بقلم إدريس أحمد
نظمت كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر مؤتمرا دوليا حول الظاهرة الجمالية في الإسلام في فترة بين 15 – 16 نوفمبر 2015م بمشاركة باحثين دكاترة من مختلف الدول العربية والإسلامية، منها ماليزيا والسعودية والجزائر والمغرب ومصر والأردن والعراق واليمن، بالإضافة إلى باحثين من جامعة قطر.
وركز هدف المؤتمر على ترسيخ قيمة الجمال في الإسلام بوصفه تجليا متميزا من تجليات المعرفة الإسلامية، وتأكيد قيم الألوهية الإسلامية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة والإبداع والجمال المعنوي والمادي في آن واحد، وكذا الإسهام في إحياء قيمة الجمال الإسلامي ونشره، والتأكيد كذلك على أهمية تطوير الإحساس بالجمال والإبداع في شتى المجالات.
وتناول المؤتمر مناقشة محاور متعددة من هذا الموضوع خلال جلساته، هذه المحاور هي: 1- مفهوم الجمال في الإسلام وفلسفته ومعاييره.. 2- بنية المعرفة الجمالية الإسلامية وتجلياتها 3- التجليات الجمالية في الحضارة الإسلامية (الفن، العمارة الإسلامية، اللغة .. الخ)، 4- البعد القيمي في الإسلام وتجلياته الجمالية ، 5- تجليات المعرفة الجمالية في الفكر الإسلامي المعاصر وآفاقها، 6- نماذج جمالية من الفن الإسلامي في قطر.
وخلص المؤتمر في ختامه إلى التوصيات الآتية:
أولاً: التأسيس والتأصيل لعلم متكامل الأركان والعناصر، كان له نصيب في أدبيات الفكر الإسلامي ونظره، وفي واقع المسلمين وقت إذ كان المسلمون أصحاب الشهود الحضاري والفعل الحضاري، وكانوا صانعين للحدث، ألا وأنّ هذا العلم هو «علم الجمال»، ثم الانتقال إلى تطبيقه ومعايشته في الواقع الراهن لتقليل الفجوة بين التنظير والتنزيل.
ثانياً: إظهار وتفعيل البعد الجمالي في التدريس والبحث العلمي، والجدال والنقاش والتداول لمفردات الدراسات الشرعية ومباحثها المتنوعة، ليكتمل جمال المخبر بجمال المظهر، وينتهي الفصام النكد بين المبنى والمعنى، والسر والعلن والظاهر والباطن.
ثالثاً: تبني تكامل العلاقة وتعزيزها بين المبدأ الأخلاقي والمبدأ الجمالي، وأنه لا تعارض بينهما، وفي حالة التعارض يعتمد المبدأ الأخلاقي على الجمالي دون العكس لرسوخ الأول وثباته دونه الثاني.
رابعاً: السعي في نشر وتعزيز ثقافة الجمال وتذوقه بين الأبناء والأسرة والأجيال الصاعدة، وفي المؤتمرات والندوات والمحافل الدولية، وقنوات التواصل الاجتماعي والتواصل الجماهيري، وفي كل مناسبة تسمح بذلك بغية الفهم الصحيح للدين والتدين، والوقوف على حقيقة الإسلام وقدرته على اختراق الحدود والنفوس بالقناعة والحجة وجمال نظامه ونظمه.
خامساً: وضع قوالب مرنة المعالم للدعاة المعاصرين، تعينهم على صياغة وسائل الدعوة في إطار معلوم، يحقق الجمال المنشود، ويمكِّنهم من قياس تحققه، وتقييمه بما يضمن استمرارية تطويره.
سادساً: ضرورة اعتناء الدعوة والدعاة بالجمال المعنوي في كونه منطلقاً تأسيسياً في عملية الدعوة والتبليغ؛ فذلك مما يعمل على تحريك قلوب المدعوين وجذبهم إلى أعماق الجمال في الرسالة كما يضفي على الدعاة من نسيم الرسالة ورونقها، سابعاً: ضرورة صيانة الآثار من خلال دعم المؤسسات الوطنية المعنية وتوجيه تصاميم المباني.
المصدر: اسلام أون لاين.