مقالاتمقالات مختارة

متبرجة عند الكتب الإسلامية!

بقلم د. سامي عامري

رأيت منذ قليل إعلانًا لإحدى دور النشر الإسلامية عن جناحها في معرض الكتاب في الجزائر، وهو في ثوان قليلة، وفيه بعض فتياتٍ متبرّجات يسعين بين العناوين يبحثن عن ضالة.. قد يبدو هذا المنظر عجيبًا عند البعض، وذلك لظنهم أنّ التبرّج -بإطلاق- قرين خصومة الدين.. وهذا رأيٌ -عندي- فيه نظر.. والحكم على الشيء فرع عن معايشته..
التبرّج كبيرة ولا ريب، وإثم عظيم بلا شك.. وهو في البلاد التي يسود فيها اللباس الشرعي، يغلب عليه أن يكون ثورة على الدين وأحكامه.. لكنّه في البلاد التي يغلب فيها التبرّج، ويتوارث فيها الناس التفلّت من سلطان الدين، يكون في الأغلب تقصيرًا في أداء الواجبات الشرعية لا رغبة متأصلة في النفس لمحادة الشريعة، ولذلك يكثر في هذه البلاد أن تجد المتبرّجات يصلين الصلوات الخمس، ويصمن رمضان، ويصمن تطوّعًا، ويتابعن الدعاة، ويذرفن الدمع الغزير تأثرًا بالموعظة، ويرغبن في الالتزام بلباس الشريعة لولا وهن العزيمة.. وهنّ طبقة واسعة من البنات والنساء، وحالهن غير حال (التبرّج المؤدلج) الذي ينطلق من خصومة الدين، وإنكار سلطان الأمر الإلهي..
طبقة من ينتمين إلى (التبرّج غير المؤدلج) تحتاج يدًا تعينهن على تجاوز التقصير، وتشدّهن إلى هذا الدين؛ فإنّ (التبرّج المؤدلج) يسعى إلى جذبهن إليه، والخطاب الدعوي الذي لا يميّز بين طبقات المقصّرات قد يعين المؤدلجات على ما يُردن…
لفتة تربويّة من المعصوم صلّى الله عليه وسلّم:
قال صحابيّ لرجل أُتِي به النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وقد سكر : ماله أخزاه الله ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم”..
قلتُ: لا يغلبنكم العالمانيون على إخوانكم وأخواتكم ..

(المصدر: صفحة د. سامي عامري على الفيسبوك)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى