ماهر الحاضري.. خطاط سوري أضاف لـ”بورصا” التركية قيمة إسلامية لا تقدر بثمن
إعداد صوفيا خوجاباشي
12 عاما من عمره، قضاها الخطاط السوري محمد ماهر الحاضري، في حياكة تحفة فنية، وقيمة إسلامية، تمثلت بإنجاز أول مصحف مكتوب بالخيط والإبرة في العالم الإسلامي.
رحلة من الصبر والعمل الدؤوب، بدأت كما يروي الحاضري لـ”وكالة أنباء تركيا” عام 1999، وانتهت عام 2010، تضمنت 8 أعوام من كتابة القرآن الكريم بواسطة التطريز بالخيوط، وعامين من التدقيق، تلاها عامان من صناعة جلد غلاف المصحف على طريقة صناعة ثوب الكعبة المباركة.
هو الخطاط السوري محمد ماهر الحاضري، الذي أبدع بكتابة الخط العربي، وانتقل بعدها إلى ترسيخ جمالية الأحرف العربية، ودمجها مع العناصر الفنية والإبداعية، فكانت مهارة التطريز بالحروف، حرفة استغلها ليضيف للتاريخ الإسلامي تحفة فنية يكاد يندر مثيلها حول العالم.
“وكالة أنباء تركيا” كان لها لقاء مع الخطاط السوري محمد ماهر الحاضري، على هامش مشاركته في معرض إسطنبول للكتاب العربي بنسخته الخامسة.
وقال الحاضري خلال اللقاء إنه “في عام 1998 بدأت بفكرة الكتابة بالإبرة والخيط، وكانت أولى تجاربي بكتابة آيات قصيرة كالمعوذات وآية الكرسي، ومن ثم انتقلت إلى مرحلة ثانية وهي كتابة السور الكبيرة، فكتبت سورة الواقعة بالطريقة نفسها، والتي حازت على إعجاب وثناء الكثيرين”.
وأضاف “بعد ذلك جاءتني فكرة كتابة القرآن الكريم كاملا، وبدأت بتنفيذها عام 1999، حيث استمر عملي على هذا المشروع حوالي 12 عاما، بين كتابة لمدة 8 أعوام، وتدقيق لمدة عامين، وصناعة جلد الغلاف لمدة عامين”.
وتابع أن “المصحف مؤلف من 12 مجلدا، في كل مجلد يوجد جزئين ونصف من إجزاء القرآن الكريم”.
الحاضري الذي عمل على مشروعه في مدينة حمص السورية، ومنها انتقل به إلى معارض ومتاحف العالم، يتم حاليا احتضان إنجازه من قبل بلدية بورصة التركية، حيث رصدت له البلدية مكانا أثريا في متحف خاص بالقرآن الكريم في المدينة، التي انتقل للعيش فيها عام 2014.
وأردف الحاضري قائلا إنه “شارك في 10 معارض في مدن إسطنبول وبورصة وغازي عنتاب وطرابزون”.
وفي معرض حديثه عن إقبال الأتراك على تحفته الفنية تابع “الخط العربي له جمالية خاصة، وربما يقبل عليه الأجانب أكثر من العرب أنفسهم”، مضيفا أن “إقبال العرب على الخط العربي جدا جميل”.
(المصدر: وكالة أنباء تركيا)