محللون سياسيون: القضية الفلسطينية تتقدم على المشروع الصهيوني
تحت عنوان “القضية الفلسطينية: الواقع وآفاق الحل” أكد المتحدثون في الندوة التي أقامها حزب جبهة العمل الإسلامي مساء اليوم على ضرورة بناء حوار وطني فلسطيني في الداخل والشتات لتطوير مشروع وطني لمواجهة المشروع الصهيوني، في ظل ما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر غير مسبوقة ومحاولات تصفيتها.
وتحدث خلال الندوة كل من وزير الخارجية الأردني الأسبق كامل أبو جابر، و أستاذ العلوم السياسية الدكتور أحمد سعيد نوفل، ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد، وأدارها مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب منير رشيد بحضور الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة وأعضاء المكتب التنفيذي للحزب و عدد من الشخصيات الوطنية وأعضاء الحزب والناشطين.
وفي ورقة له حول المشهد الفلسطيني الداخلي أكد رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد أن مختلف المؤشرات تفيد بتقدم المشروع الفلسطيني العربي على المشروع الصهيوني خلافا للصورة التي تروج لها عدة جهات، في ظل استمرار الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال وتمسكه بأرضه وحقوقه ورفض مؤامرات تصفية قضيته.
وأشار الحمد الى ما شهدته السنوات الأخيرة من أربع مواجهات عسكرية مع الاحتلال في لبنان وغزة، واستمرار مسيرات العودة مما يؤكد تراجع المشروع الصهيوني وفشل برنامجه التوسعي.
كما أن الشعب الفلسطيني بات صاحب الكلمة الفاصلة في الصراع، رغم ما تشهده الحالة الفلسطينية من حالة انقسام فصائلي وارتهان للعامل الخارجي في ظل اختلاف التحالفات العربية والإقليمية بين الفصائل الفلسطينية، و غياب مشروع فلسطيني موحد متفق عليه، وارتباط الاقتصاد الفلسطيني باقتصاد الاحتلال واستمرار التنسيق الأمني في الضفة، واستمرار الضغوط الخارجية و التدخلات في الشأن الوطني الفلسطيني.
وأكد الحمد على ضرورة الحوار الوطني الفلسطيني في الداخل والشتات وتحقيق المصالحة وتطوير المشروع الوطني الفلسطيني وبناء مرجعية فلسطينية جامعة تحقق تمثيل الشعب الفلسطيني في الشتات وفي الأراضي المحتلة عام 1948 بحيث ينخرطوا في المشروع الوطني الفلسطيني، وبناء خطاب إعلامي وسياسي موحد وإعادة هيكلة المؤسسات الفلسطينية.
من جهته اعتبر الدكتور أحمد سعيد نوفل أن عددا من الأنظمة العربية تسعى للتطبيع مع الكيان الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية وإنما لتحقيق مصالح هذه الأنظمة وإرضاء الإدارة الأمريكية بما يتعارض مع المواقف الشعبية العربية والإسلامية الرافضة لأي تنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد نوفل أن الرهان هو على موقف الشعب الفلسطيني وصموده ومقاومته وليس على النظام العربي الرسمي، و تراجع الاهتمام العربي الرسمي بالقضية الفلسطينية رغم ما تمثله من قضية عربية إسلامية وليست قضية خاصة بالشعب الفلسطيني، وما يمثله المشروع الصهيوني على الأمة، مشيرا إلى مشاركة بعض الأنظمة العربية في حصار المقاومة خاصة في قطاع غزة، مع مشاركة بعض هذه الأنظمة في الترويج لصفقة القرن ومحاولة تطبيقها وتصفية القضية الفلسطينية.
واعتبر نوفل أن مواقف بعض الدول الإسلامية تجاه دعم القضية الفلسطينية تتقدم على مواقف الدول العربية، مشيرا إلى الضغط الماليزي والإندونيسي على أستراليا للتراجع عن قرار نقل سفارتها للقدس.
كما أكد على ضرورة توظيف ما تحققه المقاومة الفلسطينية من إنجازات ونجاحها في إفشال قوة الردع للاحتلال، مشيرا إلى التصريحات الإسرائيلية حول الخطر الوجودي الذي يتهدد الكيان الصهيوني وتزايد الهجرة من الكيان الصهيوني.
فيما أكد وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر على نجاح صمود الشعب الفلسطيني في التصدي لمحاولات تصفية قضيتهم، رغم اختلال موازين القوى وما وصفه بحالة التخاذل العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، مع استمرار الدعم الغربي للكيان الصهيوني.
واشار أبو جابر إلى أن القضية الفلسطينية ليست وليدة عام 1948 و أن الكيان الصهيوني تأسس مع تأسيس الوكالة اليهودية عام 1922 ومنحها حق شراء الأراضي الفلسطينية، معتبرا أن الدول الغربية عملت على زرع الكيان الصهيوني في العالم العربي لبناء حالة من الانقسام ومنع نهضة العالم العربي واستهداف الحضارة العربية والإسلامية
(المصدر: موقع بصائر)