ماليزيا.. إجماع سياسي وشعبي على رفض تطبيع الإمارات والبحرين مع إسرائيل
تبنى المؤتمر العام السنوي للحزب الإسلامي الماليزي (باس) قرارا بالإجماع يدين تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، ويندد بموقف الجامعة العربية من قضية التطبيع، كما دشنت الجامعة الإسلامية حملة أكاديمية لتوعية الطلاب بمخاطر التطبيع.
وأكد الحزب في بيان رسمي أن مجلس العلماء التابع له رفع أمس الأحد قرار تحريم إقامة علاقات بإسرائيل وتجريم التطبيع معها للجمعية العمومية التي اختتمت أعمالها في مدينة كوتا بارو شمال البلاد.
ودعا الحزب الحكومات والشعوب الإسلامية إلى إدانة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشريف والأراضي الفلسطينية، والتمسك برفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
واعتبر مواقف كل من الإمارات والبحرين والجامعة العربية بإقامة علاقات دبلوماسية بإسرائيل عدوانا على الأمة الإسلامية وخيانة لها.
وجاءت إدانة التطبيع من بين 8 قرارات اتخذها مؤتمر الحزب الإسلامي الماليزي رقم 66، شملت مطالبة الحكومة الماليزية بمنع القمار، واتخاذ إجراءات ضد الاستهزاء بالرموز الوطنية والإسلامية، وتخفيف أعباء التعليم، وتقديم تسهيلات خاصة للمرأة لأداء شعائر الحج.
إجماع شعبي
من ناحيته أكد سيد إبراهيم سيد نوح -عضو البرلمان الماليزي عن حزب عدالة الشعب- وجود إجماع شعبي ورسمي على رفض التطبيع مع إسرائيل.
وقال في تصريحات للجزيرة نت إن “الشعب الماليزي يرفض التطبيع مع إسرائيل باعتباره دعوة للفتنة وضربا للإجماع الوطني، وتقسيما للشعب الذي اعتاد أن يكون موحدا تجاه قضية فلسطين”.
وأضاف سيد إبراهيم أن الماليزيين يستشعرون وجود تهديدات جديدة للشعب الفلسطيني على أرضه وفي مخيمات الشتات، تتمثل بتحول دول عربية علنا من دعم القضية الفلسطينية إلى التواطؤ مع الاحتلال والتحالف معه.
وقد شارك سيد إبراهيم -وهو المنسق الإقليمي لرابطة “برلمانيون من أجل القدس”- في حملة دشنتها منظمة “ماي كير” Humanitarian Care Malaysia) (MyCARE)) الإنسانية لمساعدة الشعب الفلسطيني في مواجهة جائحة كورونا. وتعتبر “ماي كير” إحدى أكبر المنظمات الخيرية الماليزية العاملة في مناطق النزاعات.
ورفض الدكتور حفيظي محمد نور -رئيس منظمة “ماي كير”- ربط المساعدات الإنسانية لمواجهة كورونا والتطبيع، وذلك في إشارة إلى طائرات مساعدات إماراتية للفلسطينيين أرسلت عبر إسرائيل.
وقال أثناء تدشين حملة عاجلة لمواجهة كورونا في فلسطين إن هناك خللا بتسييس المساعدات الإنسانية، يتضمن تخلي المسلمين عن مسؤولياتهم تجاه مأساة فلسطين.
حملات للتوعية
وعلى هامش أسبوع القدس الثقافي الذي تنظمه الجامعة الإسلامية العالمية في كوالالمبور، أكدت الدكتورة فريدة عبد المنان نائبة رئيس الجامعة للشؤون الدولية على الحاجة الماسة للتصدي لتشويه صورة فلسطين التي تخلفها إجراءات التطبيع.
وقالت في تصريحات خاصة بالجزيرة نت إن “الجامعة استشعرت أهمية التوعية الأكاديمية في ظل موجة التطبيع التي قد تثير التشويش على المبادئ في الأوساط الشعبية وحتى الرسمية”.
وأضافت بأن تطبيع دول عربية مع إسرائيل عمّق الشعور لدى الأكاديميين والباحثين بضرورة تعزيز المفاهيم والتوعية والتنوير بطبيعة القضية، ولا سيما أن البعد الجغرافي وضعف التواصل الشعبي قد يشكلان عاملا سلبيا في فهم حقيقة ما يجري في فلسطين.
أما أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور الفاتح عبد الحي عبد السلام، فشدد في حديثه للجزيرة نت على أن مسارات التطبيع لا تمثل الشعوب، وأنها مرتبطة بإملاءات أميركية.
وربط الخبير السوداني، الذي يعمل في الجامعات الماليزية منذ 3 عقود، بين مستوى الحريات العامة والديمقراطية وقرارات التطبيع، قائلا إن “الدول التي تطبع تعيش حالة طلاق بين مواقفها ومواقف شعوبها”
وبرأيه فإن الدول المطبعة ما كان لها أن تقدم على هذه الخطوة دون أن يسبق ذلك حملة قمع للرأي العام وتعزيز الدكتاتورية فيها.
(المصدر: الجزيرة)