محمد الغزالي.. الرجل القرآني

في ذكرى ميلاده

تعريف بتراثه الغني

بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)

“يا حسرتاه على عزلة العلم ووحشة العلماء في الأعصار الأخيرة، إنهم في حياتهم يحيون قليلي الأتباع لاهثي الأنفاس. فإذا انقضوا لم تلق كتبهم من ينشرها إلا في أضيق نطاق. إن العلماء المبرزين كثر في تاريخنا، لكن أسمائهم تخفى عن عمد أو عن ذهول ثم تتبعهم آثارهم على مهل أو على عجل. وما أحسب أمة أهدرت تراثها وأرخصت رجالها كمسلمي القرون الأخيرة، فلا جرم أنهم يحصدون اليوم عقبى ما فرطوا واستهانوا“

هكذا كتب شيخنا الغزالي رحمه الله منذ أكثر من ستين عاما، ويكأنه ينعي نفسه وجهاده وثمرات فكره التي اعتصرها اعتصارا من أجل أن يقدم لأمته الطريق نحو التقدم نحو الإسلام من جديد لتنهض أمة طالت كبوتها، ثم تهملها الأمة إهمالا كبيرا، مثله في ذلك مثل كثيرين غيره من مفكري الأمة الكبار.

هذا المقال في ذكرى ميلاد الغزالي (5 ذو الحجة 1335 هـ / 22 سبتمبر 1917م) هو اعتراف بالتقصير الشديد تجاه رائد الصحوة الإسلامية الحديثة وعلم من أعلام الدعوة والجهاد في سبيل بعث الأمة من جديد، فلم تقدر الأمة الغزالي حق قدره حتى اليوم، فمثل الغزالي لو وجد في بلاد غير بلاد المسلمين لخصصت له مراكز لدراسة كتبه وأعماله، وتخصص كثير من الباحثين في هذا الفكر تعرف به وتقربه للناس بمختلف مستوياتهم وتستفيد من سلاسة أسلوبه في الكتابة أو الخطابة لتجذب الأجيال الجديدة من المسلمين إلى دينهم وتحفظهم من التيارات الملحدة والمادية العاتية التي تهجم عليهم ليل نهار.

إن محمد الغزالي كنز حقيقي من كنوز هذه الأمة في القرن الماضي، انتفع به وغرف من معينه واغتنى من ثراء فكره وإخلاص قلبه وجهاده الصادق مئات الألوف من المسلمين الذي تتلمذوا على يديه أو استمعوا لدروسه وخطبه ولقاءته العامة أو قرأوا كتبه؛ ودوره الذي لا ينسى في جزائر العروبة وما أسسه من أجيال حملت لواء الدعوة من بعده مثال واحد من جهاده الكبير.

وما زال هذا الكنز ثريا بالجواهر واللآلئ التي يمكن أن تنقذ أجيال كثيرة لو وجدت من يتبناها ويستثمرها الاستثمار الأمثل. فقد قدم الغزالي للأمة عشرات المؤلفات بخلاف المقالات واللقاءات والمحاضرات والمنتديات والمؤتمرات التي صال فيها وجال ينافح عن الإسلام ويقدمه غضا طريا.

ونحن إن أردنا أن نلخص حياة إمامنا الغزالي، ونقف على سر وسبب هذا القبول الذي تلقاه مؤلفاته والتقدير الذي يترافق مع اسمه، لقلنا إنه عطاء القرآن الكريم. فقد كان القرآن الكريم رفيق دربه طيلة رحلته الإيمانية العلمية العملية المباركة. فقد حفظه صغيرا، واجتهد في فهمه والوقوف عند أسرار تشريعه ومقاصد أحكامه، والمصالح المترتبة على أتباعه العمل به من الفرد إلى الجماعة والإنسانية بأسرها. فقد أعطى القرآن للغزالي معنى إنسان الواجب والرسالة، فصيره رجل القرآن بامتياز، فكان عالما ربانيا وفقيها راسخ القدم وبانيا منشئا من كبار رجال الإسلام في النصف الثاني من القرن العشرين.

فقد تمحورت حياة عالمنا الجليل حول القرآن علما وعملا وجهادا، فكان قرآني الوجهة، وأعطاه القرآن المجيد قوة الواجب الرسالي التي وهبها الله لورثة الأنبياء والرسل من العلماء، فحمل رسالته يدعو إليها ويبلغها في مشارق الأرض ومغاربها، عارفا بزمانه وما فيه من عقائد ضالة وأهواء مضلة ومزالق أقدام

إن في كتب الغزالي في العقيدة والسيرة والقرآن المجيد معين غني لمن يريد ابتكار مناهج في تعلم التوحيد وفي تربية الناشئة على السيرة النبوية المشرفة، وفي تعليمهم خطر الصهيونية على الأمة وفي تربية المرأة وأدوارها المختلفة. ولو تتبعنا مؤلفات الغزالي ومشروعه الفكري كله لوجدناه يتمحور حول إعادة بعث الإنسان المسلم بالقرآن، فهو منذ التحق بجماعة الإخوان وحتى توفاه الله تعالى على مدى ما يقارب من خمسين عاما أو يزيد وهو يجهر بالدعوة لإعادة بناء المسلم بالقرآن المجيد وتربيته على غرار تربية النبي صلى الله عليهم وسلم لأصحابه لإخراج الإنسان المسلم وجهه لله رب العالمين الشاهد على العالمين.

فالإنسان المسلم كما يقول الغزالي هو “حجر الزاوية في البناء الإسلامي كله، والانطلاق الإسلامي كان وراءه القرآن الكريم، وهذا سر نجاحه الذي جعله خلال القرن الأول يمتد في العالم المعروف آنذاك كله، وعندما تقلصت التربية القرآنية انتهت الأمة إلى ما نحن عليه من حال بئيس، إعادة بناء الإنسان المسلم لن تكون إلا بالعودة إلى القرآن المجيد ليكون هو محور حياتنا لنبني الإنسان المسلم؛ رجلا كان أو امرأة، الذي لا يخلو ضميره من الله ما دام له قلب نابض بالحياة…

الإنسان المسلم يستيقظ مع الفجر بين يدي الله طالبا هداه راجيا جداه قبل أن ينطلق كالسهم في ميدان الحياة كادحا كاسبا وهو يعود مرة أخرى قبل أن يأوي إلى فراشه ويستعد للمنام لا بد أن يصلي العشاء خاتما بهذه الصلاة خمسة أوقات وقفته بين يدي ربه حينا بعد حين. الإنسان المسلم رجل تعلم من دينه صواب النظرة إلى الأمور، فهو يحسن الحسن ويقبح القبيح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. الإنسان المسلم يتحرى مرضاة الله فيما يفعل ويترك. الإنسان المسلم لا يعبد هذه الحياة أو يراها الوجود كله أزله وأبده، لا إنها فترة يجتازها الأحياء ليمتحنوا خلالها: أينسون ربهم أم يذكرونه؟ أيحقرون دينهم أم يوقرونه؟ الإنسان المسلم يتعرف على آيات الله في كونه العجيب، ويحتفي بالعلم الذي يشرح دقائقها وقوانينها، ويحترم منطق الحياة الذي يصف وسائل النجاح والفشل“.

تعريف موجز بكتب الغزالي

في كتابه الأول الإسلام والأوضاع الاقتصادية قدم الغزالي الإسلام صافيا في مواجهة الفلسفات المادية التي كانت ترتع في بلادنا رابطا بذكاء المؤمن بين الفقر والإفقار والجوع وتردي أحوال أي مجتمع، فالدين يحتاج مجتمعات قوية عفية يتمتع أبنائها بالكرامة والحقوق يمتاز هلها بالتضامن والتكاتف، ثم عاد في كتابه الإسلام والمناهج الاشتراكية ليشن حملة ضارية على الشيوعية المادية موضحا من خلاله نظام الإسلام الذي يغني عن الشيوعية وكل حيلها لسلب دين الناس عبر الأفكار المضللة.

وفي كتابه الإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين شن حملة جديدة على الرأسمالية والشيوعية أبان من خلالها أن الظلم الواقع على الشعوب بسبب هذه المذاهب الظالمة وأنظمة الحكم التي تتجذر بها، ثم جاء كتابه الإسلام والاستبداد السياسي ليعري الاستبداد السياسي بعد تعرية الاستبداد والفساد الاقتصادي، فإذا كان الفساد الاقتصادي يورث الفقر والفاقة فإن الاستبداد السياسي يهدم كيان الإنسان المعنوي ويقتل روحه، محذرا من خطره الماحق على الأمة، ثم كان كتبه من هنا نعلم سجالا مع الأستاذ خالد محمد خالد في كتابه من هنا نبدأ الذي أنكر فيه الجانب السياسي في الإسلام.

ثمكانكتابهتأملات في الدين والحياة الذي عالج فيه بعض الموضوعات التي تمس حياة المسلم وبث فيه بعض جوانب شخصيته وبعض المظالم التي رآها وأسبابها، ثم صدر كتابه عقيدة المسلم الذي شرح فيه عقيدة التوحيد بسلاسة كبيرة من خلال نصوص الكتاب والسنة، ثم أتبعه بكتابه الماتع خلق المسلم الذي يجب أن يكون مع أخيه عقيدة المسلم في كل بيت مسلم، والذي شرح فيه خلق المسلم الحق بقلم رشيق من خلال القرآن والسنة المشرفة، ثم عاد في كتابه التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام لينافح عن الإسلام ضد من يرمونه بالاتهامات الظالمة في مقارنة تاريخية كاشفة مع المسيحية التي حرفها أتباعها.

وكانكتابهفقه السيرة لونا جديدا من الكتابة في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي كتبه في الروضة الشريفة في المسجد النبوي فرسم صورة صادقة لسيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لا يستطيع قارئه أن يتركه قبل أن يأتي على آخره من صدق كل كلمة فيه وحرارتها. ثم جاء كتابه في موكب الدعوة ليعري كثيرا من عيوب أبناء وتقصيرهم في حق الإسلام، ثم كان كتابه ظلام من الغرب الذي رد فيه على بعض المثقفين الذين قدموا لنا الغرب باعتباره الشمس التي سيضئ ظلام حياتنا فعرى كثيرا من مقولاتهم المتهافتة بقلمه الجريء.

ثمجاءكتابهجدد حياتك الذي كتبه متتبعا خطى كتاب اشتهر في عصره لكاتب أوروبي هو ديل كارنيجي “دع القلق وأبدأ الحياة“، مستمدا مادته من القرآن والسنة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يعلم المسلمون قيمة ما لديهم من وحي يكفيهم وزيادة في مجابهة أهوال الحياة ومصاعبها والتغلب عليها، وفي كتابه من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث يتوقف الغزالي عند بعض محطات العمل الدعوي وينقدها نقد المحب الناصح، ويحذر من مخاطر الصهيونية على الأمة، ثم تلا ذلك كتابه كيف نفهم الإسلام الذي ناقش فيه جملة من القضايا والمعارف الإسلامية التي أصابها طول العهد بالجمود معرفا بالإسلام ومتحدثا عن بعض مساوئ التعليم الديني وفي نهايته كتب مقالا يحق أن يقرأه كل شاب مسلم وفتاة مسلم بعنوان لماذا أنا مسلم؟

ثمعادفيكتابهالاستعمار أحقاد وأطماع لكشف ما فعله الاستعمار ببلادنا في كافة المجالات ثم جاء كتابه نظرات في القرآن باكورة كتبه المخصصة للقرآن المجيد ليبين حبه لكتاب الله ويعلن أن منه وحده تقوم الأمة من رقدتها متناولا بعض القضايا في التعامل معه، ثم كان كتابه الكبير مع الله دراسات في الدعوة والدعاة الذي يتحدث عن وسائل الدعوة ونماذجها وهو كتاب لم يأخذ حقه من التدارس بين الدعاة على الرغم مما فيه من ملاحظات ثاقبة وأفكار نيرة تنير طريق الدعاة إلى الله، ثم جاء كتابه معركة المصحف في العالم الإسلامي الذي خصصه للدفاع عن القرآن ضد مهاجميه والرد على كافة شبهاتهم التي حاولت أن تجعل منه كتابا للموتى.

ثم كان كتابه كفاح دين استمرار لنفس سلسلة كشف عورات الاستعمار وأعوانه في مجتمعاتنا المسلمة رابطا بين العروبة والإسلام وتعانقهما اللازم لنهوض الأمة، وهو الذي كان يعرف نفسه دائما: إنا إنسان مصري عربني الإسلام، ثم كان كتابه الإسلام والطاقات المعطلة الذي شن فيه حربا على الكسل وسوء استغلال موارد الأمة المادية والمعنوية وفساد التدين المغشوش وآثاره الكارثية على الأمة، ثم أتبعه بكتابه حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة ليؤكد أن الإسلام هو منبع كرامة الإنسان في كل مكان وزمان.

ثمجاءكتابههذا ديننا عودة لقضايا العقيدة والعبادة يبسطها لعامة المسلمين وشبابهم في أسلوب سهل مبسط قدم من خلاله حقائق الإسلام لكل راغب في الحياة السعيدة، ثم عاد في كتابه حقيقية القومية العربية وأسطورة البعث العربي ليكشف المحاولات المسمومة لتلويث الإسلام وتزوير حقيقة العروبة لصالح مجموعة من الملحدين والمستبدين، ثم كان كتابه الجانب العاطفي من الإسلام ليجلي صفحة ناصعة من تاريخ هذا الدين، هي صفحة التصوف الملتزم بالشرع فقدم لنا بحثا في السلوك والتصوف قل نظيره، ثم عاد من جديد في كتابه دفاع عن العقيدة والشرية ضد مطاعن المستشرقين ليرد على المستشرق المجري جولدتسهير في كتابه العقيدة والشريعة الذي امتلأ بالطعن على الإسلام.

ثم صدر كتابه ركائز الإيمان بين العقل والقلب ليخدم الثقافة الإسلامية من خلال تقديم حقائق الإيمان في ضوء العصر وعلومه، ثم عاد في كتابه حصاد الغرور لقضية الأمة في فلسطين ليبين أسباب هزيمة الأمة أمام العدو الصهيوني ويرسم معالم الطريق نحو النصر عليهم واسترداد مقدساتنا، ثم نراه في كتابه الإسلام في وجه الزحف الأحمر يعيد شن الحرب على الشيوعية التي تهاجم الدين بعد أن صارت لها حكومات في بلادنا، ثم تبعه بكتابه قذائف الحق الذي أعاد فيه فضح عملاء الداخل والاستعمار الخارجي في سعيهم لتخريب مجتمعاتنا المسلمة.

ثمكانكتابهالدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر الذي قدم فيه خلاة لأحوال الأمة هي تستقبل قرنا جديدا وما يجب عليها لتدارك ما فاتها وتستعيد عافيتها وصلتها بربها وتحقق شهودها الحضاري، ثم كان كتابه الماتع فن الذكر والدعاء عند خاتم النبيين الذي يجعلك تعيش مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومه وليلته وهو يناجي ربه فلا يغفل عنه طرفة عين، ويعرض أدعيته صلى الله عليه وسلم عرضا جميلا. وفي كتابه دستور الوحدة الثقافية بين المسلمين يشرح الغزالي الأصول العشرين للإمام حسن البنا ويضيف عليها عشرة مبادئ أخرى يراها لازمة لأي نهضة إسلامية جديدة، وفي كتبه الصغير واقع العالم الإسلامي في مطالع القرن الخامس عشر يلمس بعض الجوانب الخطرة التي ينفذ منها أعداء الإسلام لهدم الدين خاصة الاستبداد والفساد الإداري وامتهان حرية الرأي، وفي كتابه مشكلات في طريق الحياة الإسلامية الذي افتتحت به سلسلة كتاب الأمة في قطر يتناول شيخنا الراحل بقلمه الحزين بعض أسباب تقهقر المسلمين وفقه الدعوة المطلوب.

ويعودفيكتابههموم داعية ليبث بعض هموم الدعوة كما عايشها ورآها وكيف يمكن التغلب عليها، وفي كتابه مائة سؤال عن الإسلام يجي على مائة سؤال حول نواحي الإسلام المختلفة بقلم الأديب وعقل الفقيه وبصيرة الداعية المهموم بهموم أمته، وفي كتابه علل وأدوية يتناول كثير من العلل التي تعاني منها الأمة وكيف تتداوى منها بدواء الإسلام، وفي كتابه مستقبل الإسلام خارج ارضه يتناول بعقل الفقيه الواعي لزمانه بعض هموم ملمي الغرب  وكيف ندعو الناس هناك، وفي كتابه سر تأخر العرب والمسلمين يعود لتناول بعض مشكلات الحياة الإسلامية التي تعوق فعل النهضة في أمتنا، وفي كتابه الطريق من هنا يشير الغزالي للعديد من الصور التي تبين البون الشاسع بين الإسلام والمسلمين وكيف نعالجها، وفي كتابه جهاد الدعوة بين عجز الداخل وكيد الخارج يقدم مرافعة رائعة عن الجهاد في الإسلام.

وفيكتابهالحق المر بأجزائه المختلفة تناول الغزالي قضايا الساعة للأمة حتى وفاته في كلمات قليلة ومعان غزيرة، ثم صدر كتابه الغزو الثقافي يمتد في فراغنا محذرا من هذا الخطر وما يعنيه من ضياع شخصية المسلم القرآنية، وفي كتابه المحاور الخمسة للقرآن الكريم يتناول الغزالي محاور القرآن ممثلة في: الله الواحد، والكون الدال على خالقه، القصص القرآني، والبعث والجزاء، ثم ميدان التربية والتشريع، ثم جاء كتابه المثير للجدل السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث إنصافا للسنة النبوية من جرأة القاصرين وغلو الغالين، ثم أتبعه بكتابه قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة ليعيد للمرأة المسلمة مكانتها التي سلبتها منها التقاليد الراكدة والوافدة مناقشا الكثير من القضايا التي كانت وما زالت تشغل المرأة المسلمة.

ثمكانكتابهالهامتراثنا الفكري في ميزان الشرع والعقل محاولا تنقية علومنا الإسلامية مما علق بها غبش مشددا على ضرورة إعادة كتابة تاريخنا والحفاظ على لغة القرآن، ثم جاء كتابه كيف نتعامل مع القرآن الكريم في مدارسة مع الأستاذ عمر عبيد حسنة الذي قدم فيه ملامح تجديدية وخبرات عملية في كيفية التعامل مع القرآن المجيد الذي هو مفتاح أي نهضة لهذه الأمة، ثم كان كتابه نحو تفسير موضوعي للقرآن الكريم الذي قدم فيه لمحات تفسيرية لسور القرآن مقدما تفسيريا موضوعيا لكل سورة، ثم صدر بعض وفاته كتابه  كنوز من السنة الذي شرح فيه العديد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم صدرت محاوراته مع رجال المعهد العالمي للفكر الإسلامي بعنوان “حوارات مع الشيخ محمد الغزالي“، وباقي أجزاء كتابه الحق المر الذي جمع مقالاته في الصحف، بخلاف الكثير من مقالاته خطبه وآراءه وحواراته التي جمعها العديد من الباحثين والتي صدرت عن دور نشر متعددة ومقالاته في مجلة الأمة القطرية، ولم يتبق من كتبه لم ينشر فيما أعلم سوى كتاب قصة حياتي والذي كانت هناك نسخة منه محفوظة مع رجال المعهد العالمي للفكر الإسلامي متفق على نشرها بعد وفاته بعشر سنوات كما كانت وصيته لكن أسرته لم تسمح بالنشر حتى اليوم، ولم ينشر منه سوى فصل واحد في العدد السابع من مجلة الفكر الإسلامي التي يصدرها المعهد.

رحم الله شيخنا الغزالي رحمة واسعة ونفع الأمة بتراثه الغني المتجدد