مقالاتمقالات المنتدى

مراتب صيام عاشوراء

مراتب صيام عاشوراء

 

بقلم أ. د. كامل صبحي صلاح “أستاذ الفقه وأصوله” (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:

إنّ صيام يوم عاشوراء يكون على مراتب ثلاث:

1ـ أن يصوم عاشوراء ويوماً قبله ويوماً بعده، وهذا أفضل المراتب.

2ـ أن يصوم عاشوراء ويوماً قبله أو يوماً بعده، لمخالفة المشركين.

3ـ أن يصوم يوم عاشوراء وحده.

والدليل على ذلك ما يلي: ففي الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«صُومُوا يومَ عاشوراءَ، وخالفُوا فيهَ اليهودَ، صومُوا قبلَه يومًا، وبعدَهُ يومًا». «السيوطي، الجامع الصغير، (٥٠٥٠)، صحيح».

وفي رواية عن عبد الله بن عباس: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:«صوموا يومَ عاشوراءَ وخالفوا فيهِ اليهودَ وصوموا قَبلَهُ يومًا أو بعدَه يومًا».

«أخرجه أحمد (٢١٥٤) واللفظ له، والبزار (٥٢٣٨)، وابن خزيمة (٢٠٩٥)، أحمد شاكر، مسند أحمد (٤‏/٢١)، إسناده حسن».

وفي الحديث عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ لَأَصُومَنَّ التّاسِعَ. وفي رِوايَةِ أَبِي بَكْرٍ: قالَ: يَعْنِي يَومَ عاشُوراءَ» «صحيح مسلم، (١١٣٤)».

وفي الحديث عن أبي قتادة رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم:«صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله». «رواه مسلم، (1976)».

وقال الإمام ابن القيم الجوزية:(فمراتب صومه ‏ثلاثة: أكملها: أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه ‏أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم. وأما إفراد التاسع، فمن نقص ‏فهم الآثار، وعدم تتبع ألفاظها وطرقها، وهو بعيد من اللغة والشرع، والله الموفق للصواب) «زاد ‏المعاد، لابن القيم الجوزية، ( 2/75)».

وقد ذكر هذه المراتب الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري، حيث قال:«…وَعَلَى هَذَا فَصِيَامُ عَاشُورَاءَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاتِبَ أَدْنَاهَا أَنْ يُصَامَ وَحْدَهُ وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ مَعَهُ وَفَوْقَهُ أَنْ يُصَامَ التَّاسِعُ وَالْحَادِي عَشَرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ…». «فتح الباري، لابن حجر العسقلاني، قوله باب صيام يوم عاشوراء، (4/246)».

والله تعالى أعلى وأعلم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى