مقالاتمقالات مختارة

ما وراء الهجوم على “البخاري”!

ما وراء الهجوم على “البخاري”!

بقلم علي بطيح العمري

الهجوم على الإسلام ونعته بالأوصاف السلبية، ليس جديداً، بدأ مع الإسلام وتمدد وتنوع في عصور مختلفة وإلى يومنا.. تتغير وسائل بث الشبهات، ويتعدد قائلوها، لكن يجمعها أنها تنال من الإسلام ومن ثوابته المتمثلة في نبيه الكريم أو القرآن العظيم أو السنة الشريفة.

وحملات التشويه أو الطعن أو التشكيك في كتب الأحاديث الشريفة بين فترة وأخرى تأتي ضمن سياق مهاجمة الإسلام وثوابته.. فحملات التشويه تطال أحياناً السنة والأحاديث الشريفة كاملة، وأحياناً يخفف الهجوم فتنتقد السنة القولية فقط، وتارة يغير المشوِّهون حملاتهم فيتحول التشكيك إلى مؤلفات كتب الحديث كالبخاري مثلاً.

* ما أقوله ليس تقديساً للبخاري ولا لغيره.. بل هو دفاع عن مصدر من مصادر الإسلام.. إذا ألغيت السنة النبوية.. فما الذي بقي من الإسلام؟ ! ثم إن إسقاط السُّنة يعطي الفرصة لكل شخص أن يفسر القرآن تبعاً لهواه، فمكانة السنة بالنسبة للقرآن؛ إما أنها تبيِّن مجمل القرآن أو شارحة لأحكامه، أو أنها جاءت بأحكام لم ترد في القرآن..

* البخاري لا يعتبر أول من دون الحديث.. الحديث موجود من قبل ومدون.. هو جمع الأحاديث وفق خطته وشروط دقيقة وضعها.

* نعم.. نحن مع انتقاد التراث وأنا مع دراسة الأحاديث التي دونها البشر ومراجعتها والاستدراك عليها.. لكن من قِبل المتخصصين الذي تفننوا وتخصصوا في دراسة علم الحديث، وليس ممن هب ودب.

* الذين يهاجمون كتاب صحيح البخاري، سيأتون غداً لصحيح مسلم، ثم للسنن الأربعة… وهكذا تصبح السنة النبوية والأحاديث الشريفة مشككاً فيها، وقابلة للطعن.. فالهدف ليس صحيح البخاري وإنما محاولة لهز قيمة مصدر من مصادر الدين والتشريع.

* قارئي العزيز حكِّم ضميرك، ووظف عقلك، وأجلب أدواتك النقدية والفكرية.. وتعال طالع وتأمل.. علماء أفذاذ وأئمة كبار كُثر على مر العصور وإلى يومنا…. كلهم أثنوا وأشادوا بصحيح البخاري وقالوا عنه إنه من أصح الكتب بعد كتاب الله تعالى..

هل يعقل أن هؤلاء العلماء الأفذاذ خدعوا أمتهم وكتموا العلم؟ هل يعقل أن كانوا جهلاء وضحك عليهم؟ ! ثم أيضاً تأمل ممن يأتي الهجوم.. من ناس عاديين ودعاة يحفظون شيئاً ولا يحيطون بأشياء، من كُتاب وإعلاميين ونساء غير متخصصين ولا متخصصات.

وأخيراً..

سيظل الهجوم على الإسلام باقياً، وستستمر حملات التشويه لكل ثوابته سواء عبر أعدائه أو عبر الجهلاء من أبنائه الذين يركبون أمواج الفتن والشبهات تحت ذرائع وهمية وحيل هلامية.. وسيظل الإسلام شامخاً، وقرآنه خالداً، وسنته ماضية إلى أن يشاء المولى جل جلاله.

#قفلة..

إذا حل الجهل والاستهبال بقوم سيستمر الهجوم، وكلما زاد الهجوم على السنة النبوية اشتد ساعدها أكثر فأكثر، فالنتائج عكسية، والله متم نوره!

(المصدر: موقع تواصل)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى