ما زال الصراع بين أردوغان وأتاتورك
بقلم محمد أبو صهيب
عزيزي القارئ: إياك أن تستخف بعقلي وتقول أنك تكره الإثنين أو تحب الإثنين فكلنا نعلم أن أردوغان وأتاتورك خصمين وعدوين في حلبة مصارعة واحده ولكنها السياسية يا صديقي، ويجب أن تعلم كما أن اليهود والنصارى والعلمانيين يعشقون أتاتورك، فأكيد يبغضون أردوغان ويريدون الانقلاب عليه ويتحججون للمسلمين السذج بتقنين الدعارة..
وهنا يحضرني سؤال :-
لماذا لم تنزل آيات الحدود مثل رجم الزاني وقطع يد السارق في مكة في زمن الضعف والغربة؟
فلقد أسقط أردوغان الجمهورية الأتاتوركية تماماً.. بدون أن يحطم تمثال واحد من تماثيل الطاغية مصطفى كمال أتاتورك..
فلقد أدرك أردوغان أن الإسلام لا يحتاج إلى حكومة تتبناه، ولا قوانين تفرضه، بقدر ما يحتاج إلى نظام عادل، لا يُمارس التمييز أو التحيز أو الإقصاء ضده..
فألغى تباعاً، وبحذر بالغ، القوانين التي تفرض القيود على الإسلام…
لم يغلق بيوت الدعارة، ولكنه سمح بإنشاء المدارس الإسلامية وشجع الشباب على صلاة الفجر في جماعة ..
لم يُجَرِّم الإلحاد، ولكن سمح بتحفيظ القرآن..
لم يفرض الحجاب، ولكن سمح للمحجبات بدخول المدارس والجامعات والإدارات الحكومية ..
لقد أطلق سراح الدين، ولم يعتقل العلمانية.. تاركاً القيم والمبادئ والمعتقدات والأفكار تتفاعل مع المجتمع، حتى عادت روح الإسلام وقيمه ومبادئه لتسري في الجسد التركي.. وهذا هو جوهر التغيير كيف كان حال المسلمين في عهد الهالك أتاتورك وكيف هم الآن ..!
سئل مرة الرئيس أردوغان كيف تكون منتمي للتيار الإسلامي وتترك المراقص والحانات في تركيا؟ فأجاب أنا همي الجيل القادم، سوف أربي جيل سيغلق المراقص والحانات، وسيكون هذا الجيل ،هو جيل القراء وحفظة القرآن والرواة والفاتحين، أما الجيل الموجود حالياً فحقهم علي حمايتهم ورعايتهم كرئيس ولست مربيا لهم .
أعتبره شخصيا من أذكى الحكام وأكثرهم حكمة فهم أن التغيير لا يكون بعصا سحرية أو بالعنف وخصوصاً في هذه الظروف التي تحيط به من الداخل قبل الخارج و من الصديق قبل العدو، بل استثمر في ثروة النشء القادم والتي ستكون لا محالة ثورته المستقبلية.
“ذات يوم سمعت الشيخ محمد حسان وهو يصرخ بأعلى صوته في قناة الرحمة للرئيس مرسي بأنه سيحاجيه أمام الله بسبب سماحه للسياحة الإيرانية في مصر ” كنت متفق تماماً مع الشيخ حسان ولكن أين الشيخ الآن أسأل الله أن يبارك في عمره وأين محمد مرسي وأين أبي إسحاق الحويني ويعقوب نسأل الله أن يحفظهم جميعاً.. بل أين نحن الآن شغلونا بالبطاطس وفستان الممثلة والنكز وحمو وبيكا وألف جنيه غرامه للمنتقبة..
أعلم جيداً بأن يوجد أفعال لا أجد لها تفسير من أردوغان، وأعلم أن يوجد جزء كبير مختلف مع أردوغان وجزء أكبر متفق معه وجزء ومع الشيخ محمد حسان وجزء ضده…. إلخ
ولكن الذي على يقين منه:-
“سهام العدو فهي كقطع الليل المظلم تأتينا الفتن من كل جانب لتجعل الحليم حيران”
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)