مقالاتمقالات المنتدى

مختصرات في المشاريع والتيارات( السياسية الفكرية) التاريخية والمعاصرة (٣)

مختصرات في المشاريع والتيارات( السياسية الفكرية) التاريخية والمعاصرة (٣)

بقلم الشيخ: حسن الدغيم (خاص بالمنتدى)

ميلاد التشيع الباطني (العلويون)

– العلوية كعادة الحركات الشيعية التي نشأت على ضفاف “مظلومية أهل البيت” ومتزامنة مع عزلة سياسية وبعد عن تنقيح الروايات، ذر في أوساط هذه الطائفة بدع وتهويلات لا حصر لها يتناقلها أفراد قلائل بعيداً عن ميزان الجرح والتعديل والنقد تنسب لمؤسسيهم ومنهم:
– أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍) عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) والإمام (المفترض الثاني عشر).
– زعم أنه الباب إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارث علمه، والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي.
– يقال إن ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية وقال إن في علي جزءاً إلهياً
-يتصف المذهب العلوي عموماً بالغموض والسرية، ونجد المذهب العلوي يرتبط بمنطقة جبل العلويين في الساحل السوري ولا يعمل رجال دينه على نشر المذهب والتبشير به.
– يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الدين العلوي خاصاً بهم. وعندما يبلغ الصبيان سن الحلم يدلونهم على العقيدة العلوية ويترك الخيار لهم بالالتزام وكذلك لا يسلم التعليم الديني للنساء
– جعل العلويون (النصيرية) علياً جزءاً من الإله وقالوا بأن ظهوره الروحاني بالجسد الجسماني الفاني كظهور جبريل في صورة بعض الأشخاص ويعتقد بعضهم أن علياً يسكن السحاب بعد تخلصه من الجسد الذي كان يقيده
-ويقول بعضهم بالتقمص وهي تعني أن الإنسان يعيش مرات متتالية مختلفة يختبر فيها مختلف الظروف من الغنى والفقر والقوة والعجز والإسلام والمسيحية وغيرها
-ويقولون بالظاهر والباطن: يعتقد العلويون أن للأمور ظاهر وباطن وأن روح العبادات مختلف عن كونها حركات فيزيائية ينفذها الإنسان بعناية وتكرار، ويعتقدون أن بواطن الأمور تورث من الأئمة المعصومين حسب قولهم ويردها الله لمن يشاء من عباده المصطفين بالبصيرة والعقل …
-لا يظهر عليهم أنهم يصلون ويصومون أو يحجون ولايظهر عليهم الالتزام بتقاليد دينية في حياتهم الاجتماعية
-ظهرت فتاوى من علماء مسلمين سنة على أن العلوين لايعاملون معاملة المسلمين في الزواج والطعام والتوارث بل وحتى خدمتهم بالجندية والجيش ، وأنهم استمدوا معتقداتهم من الوثنية والفلاسفة والنصرانية، ونقلوا فكرة التناسخ والحلول عن المعتقدات الهندية والآسيوية الشرقية، وكذلك يقول علماء الشيعة الجعفرية بكفرهم لسبب يتعلق بالسردية الشيعية للأئمة المعصومين حسب مذهبهم

-ومعنى قولنا الباطنية هو الاعتقاد بالظاهر والباطن، وتأويل نصوص الشريعة تأويلا باطناً يتوافق مع معتقدات مزعومة يزعم الباطنيون أنهم اختصوا بها وبمعرفتها دون سواهم وانتشر هذا القول عند كثير من الفرق تجتمع على القول بأن لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل، وإن الظاهر بمنزلة القشرة والباطن بمنزلة اللب،

– صدرت فتوى من حسن مهدي الشيرازي وبمساعي من موسى الصدر بعد جولات وزيارات على مناطق سكنى العلويين ومراجعهم ، أبان انقلاب حافظ الأسد من ١٩٦٧-١٩٧٣ وتمكنه من الحكم العسكري لسوريا ، حينها اعتبرت الفتوى أن العلويون هم من المسلمين الشيعة الجعفرية ، وأشار الكثير من الباحثين أن هناك رفضاً شيعياً وعلوياً لهذه الفتوى لاعتبار من كل طرف
من طرف الشيعية أن النصيرية عندهم من الكفار لأنهم لايؤمنون ب(الإمام الثاني عشر صاحب الزمان ) وأن محمد بن نصير قطع سلسلة الأئمة للمعصومين

ومن طرف النصيرية : أن مذهبهم مذهب باطني عرفاني لايجوز إعلانه والدعوة إليه كمذهب الشيعة الظاهري ويعتبرون إعلان المذهب من النفاق والرياء وخلاف الإيمان

ومع ذلك مررت الفتوى بشكل سياسي لترويج وتمكين انقلاب حافظ الأسد لتجاوز المادة الدستورية التي تنص على أن رئيس دين الدولة يجب أن يكون الإسلام ، وبفتوى الصدر تم تمرير هذا الأمر

– يرفض كثير من المثقفين العلويين ولاسيما من يعيش في أوربا كثير من الأحكام والانطباعات عن الطائفة العلوية تاريخياً ودينياً ويدعون إلى إعلان تصحيح هوياتي وفكري ولايعتبرون أنفيهم لاسنة ولاشيعة وإنما لهم مذهبهم “العرفاني التفسيري” الخاص وأصدروا مقالات ووثائق منها وثيقة( الابتدار العلوي ) التي سنتحدث عنها في المختصرات القادمة إن شاء الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى