
ماذا سنقول لله عن موقفنا من غزة
بقلم د. عمر عبدالله شلح ( خاص بالمنتدى)
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ).. هذا النص الكريم، هو عتاب قاسٍ من الله لعباده المؤمنين الذين تقاعسوا عن النفير في غزوة تبوك.. فقال أهل التفسير في هذا النص، أنه عندما استنفر النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحابته وهم في المدينة، ليخرجوا لملاقاة الروم في منطقة تبوك، والتي تبعد عن المدينة ستمائة كيلو متر تقريباً.. يومها تخاذل البعض من المؤمنين، بسبب طول الطريق وشدة الحر، وقلة الزاد والامكانات.. فنزل هذا النص معاتباً، وبقسوة، للمؤمنين الذين لم يستجيبوا لاستنفار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم..
والآن وأمام هذا الموت الجنوني الحاصل في غزة، الأمة كلها وبفتوى العلماء، مطالبة بالنفير نصرة لغزة، ورفعاً للظلم عنها.. بل ذهبت الفتوى إلى ضرورة الجهاد المسلح ضد العدو المجرم، وإعانة المجاهدين في هذا المجال.. ورغم هذه الفتاوى، ووجود النص القرآني، وغزة يتم ابادتها منذ عام ونصف، إلا أن جماهير الأمة في دول الطوق، لم تنتقل بعد من ساحة التعاطف إلى ساحة الفعل.. حتى أننا نشعر في غزة، أن أقل صفات المروءة قد غابت عن أخلاق الناس هناك، خاصة في دول الطوق.. أيعقل أن ساحات الشوارع في بلاد الكفر، تشهد زخماً جماهيرياً أكثر منه في دول الطوق.. أيعقل أن دولة تبعد ألفين كيلو متر تقاتل العدو، ودول الطوق تلاحق الشعوب، وتحاصر التظاهرات بشكل بوليسي مخزٍ.. وأنا أقرأ هذا النص، نص العتاب للمؤمنين، استوقفني السؤال التالي، ترى لو أن قرأنا ينزل الآن من عند ربنا، ترى ما هو حالنا سيكون في القرآن الذي سينزل فينا؟؟؟ أي عتاب هو الذي سيكون في حق تخاذلنا وعدم نصرتنا بالشكل المطلوب لغزة.. ؟؟
عتاب كبير، وكبير جداً للجماهير في دول الطوق.. متى يا ترى سينتقل موقفكم من موقف التعاطف والدعاء، إلى موقف الفعل والمشاغلة مع العدو المجرم، الذي سيتربص بكم عاجلاً أو آجلاً.. ويومها سيكون لسان حالكم ” ذبحنا يوم ذبحت غزة..”
نصر الله حاصل وقادم لا محالة، سواء كان بكم أو بدونكم.. لكن المصيبة أنكم ستكونوا خارج التاريخ عندما يكتب من جديد.. هذا إن لم يلعنكم التاريخ، وتلفظكم الأجيال القادمة إن بقيت على تخاذلكم وصمتكم.. النفير واجب.. وجهاد العدو الآن، أوجب الواجبات.. فمن تأخر عن ذلك، فقد خسر خسراناً كبيراً.. اللهم إني أبرأ إليك من حال تقاعس دول الطوق حول فلسطين.. أنظمة وجماهير.. اللهم ثباتاً على الحق.. وغلبة في الميدان.. ونصرة على يهود.. صباحكم صباح تلبية الواجب.. صباحكم صباح غزة.. تواصل قتالها بمعيّة الله.. فتنتصر بإذن الله .
إقرأ أيضا: “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” يدعو لتوحيد خطب الجمعة للحديث عن حرب الإبادة