ما هو دور الفقيه .. وما هي وظيفته اليوم في الواقع؟ | د. أحمد الريسوني
نعم، وظيفة الفقيه اليوم هي وظيفته في كل يوم، طبعا هذا يدعو إلى تذكير سريع بأن الفقه هو تخصص لأنه عندنا العلماء قد نقول العلماء فلان عالم وهؤلاء علماء ثم نقول الفقهاء فطبعا في البداية كان العالم والفقيه شيئا واحدا يعني أيام الصحابة إذا قلنا الصحابي الفلاني عالم فهو فقيه وإذا قلنا فقيه فهو عالم واستمر هذا الوضع إلى قرن أو قرنين من الزمن ثم ظهرت التخصصات فصار هذا أصوليا وصار هذا فقيها وهذا محدثا وهذا مفسرا فلا يوصف أحد بالوصف الآخر إلا إذا كان له تمكن فيه، فإذاً صار الفقهاء هم الذين يمارسون استنباط الأحكام وبيانها للناس وتنزيلها على الوقائع، فوظيفة الفقيه بالمعنى التخصصي الدقيق هي أن يستنبط الأحكام إن كان مجتهدا من أدلتها وإن كان مقلدا أو يتصرف في نطاق مذهبي معين فهو يستخرج تلك الأحكام المقررة عند الفقهاء وينزلها ويهذبها ويفصلها وفق النوازل التي تقدم له ولكن دون أن يكون صاحب الفضل الأول في استنباطها، فإذاً الفقيه عموما إما أن يكون مجتهدا ينتج الأحكام الشرعية من أصولها ومنابعها الأولى وإما أن يكون واسطة لكن يقوم بعملية الملاءمة حتى يسمى مفتيا يلائم بين الحكم الشرعي كما قرره الفقهاء قبله أو في زمانه ثم يقدمه للمستفتي حسب نازلته وحسب ظروفه دون أن يكون هو منتج هذا الحكم دون أن يخرج على أصول المذهب الذي يفتي من خلاله فهذا هو الفقيه الحقيقي إذاً إنتاج الأحكام الشرعية أو التصرف فيها بالملاءمة والتنزيل أو باصطلاح الفقهاء بتحقيق مناطاتها، فهذه هي وظيفة الفقيه بالمعنى المتخصص ينتج الأحكام أو يلائم أحكاما مقررة.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين)