مقالاتمقالات المنتدى

مثل هنية لا يموت

مثل هنية لا يموت

 

بقلم أ. عماد الدين عشماوي (خاص بالمنتدى)

 

رحم فلسطين مباركة إلى يوم الدين تنبت كل حين بإذن ربها شهداء ومرابطين حتى يجوسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا من رب قدير كبير.

ارتقى اسماعيل هنية منذ ساعات إلى ربه راضيا مرضيا مجاهدا مخلصا نقيا..

ارتقى هنية إلى ربه وهو يدافع عن الأمة ومقدساتها. ارتقى اسماعيل إلى ربه لاحقا بأهله الذين سبقوه مستبشرين فرحين بلقاء ربهم وهاهم فرحين بلقائه اليوم.

هكذا يموت الرجال مضرجين بدمائهم دفاعا عن مقدساتهم لا كما تموت البغال والحمير المزينة بالنياشين والتيجان على أسرة العار والخيانة.

عاش هنية حياة مجيدة ومات ميتة حميدة وإن كان الشهداء لا يموتون انهم احياء عند ربهم يرزقون.

رحل هنية إلى ربه تاركا وراءه مئات الألوف من الشباب الفتي والأطفال في المهد كلهم مشروع هنية جديد. كما كان هنية امتداد لعز الدين القسام وأحمد ياسين والرنتيسي والشقاقي وكثير كثير من قادة الأمة المجاهدين في فلسطين وأمثالهم مئات الألوف ممن لا يضرهم ألا نعرف أسمائهم.

استشهد هنية ليشهد على الأمة كلها من مشرقها إلى مغربها بالتقصير والتخاذل والجبن وخذلان الرجال الذين صدقوا

 استشهد هنية ليقولها شهيدا كما قالها حيا شاهدا علينا: فلسطين باقية والقدس عربية مسلمة وفلسطين من النهر إلى البحر عربية مسلمة مهما طال الزمن واستحر القتل واستمر الخذلان

على درب إسماعيل حييت وعلى دربه استشهدت هنيئا لك يا هنية جوار رب العالمين

يا اسماعيل لك من اسمك النصيب الأوفى، فأنت اسماعيل وعلى درب اسماعيل صادق الوعد مشيت مخلصا شهيدا، وعلى درب اسماعيل درجت ونشأت وحييت طائعا لربك مسلما مستسلما لله رب العالمين وحده فنلت الهناء كله في الدنيا بلذة الجهاد الصادق وطعم الشهادة الذي لا طعم مثله ولو أنا نسمعك الآن تناجي ربك لسمعناك تقول: أي رب ارجعني الدنيا استشهد في سبيلك عشرات المرات.

يا اسماعيل كإسماعيل عشت ودرجت في أطهر البقاع درجت ونشأت وترعرعت وأجدبت الأرض العربية من حولكم وخذلناكم أجمعين وأنتم صامدون وكما ابوك اسماعيل ما إن بلغت السعي حتى رفعت لواء الشهادة والجهاد عمرا بأكمله مجاهدا مع إخوانك من الرجال الذين صدقوا في أرض المحشر والمنشر تجاهدون أخس أهل الأرض وتجاهدون كل قوى البغي وتجاهدون كل قادة الخيانة وتجاهدون قبل ذلك أنفسكم والهوى والدنيا وكل الاغراءات التي عرضت عليكم لتتركوا دينكم ومقدساتكم وتعيشوا ملوكا مرفهين.

الشهداء لا يموتون. وحدهم الجبناء يموتون مهما طالت أعمارهم وانتفخت أوداجهم وكبرت كروشهم وعرضت عروشهم وتسمرت مقاعدهم على كراسيهم وكثرت خياناتهم

هنيئا لك يا هنية الحياة الأبدية في رحاب العالمين وعلى غانيات العرب جر ذيول التتبيع والتطبيع

لا يحتاج إسماعيل إلى نعي فقد نعاه رب العالمين في كتابه من قبل أن يولد

لا يحتاج أبو العبد بيانات فقيرة حقيرة من كل مراحيض الحكم الغشوم الظلوم  تنبعث منها رائحة نتن جيفهم المتعفنة

يا اسماعيل من فضل الله عليك ألا يتلوث اسمك بنعي أي جبان أسد علينا وفي الحروب نعامة

على درب اسماعيل حييت وعلى دربه أسلمت الروح لرب العالمين فهنيئا لك يا إسماعيل

لمثل ما عاش عليه اسماعيل ومات ليسلك السالكون على طريق الأنبياء والشهداء والصالحين.

لا يحسب عمر هنية بالسنين ولا يؤرخ له بأين ولد وكيف مات وأين عاش لقد كانت حياة أبو العبد إسماعيل نبراسا ونورا لكل من عاصره ولكل من سيأتي بعده سالكا سبيل الجهاد الخالص لله رب العالمين لم ولن يموت أبو العبد فقد كتب اسمه في سجل الخالدين يوم أوقف نفسه وأهله وعمره وماله لله رب العالمين يوم اشترى الله منه بضاعته وربح البيع أبا العبد.

ليس على إسماعيل اليوم كرب، اليوم يوفى أجره بغير حساب اليوم يطعمه ربه ويسقيه، اليوم يوم الفوز الكبير هنيئا لك يا اسماعيل جوار رب العالمين

يا اسماعيل اليوم ترى ما هو أجمل من السابع من أكتوبر: ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر اليوم تسمع بأذنيك بشارة النصر

في موكب الشهداء عند رب العالمين مع النبيين والصالحين اليوم يلتقي التلميذ أستاذه أحمد ياسين في ضيافة رب العالمين

أبو العبد حي يرزق فرح بلقاء ربه ونبيه وصحبه واخوانه من الشهداء الذين قضوا ووفوا ما عاهدوا في مقعد صدق عند رب العالمين

اليوم يقبض اسماعيل الثمن كاملا غير منقوص

 إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)

فلسطين لا تموت.. وكيف تموت وفيها إسماعيل، وكل فلسطيني اسماعيل، وكل فلسطيني مشروع شهيد والشهداء لا يموتون

لن تموت فلسطين.. لا فلسطيني يموت. كلهم شهداء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

إنا لله وإنا إليه راجعون رحمك الله يا هنية وتقبلك في الشهداء أنت ومن معك وكل شهدائنا في فلسطين

اللهم إنك تسمع وترى

اللهم انصر جندك اللهم انصر إخواننا في فلسطين

اللهم عليك بكل خائن لئيم

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى