مقالاتمقالات مختارة

ماذا يحــدث للمسلميـن في الهند؟

ماذا يحــدث للمسلميـن في الهند؟

بقلم أ. عمار طالبي

إنها مشاهد مروعة لمجازر دموية فظيعة لا يقدم عليها إلا من ملأ الحقد نفوسهم من الهندوس، الذين يتولون الحكم اليوم في الهند، ويدبّرون اضطهاد المسلمين بما في ذلك حزبهم المتعصب.
نشاهد شخصا صحافيا يشارك الجنود في قتل المسلمين ويدوس رأس مسلم طريح جريح برجليه وجسمه كله عدة مرات وجثة المسلم على الأرض هامدة.
وكذلك ما يحدث هذه الأيام في الجزء من كشمير التابع للنظام الهندي، المتعصب، ولم يراعوا المواطنة، وأن هؤلاء المسلمين هنود منذ قرون، بنوا حضارة رائعة، وأبدعوا في العلوم والثقافة والعمران الذي بقي شاهدا إلى يومنا هذا على ذلك، والذين قاوموا الاستعمار البريطاني، وثاروا عليه إنما هم المسلمون الذين بدأوا حركة تحرير الهند، وتعاونوا مع غاندي، ومعركة 1857 مشهورة خاض غمارها المسلمون الهنود.
يشهد العالم هذه المجازر المروعة، ولا يحرك ساكنا وهي جرائم ضد الإنسانية متكاملة الأركان، كما فعل المجتمع الدولي مع تلك المجازر في بورما، التي أحرق فيها المسلمون وهم في ديارهم مع أطفالهم وأخرجوهم من قراهم ورموا بهم في البحر، فلجأوا إلى بنغلادش، وغيرها من البلدان المجاورة، ولم يصدر موقف حاسم يردع هؤلاء المجرمين في حق الإنسانية.
ونحن نتساءل أين منظمة التعاون الإسلامي من هذا كله، وأين المنظمات الإنسانية الحقوقية؟
أليس هؤلاء بشرا يستحقون الحماية في أنفسهم وأطفالهم وممتلكاتهم، والدفاع عنهم؟
إن النظام العسكري في بورما يمعن في قتل المسلمين وتهجيرهم وسلبهم حقهم في المواطنة، في أرضهم، وعازمون على حرمانهم من جنسيتهم في بورما بدون حق، وأصبح البوذيون من رجال هذه الديانة يحرضون على قتل المسلمين ويشاركون فيه.
ويزعم النظام الهندي أنه نظام ديمقراطي ولكنه لا يحترم مواطنين هنودا بسبب أنهم مسلمون لا يعبدون البقر، ولا غيرها من الحيوانات كالثعابين.
إن البوذية كما وضعها بوذا ديانة أخلاقية، بالدرجة الأولى، ولكن تحولت إلى منظمة إجرامية إرهابية قاتلة في بورما، والهندوس والسيخ يحترمون الحيوانات ويعبدونها، ولكن يقتلون الإنسان ظلما وعدوانا، وهو الموحّد الذي لا يعبد إلا الله وحده، فهل هؤلاء البوذية والهندوس يستعملون عقولهم أم أنهم فقدوا كل قيمة، وكل فضيلة، يقتلون الإنسان، بسبب أنه لا يعبد الحيوان، هم أحرار في كفرهم ووثنيتهم، ولكن ليس لهم أن يرتكبوا الجرائم ضد الإنسانية وضد كل الأديان التي لا تخلو من قيم أخلاقية مهما كانت موغلة في الوثنية وعبادة غير الله.
إنهم لا يحترمون أرواح البشر ويقدسون أرواح الحيوان، وتماثيل الحجارة والرخام والحديد.
إن الهند لا تخلو من رجال عظماء إنسانيين مثل غاندي، ومثل الشاعر طاغور وأمثالهما وهم لا يرضون مثل هذه الجرائم، وهذا التعصب الأعمى، وفقدان البصيرة الإنسانية الفطرية في احترام كرامة الإنسان وقيمته التي قدستها الديانات السماوية وغير السماوية.
إنها جرائم فظيعة في حق الإنسان بقطع النظر عن كونه مسلما أو غير مسلم.
فالإنسان مكرم من حيث هو إنسان لا يجوز العدوان عليه في نفسه ولا عرضه، ولا ممتلكاته.
إن المسلم الحقيقي مسالم، ولا يعتدي على أحد إلا إذا حاربه واعتدى عليه، فإنه يدافع عن نفسه وهذا حق مشروع في كل الشرائع والديانات، ونحن نعلن أننا ضد هذه الجماعات التي تزعم أنها مسلمة وتقتل الناس وهم يصلون في المساجد ويعبدون الله كما وقع في أفغانستان هذه الأيام إنهم فقدوا الإيمان بكرامة الإنسان التي كرمها الله تعالى ويقدمون على إزهاق روحه بلا أي مبرر إنه جنون، وفقدان لكل ذرة تفكير.

المصدر: صحيفة البصائر الالكترونية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى