ما هو موقفكم من الحداثة
بقلم د. محمد عمارة
“الحداثة” مصطلح غربي تم تزييف مضمونه عندما “خلط” المتغربون مضمونه بمضمون مصطلح “التجديد” الإسلامي ..
فعلى حين يعني التجديد الانطلاقَ من الثوابت الجامعة إلى فقه الواقع المتغير والبحث له عن الأحكام التي تَصِله بمناهج الإسلام، على النحو الذي يجمع بين العقل والنقل، وبين فقه الواقع وفقه الأحكام،
فإن الحداثة هي النزعة الغربية التي تقيم قطيعةً معرفيةً كبرى مع الموروث، ومع الموروث الديني على وجه الخصوص .. إنها الثقافة التي زعمت أن الدين إنما مَثَّلَ طفولة العقل البشري في التاريخ القديم، وجاءت الميتافيزيقا لتقيمَ قطيعةً معرفيةً مع مرحلة الدين، ثم جاءت الفلسفة الوضعية لتقيمَ قطيعةً معرفيةً مع الميتافيزيقا، ولتحل الإنسان في مركز الثقافة بدلاً من الله ..
تلك هي الحداثة في مضمونها الغربي، ولذلك تجد كلَّ الحداثيين، في بلادنا وفي غيرها، علمانيين، يقيمون قطيعةً معرفيةً مع الشريعة، ويتبنون في بلادنا – كأسلافهم الغربيين- القانون الوضعي الغربي بدلاً من الفقه الإسلامي في المعاملات ..
ومِن هؤلاء العلمانيين مَن يقفون بالدين عند ما لله، جاعلين ما لقيصر هو للنُّظُم الغربية في الحُكم والإدارة والقضاء والتشريع ..
ومنهم ماديون يجعلون قيصر هو السيد على ما لله أيضاً ..
فحداثتهم تقيم قطيعة معرفية مع الدين .. وعلمانيتهم تقيم قطيعةً بين الأرض والسماء
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)