تلك الثوابت وتناقض تلك المحكمات!
وكما يأسف المسلم لوقوع تلك الانحرافات بسبب جهل كثير من المسلمين، فإن الأسف يكون أشد والبلاء أعم حين تصدر تلك المخالفات ممن يرجى منه التصحيح لمن أخطأ والتصويب لمن انحرف!
وهو ما يؤكد مرة أخرى ضرورة المراجعة وضبط المسار ليفضي بأهل الاسلام إلى مقاصده من العز والتمكين وإقامة الدين، وليس إلى نقيض ذلك!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى